أسماك البلنيات

كشفت دراسة حديثة، أن أسماك البلنيات التي تعيش في جزر كوك، الواقعة في المحيط الهادئ الجنوبي شمالي نيوزيلندا، سوف تعيش على البر عن طريق القفز باستخدام زعانفها، وذلك هربًا من الأسماك المفترسة، ووفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد عاشت نحو 33 أسرة من أسماك البلنيات على البر على مدار الـ400 مليون عام الماضية، وهي المرحلة التي أفضت إلى تطور الكائنات البشرية.
 
وأجرى علماء من جامعة ساوث ويلز في أستراليا، دراسة على عدة أنواع من أسماك البلنيات التي تعيش على جزيرة راروتونغا، وهي إحدى جزر كوك الأسترالية، وقد تبين أنه عند حدوث ظاهرة الجزر، تسبح الأسماك في برك الصخور حول تخوم الجزيرة، وعند حدوث المد، تقوم بالخروج من المياه وشق طريقها نحو الشاطئ.
 
وذكرت الدراسة، التي نشرتها مجلة "ذي أميركان ناتشورليست"، إن ذلك الأمر يعزوا إلى خوف الأسماك من تعرضها للافتراس على يد الأسماك الكبيرة مثل الأسماك المفلطحة وأسماك التنين، ولاختبار تلك الفرضية، ابتكر العلماء نموذجًا لأسماك البلنيات مصنوعًا من مادة البلاستيسين، ووضعوهم في البحر، وما لبثت أن تعرضت لجروح كثيرة، ما يعني أنها كانت فريسة للأسماك الكبيرة.


 
ووجد الباحثون، أن الأسماك تحولت إلى كائنات برمائية، حيث تُحاول شق طريقها ذهابًا وإيابًا إلى الشاطئ، في محاولة منها لتجنب الأسماك المفترسة، التي تتحرك بشكل دوري في المناطق التي يوجد بها المد، مؤكدين أن نتائج الاختبار تشير إلى أن الافتراس أدى دورًا نشطًا في تعزيز النشاط البري لأسماك البلنيات البرمائية، وقدم مثالاً نادرًا على أن التحرر البيئي من الافتراس قد يدفع إلى استعمار بيئة جديدة، لافتين إلى أن نسبة خطر التعرض لهجوم بري تصل إلى ثلث النسبة الموجودة تحت الماء.
 
وأوضحت الدراسة، أن الهروب من الأسماك المفترسة لا يعتبر السبب الوحيد لخروج أسماك البلنيات على البر، بل وجدت أيضًا أن البر أصبح بيئة مناسبة لها، إذ تضع بيضها بين الصخور وتتغذى على الطحالب والبكتريا الموجودة عليها، تمامًا كما كانت تفعل في البحر.
 ولفتت الدراسة أيضًا، إلى أن تلك الأسماك لا تزال تستخدم خياشيمها للتنفس، ولكنها طورت عضلات زعانفها بحيث أصبحت تستخدمها للقفز من البحر إلى البر.