صورة ل بيتي آشا مع اللاجئة فيولا

تركت الطالبة السودانية بيتي آشا منزلها ودراستها لمساعدة نحو 2300 شخص للهرب من العنف عبر الحدود إلى أوغندا، وأصبحت آشا (23 عامًا) بطلًا في الصراع الذي اجتاح جنوب السودان منذ يوليو/ تموز عندما اشتبكت الفصائل المتحاربة من حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان  (SPLM) خارج المجمع الرئاسي قبل الاحتفالات بمناسبة الذكرى الخامس للاستقلال، وعندما انتشر القتال من جونا عاصمة جنوب السودان ووصل إلى منزلها في بلدة يي بالقرب من الحدود مع أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية, حيث قررت آشا التصرف، وبدأت تقارير استهداف قتل المدنيين تطفو على السطح بواسطة كلا الجانبين من الحركة الشعبية وهما المواليين للرئيس سلفا كير من قبيلة دنكا والداعمين لنائب الرئيس الأسبق رياك مشار من قبيلة النوير.

وتركت آشا دراستها  وشقتها الصغيرة في كمبالا عندما تلقت اتصالات بائسة من أصدقائها وعائلتها في القرية، وسافرت شمالا إلى الحديد بين أوغندا وجنوب السودان، وعملت آشا لمدة شهر على تنسيق الإخلاء الآمن ل 2296 لاجئ عبر الحدود، وهو العدد الذي أكده مكتب رئيس الوزراء الأوغندي وكالات اللاجئين العاملة في المنطقة، ونجحت آشا بالتعاون مع كريس هورلي الراعي الأميركي في ترتيب 4 شاحنات و10 دراجات نارية لعمل عدة رحلات لنقل الناس، واستطاعت آشا في أول أسبوع لها على الحدود في جلب 800 شخصا من قرية بوكوكا إلى الأمان في أوغندا، وساعدت خلال 3 أسابيع 1496 من المقيمين في مدينة ييي للوصول إلى مخيم لاجئين بعد انتشار خطتها السريعة للإخلاء، وذكرت آشا " عندما وصلوا إلى عرابة كنت هناك للدفع للسائقين، وكانت مسؤوليتي إطعام كل شخص وأن أظل معهم لأرى أن كل شخص أصبح بخير، ثم أخذتهم مباشرة إلى مركز استقبال الأمم المتحدة".

واستقر معظم اللاجئين من جنوب السودان الذين ساعدتهم آشا في مخيم رينو بالقرب من أروا في شمال غرب أوغندا بما في ذلك والدة آشا و5 من أقاربها، وهم ضمن 88 ألف لاجئ من جنوب السودان يسعون للجوء على الحدود منذ أوائل يوليو/ تموز، وأوضح المنسق الميداني للأمم المتحدة جينز هيسمان " اعتقدت أن عدد اللاجئين من جنوب السودان ينخفض لكنه ارتفع" ويمنح قانون اللجوء الأوغاندي الوافدين الجدد حرية المعيشة في أي منطقة في البلاد سواء في مخيم للاجئين أو أي مدينة، ووصفت الأمم المتحدة هذه السياسة باعتبارها "نموذج لأفريقيا".

والتقى هورلي آشا منذ 6 سنوات عندما زار جنوب السودان  في رحلة طائفة من ولاية تينيسي، حيث لعبت البعثات التبشيرية دورا هاما في السودان منذ القرن التاسع عشر، وساعدوا في تشكيل أقلية مسيحية كبيرة هنا قبل الانفصال عام 2011، ويعتقد الكثيرون أن ذلك ساهد في إحداث اضطراب ديني والذي أدي إلى اثنين من الحروب المدنية السودانية، ودعم هورلي دراسات آشا ودفع لإخلاء 2296 لاجئا من جنوب السودان، مضيفا " تكلف الأمر 5.66 دولار لكل شخص لنقلهم إلى الحدود، وأنا أنفق أكثر من ذلك على الغداء يوميا، لا زلت مصدوما من قبل العدد الكلي الذي استطاعت بيتي انقاذه، وهو ما يعد دليلا على أن الناس يمكنهم تحقيق أشياء عظيمة إذا منحوا الفرصة والدعم المطلوب".

وكان إليمي تشارلز (47 عاما) من ييي بين اللاجئين الذين تم إخلائهم بآمان من أوغندا، ويعيش مع زوجته وطفليه في كمبالا، وذكر تشارلز " حصلت على رقم هاتف بيتي واتصلت بها لإخبارها أني في مشكلة، وأخبرتني أن أستقل أي مركبة تغادر يي إلى عرابا على الحدود وأنها ستدفع لنقلنا، لقد أنقذت حياتي حقا"، وعادت آشا منذ ذلك الحين إلى كمبالا واستكملت عامها الثاني في الجامعة، كما ترعى اللاجئة فيولا (12 عامًا) من جنوب السودان والتي ساعدت في إخلائها من قرية بوكوكا، ويعيش الإثنان معا في شقة من غرفة نوم واحدة.

وأضافت آشا " أردت صنع فارق في حياة الناس من بوكوكا، وأظل أستقبل اتصالات من بوكوكا ويي، وأريد العودة إلى هناك ومساعدة المزيد من الناس للخروج من جنوب السودان في أمان، وكانت ييي مدينة آمنة لكنها الأن لم تعد كذلك".