محمد الحسن والد الصبي أحمد محمد

قرر محمد الحسن والد الصبي أحمد محمد (14 عامًا) مخترع الساعة الذي اشتبه معلمو مدرسته الثانوية في ايفرينغ بكونها قنبلة، سحب جميع أبنائه من المدرسة الاثنين إلا أنه لم يختار بعد المدرسة التي سيرسل أبنائه إليها.

وأوضح أحمد أنه أحضر الساعة التي اخترعها إلى مدرسته "ماك آرثر هاي سكول" فى ايفرينغ الأسبوع الماضي حتى يعرضها على المعلمة، بينما أشار المسؤولون إلى اعتقال أحمد بعد قلق المعلمة من الساعة واعتقادها خطأ بكونها قنبلة، ولم يتعرض أحمد لاتهامات لكن تم تعليق دراسته في المدرسة لمدة ثلاثة أيام.

 

وأضاف أحمد: "لا أريد أن أذهب إلى مدرسة ماك آرثر"، وبيّن والده أن أبنائه لن يكونوا سعداء في هذه المدرسة، وأثارت أنباء اعتقال أحمد موجة من التعاطف والدعم له على مستوى العالم من مجموعة من الشخصيات البارزة وكان من بينها الرئيس الأميركي أوباما، إلا أن بعض العائلات انتقدت الصبي عندما أخذ الساعة معه إلى المدرسة مثل عائلة "بريستول" و"ريتشارد دوكينز".

 

وأفاد والد الصبي: "فقد ابني شهيته وأصبح لا ينام بشكل جيد، أصبحت العائلة ممزقة وأصبحنا نعيش في حيرة من أمرنا"، وذكر أن مدارس عدة عرضت على أحمد الالتحاق بها إلا أن الوالد يريد منح ابنه فرصة للاستراحة قبل اتخاذ أي قرار.

ولفت والد الصبي إلى أن عائلته تخطط للسفر إلى نيويورك الأربعاء، حيث تريد كبار الشخصيات في الأمم المتحدة لقاء ابنه، وفي حالة إتاحة الحصول على "التأشيرا" يريد الوالد اصطحاب ابنه في رحلة إلى الحج في مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، وأفاد الوالد بأنه من المقرر التوجه إلى البيت الأبيض ومقابلة الرئيس أوباما بعد العودة من هذه الرحلة.

واعتقل الصبي أحمد الأربعاء بعد أن رفض استدعاء والديه بخصوص الواقعة، وكان أوباما على رأس الشخصيات الداعمة للصبي أحمد من خلال تغريدته: "إنها ساعة جيدة أحمد، هل تحب إحضارها إلى البيت الأبيض؟ يجب علينا تشجيع مزيد من الأطفال حتى يحبوا العلم، وهذا ما يجعل أميركا عظيمة".

ودعا "فيسبوك" و"غوغل"، أحمد إلى زيارة مقرهما، كما تلقى الصبي دعوة من معهد "ماساتشوستش" للعلوم والتكنولوجيا، مشيرين إلى رغبتهم في انضمام أحمد إلى المعهد عند وصوله سن الجامعة.

وسخر ريتشارد دوكينز من تشجيع الصبي أحمد واصفا التشجيع بأنه نوع من التملق الخاطئ لشيء هو لم يصنعه، وذلك بعد أن انتقدت سارة بالين ونجلتها بريستول، الصبي أحمد بسبب اختراعه ساعة غريبة الشكل تشبه القنبلة، كما انتقدوا أوباما نظرًا لتوجيهه دعوة لأحمد لزيارة البيت الأبيض.

وكتبت سارة بالين رأيها المنتقد لأحمد ولتصرف الرئيس أوباما على "فيسبوك"، كما وصفت وسائل الإعلام بالمنحازة، وذكرت سارة: "الاعتقاد بأن هذه ساعة في صندوق رمادي يشبه الاعتقاد بأن أوباما يدير البلاد بالشكل الأكثر شفافية في التاريخ".

