لندن كاتيا حداد
كشفت إيزلت وارد، التي شاركت في تأسيس جمعية "فوود كلاود الخيرية"، مع أيوبين أوبرين في 2012، عن بعض الأعمال التجارية التي تتخلص من الطعام الجيد تمامًا، وفي المجتمع نفسه تناضل الجمعيات الخيرية للحصول على الطعام. وأوضحت وارد قائلة "أردنا ربط الإثنين في المجتمع الواحد".
والتقت وارد التي درست إدارة الأعمال والاقتصاد، ترينتي أوبرين، في الجامعة ذاتها، حيث كان يستكمل دراسته للحصول على درجة الماجستير في العلوم البيئية، وبرع الاثنان في استخدام التكنولوجيا وحب الأغذية وكره النفايات المهدرة، واستخدم الإثنان التكنولوجيا للتصدي لهذه المشكلة، وأضافت وارد "قمنا بتطوير تطبيق من شأنه المساعدة في إخطار الشركات للجمعيات الخيرية، عندما يكون لديهم طعام فائض".
واستغرق تدشين تطبيق "فوود كلاود" عامًا ونصف، وتقوم متاجر التجزئة بتحميل تفاصيل ما هو متاح لديهم على التطبيق، وتتلقى الجمعيات الخيرية هذه المعلومات تلقائيًا، وتقوم بجمع الطعام وتوزيعه على المحتاجين، وتم تطبيق الفكرة في شركة "تيسكو أيرلندا"، والتي قدمت تطبيق فوود كلاود للتجريب، بينما كان من الوارد أن تنهي درجتها العلمية، وقدمت تيكسو بعدها التطبيق في 140 متجرًا لها في أيرلندا، وتوسع فوود كلاود حاليًا من خلال الشراكة مع منظمة "فير شير"، والتي تساعد 929 متجرًا من متاجر تيكسو، والذين يتبرعون إلى 3979 جمعية خيرية حول بريطانيا. وأكدت راشيل فين رئيسة تيسكو لمشاريع المواد الغذائية، قائلة "نحن في حاجة إلى 5 آلاف جمعية خيرية، لنتأكد من أن كل المواد الغذائية يتم الاستفادة منها".
ويتم إهدار 1.9 مليون طن من المواد الغذائية في سلسلة التوريد في بريطانيا سنويًا، وفقا لبرنامج عمل النفايات والموارد (Wrap)، وفي الوقت نفسه يتصاعد الفقر الغذائي، وأظهر صندوق تروسل أن بنك الطعام يستخدم أكثر من 40 ضعفًا عن المعدل الطبيعي منذ 2008/2009، فيما تتخلص محلات السوبر ماركت من منتجات جيدة، وتابعت فين "ما نعلمه هو أنه من الصعب التخلي عن الطعام مجانًا، وفي محلاتنا هناك شكوك في العرض والطلب ما يعني أننا لسنا جيدين نحو قطاع العمل التطوعي، ويجب عليك أن تعمل في إطار سلامة الأغذية ويجب عليك أن تراعي كل ذلك يوميًا وهو أمر صعب".
وتتفق وارد قائلة "إدارة العلاقات مع الجمعيات الخيرية، ليست جزءًا من الأعمال الأساسية لمتاجر التجزئة، ولذلك كان علينا تسهيل التبرع بالغذاء للجمعيات الخيرية التي غالبًا ما تعاني من نقص الموارد، ولذلك كان علينا أن نجعل العملية سهلة بالنسبة لهم"، ولعمل ذلك كان يجب أن يكون تطبيق "فوود كلاود" أكثر من مجرد قطعة تكنولوجيا ذكية. وفي أيرلندا تولى فريق من 12 شخصًا بدوام كامل و6 أشخاص بدوام جزئي من الرجال والنساء، مهمة فحص الجمعيات الخيرية من أجل تيسكو، ولديهم مسؤول عن سلامة الأغذية يعمل مع الجمعيات الخيرية، ويتأكد من تخزين المواد الغذائية بشكل صحيح بعد جمعها، ويوفرون توجيهات بشأن المسائل القانونية مع صياغة اتفاقات مكتوبة، وعلى سبيل المثال إذا مرض شخص ما نتيجة تناول الفائض من اللحوم، فيجب أن يكون الطرفان واضحان بشأن أين تكمن المسؤولية.
وأعربت فين عن إعجابها بما حققه فوود كلاود، مضيفة "فضلًا عن توفير الجانب التكنولوجي استطاعوا التوفيق ليتم الأمر على أرض الواقع، لقد تعلمنا الكثير مما كانوا يفعلون في أيرلندا"، ولا ينبغي الاستهانة هنا بدور التكنولوجيا، فعلى الرغم من بساطة التطبيق إلا أنه ساعد في توسيع نطاق التبرعات. وذكرت وارد "مع تطور التكنولوجيا فنحن نجد حلولًا أكثر فعالية للمشاكل التي لم نكن قادرين على حلها بكفاءة من قبل". وأشادت وارد بشركات مبتدئة أخرى لأغراض مماثلة مثل "اوليو Olio " وهو تطبيق بريطاني يتيح للمستخدم تبادل الفائض من الطعام مع الجيران، وكذلك تطبيقات "زيرو بيرسينت Zero Percent"، و"فود دوناشن كونيكشن Food Donation Connection "، في الولايات المتحدة والتي تساعد المحلات التجارية على التبرع بالطعام، وتابعت وارد "من المشجع أن المزيد من الشركات المبتدئة تتطلع إلى معالجة النفايات الغذائية".
وتعدّ منظمة "فوود كلاود" غير هادفة للربح، حيث يدفع تجار التجزئة رسوم للخدمة، ولكن يذهب كل المال لتغطية تكاليف التشغيل، وتعمل وارد أيضًا مع شركات أخرى مثل "الدي Aldi "، في أيرلندا والتي تبرعت بـ 500 الف وجبة عبر فوود كلاود، ووفرت بذلك أكثر من 700 ألف يورو للجمعيات الخيرية، وتأمل وارد في التعاون مع كافة متاجر التجزئة في أيرلندا في المستقبل، ويطمح الإثنان من خلال مبادرة "فود كلود هابس FoodCloud Hubs "، التي يديرها أوبرين إلى توزيع فائض الطعام بكميات أكبر وعمر أطول.
ونجح فوود كلاود في التبرع بـ 8.4 مليون وجبة في بريطانيا وأيرلندا منذ إطلاقه، ويتعلق الأمر بالفرق الملموس الذي بدأ يظهر في حياة الناس اليومية، وأشارت وارد إلى العمل مع ملجأ للنساء في أيرلندا، حيث يجد السكان صعوبة في التفاعل اجتماعيًا، مضيفة "لاحظ المديرون أنه عندما بدأ الطعام يصل مرتين أسبوعيًا، وخرجت النساء من الغرف وتشاركت وصفات إعداد الطعام، وسُمع صوت ضحك داخل الغرف، ويؤكد ذلك فكرة أن الغذاء أكثر من مجرد التغذية لكنه لديه القدرة على إعادة التواصل بين الناس وتمكينهم، وذلك أفضل رد فعل يمكن أن نحصل عليه".