المسلم أحمد محمد


كشف الصبي المسلم أحمد محمد البالغ من العمر (14 عامًا) من ولاية تكساس بعد توقيفه بسبب الساعة التي اخترعها والاشتباه في كونها قنبلة في المدرسة، عن تحمسه الشديد عندما تلقى دعوة من معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا الذي يمثل المدرسة التي لطالما حلم بها.

وظهر محمد في برنامج "صباح الخير أميركا" الخميس وأخبر روبين روبرتس، أنه لن يدع هذا الحادث يمنعه من متابعة حلمه بأن يصبح مخترعًا.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما من بين العديد من المهنئين للصبي بعد وصوله إلى تكساس، وذلك بعد أن انتشرت صورة للصبي المراهق في قسم الشرطة بشكل كبير صباح الأربعاء.

وغرّد أوباما: "ساعة جيدة أحمد، هل تحب إحضارها إلى البيت الأبيض، يجب علينا تشجيع الأطفال على حب العلم وهذا ما يجعل أميركا عظيمة".

وأكد أحمد في حديثه مع "GMA" الخميس، قبوله دعوة الرئيس أوباما لزيارة البيت الأبيض ورؤية الرئيس: "أتمنى أن أراه قريبا"، وعندما سُئل عن ما إذا كان سيحضر الساعة معه، كشف أحمد أن سلطات ايرفينغ لم تعد إليه الساعة حتى الآن، مضيفًا: "ما زالت الساعة في قسم الشرطة وأريد استعادتها".

وأعرب أحمد عن تحمسه عندما تلقى دعوة من معهد "ماساتشوستش" للتكنولوجيا مفيدًا: "أنا أحلم بالذهاب إلى هناك"، ومن بين الشخصيات البارزة التي دعمت الصبي الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك" مارك زوكربيرغ والمرشحة الرئاسية هيلارى كلينتون ووكالة "ناسا".

وفي لقائه مساء الأربعاء مع برنامج "أوول إن ويذ كريس هايز" دهش أحمد عندما التقى عالمة الفيزياء الفلكية تشاندا بريسكود اينشتاين من " ماساتشوستش"، والتي دعته إلى زيارة الكلية وإجراء جولة في معهد "كافلي" للفيزياء الفلكية وأبحاث الفضاء.

وخاطبت بريسكود اينشتاين أحمد: "أنت طالب مثالي بالنسبة لي، الشخص المفكر والمبدع مثلك يجب أن يكون عالمًا فيزيائيًا، أنت من نوعية الطلاب التي نريدها في أماكن مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد".

وكشف أحمد بشأن خططه للمستقبل عن رغبته في الظهور في برنامجه المفضل "شارك تانك" مع واحد من اختراعاته، وأفاد: "الساعة ليست أولى اختراعاتي ولن تكون الأخيرة".

وبيّن بشأن حادث توقيفه أنه أحضر الساعة التي بناها باستخدام لوحة دائرية رقمية مع العديد من الأسلاك في شنطة محكمة لعرضها على أستاذته لكن خطته أتت بنتائج عكسية.

وتابع أحمد: "عندما شاهدت الساعة بدا عليها الخوف وشعرت بالخطر، شعرت بوقوع شيء غريب عندما تم توقيفي لم أكن أتوقع أن يكون التوقيف هو نتيجة ما فعلته، شعرت بالخوف حينها ولكني الآن أشعر بالسعادة بعد كل هذا الدعم الذي تلقيته من جميع أنحاء العالم، أنا أشعر بأهمية الأمر لكل شخص وضع في مكاني، وسوف أدافع عن موقفه إذا لم يستطع هو الدفاع عن نفسه".

وتحدث أحمد في مؤتمر صحافي عن الشباب الموهوبين وضرورة تشجيعهم: "لا تدع الناس يغيرونك مهما كانت العواقب، وأعتقد أنه يجب عليك عرض مبتكراتك للناس حتى يعلموا بموهبتك".

وعلى الرغم من رد الفعل العنيف واعتقال أحمد إلا أن رئيس البلدية في ايرفينغ بين فان يويني، دافعت عن المدرسة والشرطة موضحة أنها لا تستطيع لوم أي منهما، وانتشر خبر وصورة توقيف الصبي أحمد في مدرسته في تكساس الاثنين على الإنترنت بشكل كبير، وكانت الساعة التي اخترعها جزءًا من واجب منزلي لفصل الهندسة في مدرسة "ماك آرثر الثانوية" في ايرفينغ، إلا أن المعلمين أخطئوا عندما اعتبروها قنبلة وليست ساعة.

وأوضح الطالب أنه اقتيد إلى مركز احتجاز الأحداث، وتم أخذ بصماته واستجوبته الشرطة قبل وصول والديه، واتهمت المدرسة أحمد بتصنيع قنبلة وهمية إلا أن الصبي أكد إسقاط جميع التهم عنه، وفي حديثه إلى "CBS" ذكر أحمد: "أعتقد أن الجميع يعرف أنني الشخص الذي اخترع ساعة وتعرض إلى ورطة، لقد بنيت الساعة لإبهار المعلمة ولكنها عندما رأتها اعتقدت أنها تمثل تهديدًا لها، كان أمرًا محزنًا أن تأخذ المعلمة الانطباع الخاطئ للأمر وهو ما أدى إلى توقيفي".

