تساهم غازات الدفيئة والتلوث في تدمير الشعاب المرجانية

أكّد مدير البيئة في الأمم المتحدة، إريك سولهيم، أنّ معركة إنقاذ الشعاب المرجانية، وصلت إلى مرحلة حاسمة ومصيرية، وتساهم الغازات الدفيئة والتلوث واحترار المحيطات جميعها في تدمير الشعاب المرجانية الجميلة، وإن مسؤولية إنقاذ الشعب المرجانية تقع على عاتق جميع الدول، ولكن يجب على البلدان التي لديها شعاب مرجانية خاصة بها أن تقود الطريق، وفقا للأمم المتحدة، وإذا لم تبُذل جهود جادة، يمكن تدمير الشعاب المرجانية في غضون جيل واحد.

وقال سولهيم، "نحن نتوقع من الحكومات أن تتدخل بإجراءات ملموسة"، وكان رئيس البيئة في الأمم المتحدة يتحدث في انطلاق السنة الدولية الثالثة للشعاب المرجانية في أستراليا، منوّهًا إلى أنّه "شهدنا كمية هائلة من حوادث التبييض في الشعاب المرجانية في جميع أنحاء الكوكب، نحن في مرحلة حاسمة ومصيرية حيث يمكننا اتخاذ خطوات ممكنة إلى الأمام أو مشاهدة تراجع الشعاب المرجانية"، وتمثل الشعاب المرجانية ما يقرب من ربع مجموع التنوع البيولوجي في المحيطات في حين لا تشكل سوى نسبة 1 في المائة من مساحة المحيطات، وتحدث السيد سولهيم عن حاجة البلدان إلى التركيز على الحفاظ على شعابها الطبيعية وحث الدول على اتخاذ إجراءات.

 

 

وأصبح رئيس وزراء فيجي، فرانك بينيماراما، أول زعيم عالمي يلبي نصيحة الأمم المتحدة، وتحدث في نفس الجلسة، حيث أشار إلى أنّه "اليوم أناشد كل شخص على الأرض أن يساعدنا، يجب أن نستبدل ثقافة الإساءة الحالية بثقافة الرعاية "، وقد أعطت فيجي مؤخرا حماية كبيرة متزايدة للبيئة، وقال السيد بانيماراما إنه من المثير للصدمة أن يكون هذا هو الجيل الأخير الذي يرى الشعاب المرجانية في أعظم أشكالها، وأضاف: "اليوم أناشد كل شخص على الأرض لمساعدتنا، وعلينا أن نستبدل ثقافة الإساءة الحالية بثقافة الرعاية ".

ودعا السيد سولهايم البلدان التي لديها الشعاب المرجانية الخاصة بها لقيادة الطريق، مضيفًا أنّه "نتوقع من استراليا وجزر المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي حماية الشعاب المرجانية - فإنها يمكن أن تفعل الكثير، وأشجع بقوة أستراليا على تحويل مزيج الطاقة من الفحم إلى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المتجددة - وهذا يحدث، ولكن يجب أن حدث ذلك بشكل أسرع"، ووجدت دراسة حديثة أن متوسط الوقت بين التبييض الشديد تقلص إلى ست سنوات في عام 2016 من 25-30 سنة في أوائل الثمانيات، والتبييض لا يقتل تماما الشعاب المرجانية الحساسة، ولكن يجعلها مريضة للغاية عن طريق تكسير الطحالب المجهرية الحيوية التي تعيش داخل المرجان.

 

 

وبحثت الدراسة في 100 نوع من الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم، ووجدت أن ستة فقط لم تتأثر بتبييض المرجان، وإن ارتفاع درجات حرارة المياه في المحيطات له تأثير كبير على المرجان، وفي عام 2015، تم توقيع مبادرة عالمية موضع التنفيذ للحد من الاحترار العالمي إلى 2 درجة مئوية (3.6 درجة فهرنهايت)، وفي يونيو 2017، أعلن الرئيس ترامب عزمه على الولايات المتحدة، ثاني أكبر منتج للغازات الدفيئة في العالم، للانسحاب من الاتفاق، ووفقا للسيد سولهايم، فإن وقت التصرف قد حان الآن وأي تأخير يمكن أن يؤدي إلى كارثة، وقال انه "بالإضافة إلى الفشل الأخلاقي الكامل لتدمير الجمال الهائل وجميع الأنواع المختلفة في المحيط التي تعيش في الشعاب المرجانية، سيكون هذا أيضاً كارثة اقتصادية".