واشنطن ـ رولا عيسى
تعتبر الفئران في نيويورك متميزة وراثيًا، وتمتلك أنماط حمض نووي متميزة تبعًا للمكان الذي تعيش فيه، وكشفت دراسة جديدة، شملت تسلسل الحمض النووي لفئران مانهاتن ورسم خرائط لسماتهم الوراثية، أنّه تم العثور على أن فئران الجزء الأعلى من المدينة متميزة وراثيًا مقارنة بفئران الجزء الأدنى بالمدينة، وحتى في أحياء مختلفة مثل ويست فيلدج وايست فيلدج كانت الفئران متميزة، ومع ذلك، لم يكن في وسط مدينة مانهاتن فئرانها المتمايزين وراثيا، ويرجع ذلك على الأرجح إلى أن المنطقة هي أقل سكنية، وبالتالي فإن عدد النفايات المنزلية أقل. وكان الهدف النهائي للدراسة للمساعدة في معالجة مشكلة الفئران في مدينة نيويورك لأنها يمكن أن تنشر المرض، وتشير بعض التقديرات لعدد الفئران في المدينة ب 2 مليون – أي حوالي 20 في المائة من 8.4 مليون عدد السكان في نيويورك.
وترتبط الدراسة الجديدة، بقيادة طالب الدراسات العليا في جامعة فوردهام ماثيو كومبس، بدراسة الفئران البنية (راتوس نورفيجيكوس) عبر جزيرة مانهاتن في مدينة نيويورك. ووفقا للباحثين، غزت الفئران على الأرجح مانهاتن بين عام 1750 و 1770، بعد أن قدمها الأوروبيون الذين يعبرون على متن السفن.
ووجدت دراسة حديثة أجرتها إدارة الصحة والنظافة النفسية في مدينة نيويورك أن 8.2 في المائة من جميع الممتلكات في مانهاتن تظهر علامات على نشاط الفئران، ولكن الفئران البنية تعيش أيضا في المجاري، وأنفاق مترو الأنفاق والحدائق العامة. في الدراسة، قسم الباحثون مانهاتن إلى ثلاثة مواقع: أدنى المدينة (من الطرف الجنوبي إلى الشارع الرابع عشر)، الذي يضم مزيجا من المساحات السكنية والتجارية والمكاتب؛ وسط المدينة، بين الشارع 14 و 59، ويضم ادوار عليا من المساحات المكتبية والتجارية، ومراكز النقل وعدد مقيمين أقل؛ والجزء العلوي من المدينة، والذي يمتد من الشارع 59 إلى الطرف الشمالي من مانهاتن، ومعظمها سكنية، وتنقسم مانهاتن كذلك إلى 12 منطقة مجلس محلي، والتي استخدمها الباحثون أيضا. وغالبا ما تختبئ الفئران في المساحات الترابية، وبالتالي فإن الباحثين عاينوا الفئران في الحدائق وكذلك الممتلكات الخاصة، بإذن. واستخدموا الفخاخ المفاجئة المطعمة بمزيج من زبدة الفول السوداني والشوفان ولحم الخنزير المقدد لجذب الفئران، ووضعهم لمدة 24 ساعة، بالنسبة للفئران المحاصرين، قطع الباحثون 3-4 سم من أنسجة الذيل وقاموا بتخزينها في الكحول، وسجلت أيضا الموقع والجنس والوزن والنضج الجنسي للفئران. قضى الباحثون أكثر من سنة ونصف في محاصرة وأخذ عينات الفئران.
وفي الفترة ما بين حزيران / يونيه 2014 وكانون الأول / ديسمبر 2015، جمعوا 393 عينة، اختير 288 منها للتسلسل، مما أدى إلى زيادة التغطية الجغرافية إلى أقصى حد. ثم قام الباحثون بتسلسل الحمض النووي لجميع الفئران، وعملوا مصفوفة من الاختلاف الجيني المتوسط على أساس الاختلافات الجينية بين العينات، وكشفت نتائج الدراسة عن انقسام واضح بين المجموعات الوراثية للجزء العلوي والأدنى للمدينة. وأظهرت جرذان وسط المدينة مستويات أعلى من زواج الأقارب وانخفاض تدفق الجينات. وأظهرت النتائج أيضا أن الفئران لا تميل إلى التحرك أبعد من 1400 متر (4593 قدم) بعيدا عن مستعمراتهم، ويمكن أن تكون هذه المعلومات مفيدة لمديري مكافحة الآفات في مدينة نيويورك، لأنها يمكن أن تركز على القضاء على وحدات الفئران من هذا الحجم للحد من اجتياح الفئران.