وتصدر موضوع أحمد "هاشتاغ" بعنوان "#IstandwithAhmed" على موقع "تويتر" بعد توقيفه، واستخدم "الهاشتاغ" لدعم الصبي كل ثانية في جميع أنحاء العالم، ووجه الصبي الشكر لكل من دعمه على "تويتر" و"فيسبوك" ووسائل التواصل الاجتماعي، وأوضح أنه ما زال موقوفًا عن الذهاب إلى المدرسة حتى الخميس ولا تزال الشرطة تحتفظ بالساعة كدليل، لكنه بيّن أنه لن يعود إلى مدرسة "ماك آرثر" وأنه يود أن ينتقل إلى الدراسة في مدرسة أخرى.

وأكد الصبي أحمد أنه تعرض للاستجواب من قبل الشرطة من دون حضور محام، إلا أن فريقه القانوني تكتم على الأمر، موضحين أنهم سيردون على هذه الإدعاءات لاحقًا، وبرغم الدعم الذي تلقاه أحمد من شخصيات بارزة عدة إلا أن رئيس بلدية ايرفينغ السيدة  فان يويني لم تغضب من اعتقاله وكتبت على "فيسبوك" منشورًا: "أنا لا أعتبر المدرسة أو الشرطة مخطئة في بحث ما اعتبروه تهديدًا محتملًا، اتبعوا التعليمات المحددة في حالة وجود تهديد محتمل أو عمل إجرامي، اتبعوا هذه التعليمات لحماية أطفالنا والعاملين في المدرسة، وأعتقد أنهم اتبعوا التحقيق أيضًا لمعرفة ما إذا كانت هذه محاولة إلى جلب قنبلة وهمية إلى المدرسة، وأعتقد أنه بعد التحقيق لن يتم توجيه اتهامات إلى الطالب".

وأضافت فان يويني أنها ستكون مستاءة جدًا إذا ما تعرض طفلها إلى الموقف نفسه، لكنها تمنت أن لا يكون ما حدث محبطًا لأحمد في دراسته، كما أنها لم تقدم أي اعتذار إلى أحمد أو والديه عما حدث.

وكشف أحمد في حديثه عن مستقبله أنه يريد الدراسة في معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا أو جامعة "تامبا"، وأخبر الصحافيين أنه لديه اختراعات أخرى تنطوي على استخدام المغناطيس لتوليد الطاقة لكنه رفض الإفصاح عن تفاصيلها، موضحًا أنه يريد الحصول على براءة اختراع أولًا.

وأعرب أحمد عن امتنانه لجميع الشخصيات البارزة التي دعمته، وكان من بينهم الرئيس التنفيذي لـ "فيسبوك" مارك زوكربيرغ، والذي كتب على صفحته: "وجود المهارة والطموح لبناء شيء جيد مثل هذا، أمر يدعو للفخر والتشجيع وليس الاعتقال، فالمستقبل يبنى بأيدي من هم مثل أحمد، أحمد إذا أردت زيارة فيسبوك فأنا أحب مقابلتك".

وغردت كلينتون المرشحة للرئاسة: "إن الخوف لا يبقينا آمنين أحمد عليك الاستمرار في اختراعاتك"، وكتب المهندس الأميركي في وكالة "ناسا" بوباك فيردوسوي: "أحمد عليك الاتصال بي خلال عامين فنحن نستعين بالناس الأذكياء المبدعين مثلك".

وأوضح قائد شرطة ايرفينغ لاري بويد ردًا على الغضب بشأن اعتقال أحمد، أنه لن توجه تهم إليه ولكن الصبي يجب أن يكون بالقرب عند استجوابه بواسطة الشرطة، ونقل موقع "دالاس نيوز" عن بويد قوله: "كانت الساعة موضع شك، وعندما أظهر الطالب الجهاز للمعلمة شكت أنه ربما يكون قنبلة، وتم تقييد يد أحمد للحفاظ على سلامته وسلامة الضباط".

وتابع بويد: "كشفت التحقيقات أن الجهاز تجربة محلية الصنع وليس هناك اعتقاد بأنه يستخدم من أجل التنبيه، ولم تكن معتقدات أحمد الدينية سببًا في اتخاذ القرار باعتقاله، ونحن نعيش في عصر يصعب أن تأخذ فيه مثل هذه الأشياء إلى المدرسة".

وأضاف السكرتير الصحافي للبيت الأبيض جوش ارنست عند سؤاله عن تغريدة الرئيس: "فوجئ الرئيس مثل الكثيرين منا بالواقعة من خلال وكالات الأنباء، وتعرض أحمد للخذلان من قبل بعض المعلمين، ولكن علينا التعلم من هذا الموقف والكشف عن أي تحيز محتمل موجود بداخلنا، وتعتبر هذه الواقعة مثالًا جيدًا يوضح تأثير الصور النمطية المسيئة على الناس الذين كرسوا حياتهم لأعمال جيدة مثل تثقيف الشباب على سبيل المثال".

