لندن ـ سليم كرم
كشّفت دراسة حديثة، أن لون محيطات العالم سيبدأ في التغير قريبًا، حيث تؤدي المياه الدافئة إلى تغير هائل في أعداد العوالق النباتية.
وتُشير الدراسة التي أجراها معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا، إلى أن التغييرات في العوالق النباتية، التي تعيش في الماء ستجعل بعض أجزاء المحيط أكثر زرقة، والأجزاء الأخرى أكثر خضرة، في واحدة من الآثار الناجمة عن ظاهرة تغير المناخ.
وبما أن هذه الكائنات الدقيقة، مثل النباتات على الأرض تحول أشعة الشمس إلى طاقة ولونها أخضر، فإن وجودها في الماء له تأثير كبير على لونها.
ومن المتوقع أن تجعل درجات الحرارة العالمية المرتفعة، المناطق القطبية الغنية بالعوالق أكثر خضرة مع ازدهار عددها الضخم، في حين ستتحول المحيطات الزرقاء في المناطق شبه الاستوائية إلى أكثر زرقة مع القضاء على العوالق.
واستخدم العلماء نموذجًا حاسوبيًا لقياس تأثير الاحترار العالمي على العوالق في العالم، والذي كشّف أنه في ظل الاتجاهات الحالية، من المرجح أن تحدث هذه التغييرات خلال عقود، وبحلول نهاية القرن، سيتغير لون أكثر من نصف محيطات العالم بشكل ملحوظ.
ويقول الدكتور ستيفاني دوتكيويتز، عالم البيئة البحرية في معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا، "تشير الدراسة إلى أن التغييرات لن تظهر واضحة للعين المجردة، ولكن سيظل المحيط يبدو وكأنه يحتوي على مناطق زرقاء في المناطق شبه الاستوائية ومناطق خضراء بالقرب من خط الاستواء".
كما أنه حذّر من أن هذا الأمر، سيكون مختلفًا بما يكفي للتأثير على بقية الشبكة الغذائية التي تدعمها العوالق النباتية، ويمكن أن تؤثر درجة الحرارة والتيار المحيطي وحموضة الماء على العوالق البحرية، وبالإضافة إلى تغير المناخ، يمكن أن تحدث تقلبات طبيعية كبيرة نتيجة لأحداث مثل ظاهرة النينو.
في الدراسة الجديدة، التي نشرت في دورية "Nature Communications"، استخدم العلماء قياسات الأقمار الصناعية للضوء المنعكس من المحيطات المسجلة، بواسطة الأقمار الصناعية، وقال الدكتور دتيكويزز إن النتائج قد تكون خطيرة للغاية، ليس فقط من حيث عدد أنواع العوالق الموجودة في البحار، بل أيضًا أنواعها، مما يؤدي إلى حدوث تغييرات تؤثر على جميع الكائنات البحرية.
قد يهمك ايضاً :
«البيئة» تطلق برنامجاً لمراقبة البحر والساحل
دراسة علمية حول كيفية الحد من الاحترار العالمي