كُشف النقاب اليوم الأحد، عن أن رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، اللواء أفيف كوخافي، زار الصين سرا قبل نحو 10 أيام، وذلك تمهيدا لزيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي سيتوجه إليها هذا المساء. وقالت صحيفة "هآرتس" إنه كان في استقبال، كوخافي، لدى وصوله إلى بكين، الجنرال تشين يواي، الخبير الصيني في شؤون روسيا وأوروبا الشرقية وجنوب شرق آسيا، وأن كوخافي التقى مع مسؤولين في مكتب أمن الدولة الصيني، وهو جهاز الاستخبارات الموازي لجهاز الموساد الإسرائيلي، كما التقى مع عدد من المسؤولين في الحكومة الصينية. ونقلت الصحيفة عن موظف إسرائيلي رفيع المستوى، قوله إن قضيتي البرنامج النووي الإيراني والأزمة السورية، تصدرتا مباحثات كوخافي خلال زيارته السرية إلى الصين، مشيرا إلى أنهما القضيتان الموجودتان على رأس اهتمامات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ويوجد للصين دور أساسي فيهما. واستعرض كوخافي أمام المسؤولين الصينيين معلومات استخباراتية جديدة والتقديرات الإسرائيلية المتعلقة بتقدم البرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى الاستعدادات في إسرائيل في مواجهة قدرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على الصمود في الحكم، وتخوف إسرائيل من نقل أسلحة كيميائية وأسلحة متطورة أخرى، وبعضها من صنع الصين، من سوريا إلى حزب الله. ووصفت الصحيفة زيارة كوخافي السرية إلى الصين، بأنها مؤشر على تقدم العلاقات بين الدولتين بعد أن كانت هذه العلاقات تتميز بالفتور في السنوات الماضية، ومن أسباب فتور العلاقات إلغاء إسرائيل بعد ضغوط مارستها الولايات المتحدة عليها لصفقة كبيرة بتحسين طائرات "فالكون" لأغراض التجسس في العام 2000، وإلغاء صفقة كبيرة أخرى تمثلت بتزويد إسرائيل للصين طائرات صغيرة من دون طيار في العام 2005. لكن هذه العلاقات أخذت تتحسن منذ عامين، وزار رئيس أركان الجيش الصيني إسرائيل في آب/أغسطس العام 2011 والتقى مع نتنياهو وقبل ذلك زار وزير الدفاع الإسرائيلي السابق ايهود باراك الصين في حزيران/يونيو العام 2011، وفي أيار/مايو من العام الماضي زارها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، كما زار وزير الخارجية الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان الصين في آذار/مارس من العام الماضي. ويتوجه نتنياهو مساء اليوم إلى الصين في زيارة رسمية ويتوقع أن يبحث مع المسؤولين الصينيين الموضوعين الإيراني والسوري. وسيسعى نتنياهو إلى إقناع المسؤولين الصينيين إلى عدم معارضة فرض جولة عقوبات جديدة ضد إيران وعدم استخدام حق النقض (الفيتو) على قرار بهذا الخصوص في مجلس الأمن الدولي، كما سيسعى إلى إقناعهم بخفض كميات النفط التي تشتريها الصين من إيران. وتأتي زيارة نتنياهو إلى الصين في فترة حرجة وفي ظل أنباء تحدثت عن شن إسرائيل غارات جوية ضد أهداف في الأراضي السورية قبيل فجر اليوم وليلة الخميس – الجمعة الماضية، وذلك في الوقت الذي تعارض الصين وروسيا فرض عقوبات دولية على النظام السوري واحتمال تدخل أجنبي فيها. ويتوقع أن يطرح الجانب الصيني أمام نتنياهو موضوع المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية وتحريك عملية السلام، خاصة وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيزور الصين هذا الأسبوع أيضا لكن ليس متوقعا عقد لقاء بينه وبين نتنياهو.