وعند سؤاله عن ما إذا كان الرئيس أوباما يعتقد أن التحيز كان طرفًا في الواقعة، أوضح ارنست أنه يصعب استخلاص هذا التقييم وأن هناك بعض الأسئلة الصعبة التي لا حاجة إلى طرحها سعيًا وراء بعض المعلومات.

وأفاد أرنست: "من دواعي سرورنا في البيت الأبيض أن ندعو أحمد للمشاركة في ليلة فلكية الشهر المقبل، حيث يمكنه أن يلتقي العلماء والمسؤولين الحكوميين ومسؤولي وكالة ناسا، نأمل أن يشعر أحمد وكأنه في منزله هنا".

وكشف أحمد في وقت سابق الخميس، أنه صنع الساعة في 20 دقيقة باستخدام لوحة دائرية مع العرض الرقمي والعديد من الأسلاك ووضعها في حقيبة رصاصية وأرفق بها صورة نمر ثلاثية الأبعاد، وعرض أحمد اختراعه على معلمة الهندسة التي منحته بعض النصائح، واحتفظ بالساعة في الحقيبة لكنها بدأت تصدر صوتًا في فصل اللغة الإنجليزية، وعندما أظهر الساعة إلى المعلمة أخبرته أنها تشبه القنبلة، كما أخبره المدير أن الساعة تشبه القنبلة التي تظهر في الأفلام وبعدها شوهدت صورة أحمد عند اعتقاله من قبل الشرطة.

وذكر أحمد بعد خروجه من قسم الشرطة: "شعرت أنني لست إنسانًا ولكني شعرت أنني مجرمًا"، وقال المتحدث باسم الشرطة جيمس ماكليلان: "ليس لدينا معلومات بشأن ادعاءه بأنها قنبلة، لكنه أخبرنا أنها ساعة ولم يقدم تفسير أوضح، وكان يمكن إثارة الشكوك والقلق حول الجهاز إذا ترك مثلًا في الحمام أو تحت سيارة لكننا كنا قلقين بهدف معرفة الهدف الذي صنع من أجله هذا الجهاز، ولذلك فكرنا في أخذه إلى قسم الشرطة".

وتحدث مجلس العلاقات الإسلامية بالفعل مع المحامين الذين هم على صلة بقضية أحمد، وحظيت القضية باستجابة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن انتقاد طريقة التعامل مع القضية، وطلبت أسرة أحمد من النشطاء نشر صورته أثناء الاعتقال على نطاق واسع، وبالفعل حظي أحمد بدعم الكثير من المشاهير مثل فيل ويتون الذي شارك في برنامج "ستار تريك نكست".

ويذكر أنه لم يسمح لأحمد بالاتصال بوالديه أثناء الاستجواب كما استولت الشرطة على الساعة التي اخترعها و"التابلت" الخاص به، كما تم تغريد "الهاشتاغ" الخاص بدعم أحمد على "تويتر" أكثر من 450 ألف مرة بعد ظهر الأربعاء.

وأضاف محمد الحسن محمد والد أحمد في حديثه مع "مورنينغ نيوز" أن نجله أراد اختراع شيء مفيد للبشرية لكن أسيئت معاملته بسبب اسمه وبسبب هجمات "11 سبتمبر"، وأعرب الوالد الذي هاجر من السودان في حديثه مع "CNN" الأربعاء عن غضبه لأن المدرسة لم تخبره بما حدث على الفور.

ولفتت عائلة الصبي إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان نجلهم سيتمكن من الذهاب إلى المدرسة بعد أن أوضحت الشرطة أنه لن يتم توجيه التهم إليه، إلا أن المتحدثة باسم المنطقة التي تقع فيها المدرسة ليزلي ويفر، رفضت تأكيد تعليق ذهاب الصبي إلى المدرسة وفقًا لقوانين الخصوصية.

ووافق مجلس المدينة في هذا الربيع على واحد من مشاريع القوانين التي كانت قيد المناقشة التشريعية في ولاية تكساس، ويقضي القانون الجديد بمنع القضاة من الحكم على الناس على أساس القوانين الأجنبية أو رؤية المعارض التشريعية التي تقودها المشاعر المعادية للمسلمين، وفي اجتماع المجلس في وقت لاحق شمل النقاش التنديد بالإسلام، حيث أفادت امرأة بأن قانون الشريعة هو الإسلام وهدف الإسلام هو الهجرة والاندماج والإبادة، بينما صاح رجل آخر يجلس بجانبها "هذا هجوم" وتم اقتياده خارج القاعة.

وراجع مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية الإجراءات التي اتخذت ضد الصبي أحمد، وذكرت علياء سالم من السلطة التنفيذية: "كل هذا يثير قلقنا حول كيفية تعامل الجهات الحكومية في ايرفينغ في ظل المناخ الحالي".