واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت دراسة جديدة، أنّه في غضون السنوات الثلاثين المقبلة، قد تكون أشعة الشمس قاتمة بشكل ملحوظ، تاركة لنا الظروف الجوية التي يمكن أن تخلق "العصر الجليدي المصغر"، وبيّن العلماء أنهم اكتشفوا وسيلة لتتبع دورة الشمس لمدة 11 عامًا، ومن المعروف أن الشمس تتحرّك خلال دورة 11 عامًا، على غرار ضربات القلب، حيث تواجه فترات نشطة وهادئة تعرف باسم الحد الأقصى للطاقة الشمسية والحد الأدنى لها
ويعتقد علماء من جامعة كاليفورنيا، سان دييغو أنهم حددوا بالضبط متى يمكن حدوث الحد الأدنى للطاقة الشمسية القادمة، قائلين أن الشمس يمكن أن تصبح باردة على نحو غير عادي بحلول عام 2050، وإنهم يطلقون على فترة البرد المقبلة "الحد الأدنى الكبير"، حيث الظروف الجوية يمكن أن تشابه تلك التي شُهدت في أوروبا في منتصف القرن 17، وأثناء العصر الجليدي الأصغر كانت درجات الحرارة منخفضة بما فيه الكفاية لتتسبب في تجمد نهر التايمز في لندن، بالإضافة إلى ذلك، تم تجميد بحر البلطيق إلى حد أن الجيش السويدي كان قادرا على غزو الدنمارك في 1658 سيرا على الأقدام من خلال مسيرة عبر الجليد، وقال العلماء أن الظروف الجوية خلال هذا الوقت كانت مشابهة إلى "العصر الجليدي المصغر".
وقام الفيزيائي دان لوبن، الذي قاد الدراسة، بتحليل " العصر الجليدي الأصغر" وأكّد أنّه "قد نواجه ظروف أسوأ من تلك التي وقعت خلال منتصف القرن السابع عشر، فعلى وجه التحديد، قد تصبح الشمس معتمة بكثير مما نراه عادة خلال الحد الأدنى للطاقة الشمسية"، ويتوقع العلماء أن هناك احتمالا كبيرا بحد أدنى كبير في المستقبل القريب لأن نمط البقع الشمسية الهابطة في الدورات الشمسية الأخيرة يشبه الزيادات بالحد الأدنى من الأحداث الكبرى الماضية.
وعندما تتعرّض الشمس إلى أقصى قدر من الطاقة الشمسية، فإن الاندماج النووي في لب الشمس يفرض المزيد من الحلقات المغناطيسية على السطح، وذلك بسبب موجات الأشعة فوق البنفسجية الشديدة، وأثناء الحد الأدنى للطاقة الشمسية، تقل مغناطيسية الشمس، وتشكل البقع الشمسية أقل وأشعة فوق بنفسجية أقل على سطح الكوكب، ونتيجة لذلك، يصبح سطح الشمس أكثر وضوحا ويصبح باهتًا، وكان العلماء قادرين في السابق على التنبؤ حول متى سيحدث الحد الأدنى للطاقة الشمسية المقبل، لكن البيانات الجديدة التي تم جمعها على مدى 20 عامًا ساعدت فريق الباحثين على تحديد مقدار الشمس التي يمكن أن تكون خافتة خلال الحد الأدنى الكبير، وأوضح العلماء أنه خلال الحد الأدنى الكبير، من المرجّح أن تكون الشمس أكثر برودة بنسبة 7٪ من أدنى نقطة في دورة 11 عاما.
ويتساءل البعض عما إذا كان التبريد الفائق للشمس يحتمل أن يُوقف آثار الاحترار العالمي، ووفقا للعلماء، فمن غير المرجح أن يضع هذا حدًا لتغير المناخ، ولكنه يمكن أن يبطئ الآثار إلى حد ما، "تأثير التبريد من الحد الأدنى الكبير هو فقط جزء صغير من تأثير الاحترار الناجم عن زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي" وفقا للدراسة، ويقدر العلماء أن الحد الأدنى الكبير لن يؤدي إلا إلى تبريد الأرض بنحو 0.25 في المائة بين عامي 2020 و 2070، ونتيجة لذلك، فإن سطح الأرض يمكن أن يبرد بما يصل إلى عدة أعشار من درجة مئوية، وهو ما لا يكفي لوقف الاحترار العالمي، ولكن يمكن على الأقل تخفيف آثاره.