لندن - كاتيا حداد
كشف علماء من جامعة أكسفورد أنَّ شعور الطيور البحرية بالرائحة يعتبر عاملًا رئيسيًا في كيفية تنقلها لمسافات تصل إلى آلاف الأميال عبر المحيطات، ويعتقد الباحثون أن تجربة في البحر الأبيض المتوسط قد تفسر مشكلات طويلة الأمد حول ما إذا كانت هذه الطيور تعتمد على المجال المغناطيسي للأرض أو على شعورها بالرائحة عند التحليق لمسافات طويلة فوق المياه.
ووجد العلماء أن الطيور التي لديها قدرة على تمييز الروائح ضعيفة، تُكافح من أجل العثور على طريقها إلى موطنها، ومع ذلك، بمجرد اقترابهم من الساحل فإنها يمكنها التعرف على ميزات المناظر الطبيعية المألوفة لها باستخدام "خريطة روائح" مُصممة بداخلها.
وتتبع الباحثون 32 من طيور "جلم الماء" الحرة قبالة ساحل مينوركا، والتي تم تقسيمها إلى ثلاث مجموعات، المجموعة الأولي كان شعورها بالرائحة مؤقتا، وآخر يحمل مغناطيس صغيرة ومجموعة تركت وحدها، وتم إرفاق قطع الأشجار بخدمة "تحديد المواقع" مصغرة للطيور حيث تحضن البيض في الشقوق والكهوف على ساحل مينوركان الصخري، وبعد ذلك، تم تعقبهم عندما كانوا في البحر، وكل منهم طار لجمع الغذاء، وحصل على وزن أكثر وكذلك حصل على البيض المحتضن، ولكن الطيور مع الشعور المتأثر بالروائح قامت برحلات سيئة بالنسبة لعملية التوجه إلى موطنها عندما كانت بعيدة عن الأنظار.
ووجد الباحثون أن توجههم تحسن عند الاقتراب من الساحل، مما يُشير إلى أن الطيور تستشير "خريطة حاسة الشم" عندما يكونوا بعيدًا عن مرأى عن الأرض، ومع ذلك، عندما كانوا بالقرب من الساحل، كانوا قادرين على الوصول إلى موطنهم باستخدام ميزات المناظر الطبيعية المألوفة.ونُشرت نتائج الدراسة التي أجرتها جامعات أكسفورد وبرشلونة وبيزا، في دورية "Scientific Reports".
وقال المؤلف الرئيسي تيم غيلفورد، أستاذ السلوك الحيواني ورئيس مجموعة أكسفورد للملاحة في قسم علم الحيوان في أكسفورد: "على حد علمنا، هذه هي الدراسة الأولى التي تتبع رحلات البحث عن الطعام الحر في الطيور "، فيما أكد أوليفر بادجيت، قائد الدراسة: "أنَّ الملاحة فوق المحيط هي التحدي الأكبر بالنسبة للطيور، نظرًا للمسافات الطويلة المغطاة، والبيئة المتغيرة، وعدم وجود معالم مستقرة"، وأضاف أن بعض التجارب السابقة كانت قد استخدمت الطيور المشردة، وقال بعض النقاد إن ذلك قد يؤثر على النتيجة، متابعًا أن " دراستنا الجديدة تلغي هذه الاعتراضات، مما يعني أنه سيكون من الصعب جًدا في المستقبل القول بأن حاسة الشم لا تُشارك في الملاحة المحيطية الطويلة في الطيور".