واشنطن - رولا عيسى
شفت دراسة جديدة أن الأطفال يقضون المزيد من الوقت أمام أجهزة التابلت وأنهم أقل احتمالا لإنهاء واجباتهم المدرسية. ووجد الباحثون أن الأطفال الذين يقضون من ساعتين إلى 4 ساعات يوميًا في استخدام الأجهزة الرقمية، لديهم احتمالات أقل بنسبة 23% لعدم إنهاء واجباتهم المدرسية، وتنخفض نسبة الاحتمال مع كل ساعتين إضافيتين. ويقضي الأطفال اليوم المزيد من الوقت أمام وسائل الإعلام الرقمية، وخصوصًا من يعيشون في الولايات المتحدة، الأميركية حيث يقضي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 الى 18 عامًا نحو 44.5 ساعة أسبوعيًا أمام الشاشات الإلكترونية التي تشمل "هواتف ذكية وتابلت وكمبيوتر وتلفزيون".
ووجد تقرير صادر عن منظمة Common Sense Media أن بعض المراهقين يتعرضون لنحو 9 ساعات من استخدام وسائل الإعلام الرقمية الترفيهية. وحللت دراسة حديثة من الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بالتعاون مع كلية الصحة العامة في جامعة "براون" استخدام الأطفال لوسائل الإعلام الرقمية لفهم أفضل بشأن كيفية ارتباطهم بها. ونظر الباحثون أيضا في وسائل الرفاهية الإيجابية لدى الأطفال من خلال قياس السلوكيات والخصائص بما في ذلك الاجتهاد والمبادرة واستكمال المهام والعلاقات الشخصية، وتم تجميع البيانات من المسح الوطني لصحة الأطفال خلال 2011-2012 لمعرفة معدل استخدام وسائل الإعلام والعادات المنزلية لأكثر من 64 ألف طفلا تتراوح أعمارهم بين 6-17 عامًا حسبما أفاد والداهما. وتضمن استخدام وسائل الاعلام مشاهدة التلفزيون واستخدام أجهزة الكمبيوتر وألعاب الفيديو والتابلت والهواتف الذكية، ما يمثل استخدام الأجهزة لأغراض أخرى غير الواجبات المنزلية.
وأظهرت البيانات أن 31% تعرضوا على الأقل لمدة ساعتين لوسائل الإعلام الرقمية في اليوم الواحد، واستخدمها 36% من ساعتين إلى 4 ساعات يوميا، واستخدمت نسبة 17% الأجهزة الرقمية لأكثر من 6 ساعات يوميا، ومقابل كل ساعتين إضافيتين من استخدام وسائل الإعلام الرقمية في اليوم الواحد كان هناك انخفاض ملحوظ إحصائيا في إحتمالات عدم إكمال الواجبات المنزلية دائما أو عادة، وكان لدى الأطفال الذين أمضوا 4 -6 ساعات أمام وسائل الإعلام الرقمية احتمال أقل بنسبة 49% لإنهاء واجباتهم المنزلية عن هؤلاء الذين قضوا أكثر من ساعتين يوميا، أما أولئك الذين استخدموا وسائل الإعلام الرقمية لأكثر من 6 ساعات كان لديهم احتمال أقل لإنهاء الواجبات المنزلية بنسبة 63% مقارنة بالأطفال الذين قضوا أقل من ساعتين في استخدام وسائل الإعلام الرقمية.
ووجد الباحثون علاقة مماثلة بين التعرض لوسائل الاعلام الرقمية وأربعة مقاييس أخرى للطفولة المزدهرة، بما في ذلك الاهتمام بالأداء الجيد في المدرسة واستكمال المهام التي بدأت وإظهار الاهتمام لتعلم أشياء جديدة والحفاظ على الهدوء عند مواجهة تحديات. وتظل هذه الاتجاهات مهمة بغض النظر عن النوع أو الفئة العمرية للطفل أو مستوى دخل العائلة. وتضيف هذه الدراسة أن التعرض إلى وسائل الإعلام الرقمية يرتبط بانخفاض مقاييس رفاهية الطفل. وأضاف مؤلف الدراسة ستيفن رويست أن "من المهم للآباء ومقدمي الرعاية أن يدركوا أن زيادة إجمالي ساعات تعرض الأطفال لوسائل الإعلام الرقمية يوميا ترتبط بإنخفاض مقاييس رفاهية الطفل، بما في ذلك إنجاز الواجبات المنزلية، ويجب على الآباء وضع حدود لهذا الاستخدام".
وأشار بحث مستقل حول هذا الموضوع إلى أن الأطفال والمراهقين يمكن أن يستفيدوا بالفعل من استخدام وسائل الإعلام. ويقول الخبراء أن الأجهزة الرقمية فتحت عالما جديدا من المعلومات وعرَّضت الأطفال لأفكار جديدة ومنحتهم دعما إجتماعيًا، إلا أن لها آثارًا سلبية لقضاء الكثير من الوقت أمام الشاشة، مثل تلك التي أشارت اليها دراسة الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بما في ذلك زيادة الوزن وفقدان النوم، فضلا عن إمكانية تعثر الأطفال عبر المحتوى الذي ربما يكون غير دقيق أو غير آمن أو غير لائق.