لندن - كاتيا حداد
تستخدم النباتات حيلًا كثيرة، من الألوان المبهرة والأشكال المغوية، لتجذب الحشرات، حتى تتمكن من التكاثر. فقد اكتشف العلماء نوعًا من نباتات الزينة، يأخذ خداعها لملقّحيها من الحشرات مستوى جديدًا.
وتقوم الغشوة العملاقة، والتي تعرف أحياناً بنبات البراشوت، بخداع الذباب لتلقيحها من خلال إطلاق رائحة نحل العسل، أثناء تعرضه للهجوم.
وبرغم أنه يبدو اخيتار رائحة غير عادية، فإن الذباب يجدها رائحة جذابة، لأنها تتغذى على المتساقط من نحل العسل، الذي وقع في براثن عنكبوت، أو أي حشرة مفترسة أخرى، وتندفع إلى الزهرة.
ويقول ستيفان دوتيرل، من جامعة سالزبورج في النمسا، أن هذه الزهرة لها تكوين شكلي معقد، حيث أنها تتضمن هيكلا محاصرا يمكنها من القبض على الحشرات الملقحة، لفترة مؤقتة ثم الإفراج عنهم.
ويضيف أنه قد تبيّن لهم أن هذه النباتات تستخدم زهورها لمحاكاة المؤثرات المنبهة الخاصة بنحل العسل الغربي، لتجد الذباب سارق الطعام، لتقوم باستغلاله كملقح.
ويتم اجتذاب الذباب إلى الزهور متوقعًا وجبة شهية من نحل العسل، لكن بدلاً ذلك يجد نفسه عالقًا في زهور تقوم باستغلاله لتلقيحها.
ويوجد ما بين 4، 6% من النباتات، بما في ذلك نبات الغشوة، يستخدم الخداع في تلقيحه. وهذا يعني أنها تقوم بدعاية كاذبة، عن تقديم مكافأة للحشرات التي تساعدها في التكاثر، مثل حبوب اللقاح أو الرحيق، أو الإعلان عن موضع بيض لحشرات أخرى.
لكن هذه الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة علم الأحياء الحالي، تعد الأولى من نوعها التي تصف نبات يقوم بإنجاز عملية التلقيح عن طريق إصدار رائحة منبهة بوجود طعام للحشرات التي تتغذى على حشرات أخرى.
وأصبح أنيماري هيدوك وأولريش ميفي من جامعة بايرويت، في ألمانيا، اللذان تشاركا في هذا البحث مفتونان بهذا النهج غير العادي لهذه الزهرة الأفريقية، حينما أدركوا أن الحشرة التي تجتذبها نباتات الغشوة هي ذبابة ديسموميتوبا. وتعرف هذه الذبابة أنها من الحشرات السارقة التي تتغذى على بقايا نحل العسل المتبقي من طعام العناكب.