يواجه زعيم صرب البوسنة السابق، ورادوفان كراجيتش، القضاء الدولي بملف جديد، بعد اتهامه بارتكاب جريمتي إبادة عوضا عن جريمة واحدة، وذلك خلال محاكمته الطويلة المتعلقة العنف الإثني الذي وقع خلال حرب البلقان خلال العقد التاسع من القرن الماضي. وجاء التطور في قضية كراجيتش بعد أن قرر قاضي الاستئناف في المحكمة الدولية بهولندا إعادة اعتماد التهمة الثانية بالإبادة الجماعة، مقررا أن اللجنة القضائية التي أسقطتها في يونيو/حزيران 2012 أخطأت قانونيا بخطوتها. ويواجه كراجيتش، الذي بدأت محاكمته عام 2010، تسع تهم أخرى على صلة بالعنف الإثني الذي وقع خلال تفكك يوغوسلافيا السابقة، والصراعات التي نتجت عن ذلك بين العديد من الشعوب والطوائف. وتتعلق التهمة الجديدة بمحاولة كراجيتش إجلاء مجموعات من الكروات والمسلمين عن أجزاء من البوسنة والهرسك بشكل نهائي عام 1992، وقد سبق أن سقطت التهمة بعد أن قررت لجنة قضائية عدم وجود أدلة كافية لاعتمادها، غير أن قاضي الاستئناف اعتبر أن التصرفات التي قام بها، بما في ذلك احتجاز أعداد كبيرة من المسلمين والكروات في ظروف صعبة وتركهم يتضورون جوعا ويتعرضون للأمراض يمكن أن يعتبر جريمة إبادة. واستند القاضي إلى مزاعم منسوبة لكراجيتش حول نيته التخلص من المسلمين في البوسنة من خلال قتل ثلثهم ودفع من تبقى إلى اعتناق المسيحية الأرثوذوكسية. يشار إلى كراجيتش كان قد اعتقل عام 2008، بعد 13 سنة من الاختباء في العاصمة الصربية، بلغراد، وقد اعتمد على التنكر بشكل متقن عبر إطالة شعره ولحيته والعمل كمعالج يعتمد الطب البديل، ويواجه زعيم صرب البوسنة السابق السجن لمدى الحياة في حال إدانته لأن المحكمة لا تعتمد أحكام الإعدام.