وانتقدت ابنة سارة بالين "بريستول" في وقت سابق أوباما واتهمته بالتحريض على التوتر العنصري من خلال دعوته لمراهق إلى زيارة البيت الأبيض، وقارنت حادث أحمد بحوادث طلاب آخرين تم تعليق دراستهم رغم أنهم كانوا أبرياء على ما يبدو، وأشارت على سبيل المثال إلى أحد الطلاب أحضر "مسدس رش" معه إلى المدرسة وكان لديه طلقات من دون قصد لأنه كان ذاهبًا للصيد مع والده وعوقب الطالب بالطرد من المدرسة.

 

وعلقت بريستول على حادث أحمد وكتبت على صفحتها في "فيسبوك" منشورًا جاء فيه: "يتعرض الزملاء إلى العقاب وربما الطرد إذا ما أحضروا إلى المدرسة مسدس وطلقات صدفة حتى في حالة الذهاب للصيد، أما أحمد الذي أحضر ساعة غريبة اشتبه المعلمون بكونها قنبلة يتلقى دعوة إلى البيت الأبيض".

وأوضح الحاكم السابق لولاية ألاسكا، أن الدعوة إلى البيت الأبيض تعتبر تصرفًا غير مناسب، كما انتقدت والدة بريستول دعوة أوباما الصبي المراهق لزيارة البيت الأبيض وكتبت في مدونة لها: "هذه أمور يجب أن لا يتدخل فيها أوباما، هذه الواقعة تشجع على مزيد من الصراع العرقي الذي يحدث بالفعل من خلال تصوير السود وكأنهم ضحايا، لقد ارتكبت الشرطة خطأ ولكن لماذا كل هذه الضجة، هذه الألعاب الصبيانية من قبل الرئيس ستؤدى إلى تقسيم البلاد بشكل كبير".

وتمثل بالين الأقلية المناهضة لأحمد، في حين أنه تلقى مزيدًا من الدعم والتشجيع من شخصيات بارزة عدة بعد انتشار صورته وهو مكبل اليدين.

وأكد أحمد في برنامج "صباح الخير يا أميركا" قبوله دعوة أوباما لزيارة البيت الأبيض ولقاء الرئيس، وأضاف: "أتمنى أن أراه قريبا"، وعندما سئل عن ما إذا كان سيحضر الساعة معه أشار إلى أنها رهن الاحتجاز في قسم الشرطة وأعلن عن رغبته في استعادتها.

وكان الرئيس التنفيذي لـ "فيسبوك" مارك زوكربيغ، والمرشحة للرئاسة هيلاري كلينتون، ومسؤولو "ناسا" من أبرز الشخصيات التي دعمت أحمد، كما أنه تلقى دعوة من معهد "ماساتشوستش" لتكنولوجيا للدراسة فيه، وأعرب أحمد عن سعادته بهذه الدعوة قائلا: "أحلم بالذهاب إلى هناك".

ودعّم المجتمع المحلى في ايفرينغ وتكساس الصبي أحمد حيث أقيمت وقفة احتجاجية الخميس أمام مدرسة "ماك آرثر الثانوية"، وأشاد أحد مؤسسي شركة "آبل" ستيف وزنياك بأحمد ووصفه بكونه بطل العصر الحديث، كما أوضح أن الصبي سيزدهر بغض النظر عن ذهابه إلى المدرسة.

وأضاف وزنياك، أن قصة أحمد ذكرته بأيام دراسته عندما صنع قنبلة وهمية للمزح مع أستاذه، إلا أن ما فعله أدى به إلى الاحتجاز في الأحداث لمدة ليلة، وهناك علّم زملائه المعتقلين كيفية إزالة الأسلاك الكهربائية من المروحة وتثبيتها في القضبان المعدنية لصدمة الحارس صدمة كهربائية.

وذكر وزنياك: "حتى لو لم يذهب أحمد إلى المدرسة فسوف تزدهر موهبته، إنه بطل العصر الحديث".