طوكيو ـ علي صيام
اجتاز نوع من الأسماك الاستوائية بحجم الإصبع البشري اختبار الوعي الذاتي الكلاسيكي الذي يعد علامة رئيسية على الذكاء، وهو أحدث اكتشاف علمي يثبت ذكاء الأسماك ويتبع اكتشافا من قبل معهد التكنولوجيا الإسرائيلي للتكنولوجيا الذي يثبت أن السمكة الذهبية يمكن أن تتذكر لمدة خمسة أشهر - حيث فضح الأسطورة الشعبية أن الأسماك تنسى كل ما يعرفونه كل ثلاث ثوان.
وتُعد السمكة الاستوائية الصغيرة، المعروفة باسم "اللبروسية" wrasse cleaner، قادرة على التعرف على انعكاسها، مما يوحي بأن جزءًا من دماغها يدرك وجودها, وهذه الأنواع هي أول سمكة تجتاز "اختبار المرآة" وتنضم إلى قائمة حصرية تضم القردة العليا والفيلة والحيتان القاتلة والدلافين.
تفاصيل الاختبار
وقام باحثون في جامعة ماسانوري كوهدا في جامعة مدينة أوساكا باليابان لاختبار الوعي الذاتي للأسماك، بوضع 10 أسماك من نوع اللبروسية في خزانات فردية مع مرآة، وذلك وفقًا لما ورد في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وهاجمت سبعة من الأسماك صور المرآة خلال الأيام القليلة الأولى، مما يشير إلى أنهم اعتقدوا أن انعكاسهم كان لدخيل ومتطفل في الخزان, ثم بدأت الحيوانات تتصرف بشكل غير عادي، وتندفع نحو المرآة وتؤدي رقصات أمامها.
وقال الباحثون "إن هذا سيكون وسيلة غير عادية للغاية للتعامل مع الأفراد من النوع ذاته في البرية، مما يوحي بأن الحيوانات كانت تدرك أن الانعكاس يظهر صورة مرآة لأنفسهم.
وقام الفريق لتحليل ذلك، بحقن هلام ملون على رؤوس ثمانية من الأسماك في بقعة لا يستطيعون رؤيتها إلا باستخدام المرآة, ثم أمضى سبعة من الأسماك الكثير من الوقت في السباحة أمام المرآة في الأماكن التي تظهر على أفضل وجه.
وقال الباحثون "إن بعض الحيوانات حاولت حتى إزالة هذه البقعة, وهم يجادلون بأن هذا يعني أن الأسماك اجتازت الاختبار بنفس الدرجة التي استخدمتها الأفيال في الدراسات السابقة".
نجاح الاختبار
وكتب الباحثون في ورقتهم "هذا هو التقرير الأول عن النجاح في اختبار البقعة في الفقاريات خارج الثدييات والطيور", وهم يزعمون أن الوعي الذاتي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمهارات الاجتماعية لأحد الأنواع أكثر من ارتباطه بحجم الدماغ أو ارتباطه بالبشر.
وكانت الحيوانات الوحيدة التي نجحت في اجتياز اختبار المرآة ذكية نسبيًا, حتى الآن، ولقد كانت أول الحيوانات التي تجتازه من مراهقين القردة، الذين تعاملوا في البداية مع انعكاساتهم كمهاجمين قبل أن يتغير سلوكهم تدريجيًا عندما اعترفوا بالصورة على أنها انعكاسا لهم, وعادة ما يفشل الأطفال البشريون في الاختبار حين يبلغوا من العمر ما بين سنة ونصف إلى سنتين على الأقل.