لندن - كاتيا حداد
تُصدر فئران الجندب، والمعروفة بنداءاتها ذات الصوت العالي، صوتًا مسموعًا بنفس الطريقة التي يتحدّث بها البشر وتعوي بها الذئاب، تلك الفئران، التي تعيش في الصحاري والمراعي في الولايات المتحدة الغربية وشمال المكسيك ولها منازل ذات نطاقات كبيرة، تصدر صوتًا بالموجات فوق نطاق السمع البشري يحدث في التفاعلات الاجتماعية عن بعد عن طريق استخدام صفارات، ولكن على عكس الفئران الأخرى، تنتج فئران الجندب أيضًا نداءات مسموعة لمسافات طويلة يمكن أن تصل لأكثر من 100 متر، وذلك بفضل تدفّق الهواء الفريد من نوعه والناجم عن اهتزاز الأنسجة مثل البشر.
وتأكل فئران الجندب والقوارض المفترسة الحريشة أو أم أربعة وأربعين السامة، والجنادب، والديدان، والعقارب وحتى الفئران الأخرى، وهم يميلون إلى العيش في الصحاري والمراعي ولها نطاقات منزلية كبيرة نسبيًا، ونداءات صاخبة بمثابة وسيلة للكشف عن زملائهم والمنافسين عبر مسافات كبيرة، عادة ما يقف كل من الذكور والإناث في وضع مستقيم ويفتحوا أفواههم على نطاق واسع لإصدار نداء بصوت عال.
وقام باحثون في جامعة نورث أريزونا "ناو"، جامعة ميدوسترن في جليندالي وجامعة ريتسوميكان في اليابان بالتحقيق في الآلية الكامنة وراء هذه النداءات من خلال تحليل التشكل في الحنجرة والجهاز الصوتي لدى الفئران، وسجلوا أصوات الفئران في الهواء العادي وفي الهليوكس، وهو مزيج من الهيليوم والأكسجين الذي يولد مقاومة أقل من الهواء الجوي، مما يجعل من الأسهل دراسة نداءات تلك الفئران، كما استخدموا النمذجة الحيوية الميكانيكية للتحقيق في كيفية إنتاج فئران الجندب نداءات على مسافات طويلة.
وأكّد المؤلف الرئيسي الدكتور بريت باسش، أستاذ مساعد ناو ومركز ميريام باول " أن النتائج التي توصلنا إليها توفر أول دليل على الفأر الذي يصدر صوت مثل البشر ويمهد الطريق للدراسات حول الإصابات الصوتية والشيخوخة، وعلاوة على ذلك، يوفر البحث خط أساس لتحليل مقارنة أكبر من الأصوات لدى القوارض، والتي تشكل أكثر من 40% من تنوّع الثدييات ولكن العديد من هذه الأصوات لم يكتشف بعد"، ووجد الباحثون أيضا أن الفئران لديها جهاز صوتي على شكل جرس، مماثل في الشكل إلى مكبر الصوت، مما يزيد من كثافته الصوتية، تماما مثل مطربين الأوبرا.