ذكرت صحيفة "أخبار اليوم المغربية" أن المحققين الفرنسيين تمكنوا من الوصول إلى الرأس المدبر لشبكة تهريب المخدرات عبر الطائرات الخفيفة بين المغرب وفرنسا، ويتعلق الأمر بأحد أشهر الموثقين في فرنسا، الذي يملك أحد أكبر المكاتب في مجال التوثيق. وحسب صحف فرنسية عدة فإن القاضي الفرنسي غيوم كوتيل أخضع للتحقيق الموثق "ب. ب" بتهمة تكوين عصابة إجرامية وغسيل أموال عائدة من تجارة المخدرات في العقار، حيث قدرت الصحافة الفرنسية أسهم شركاته في العقار بـ 18 مليون يورو. وفي تصريح للصحافة الفرنسية نفى الموثق الفرنسي المذكور علاقته بهذه القضية، مشيراً إلى أن "الطائرات التي يملكها وبعد تفتيش دقيق لم يتم العثور على أي مؤشر يدل على نقلها للمخدرات". وبخصوص علاقته بشخص يُدعَى سورماني، قال الموثق الفرنسي "لقد قمت بطرده بداية العام 2009 لدوافع اقتصادية"، نافياً علاقته بشبكة المخدرات التي تنشط في الضاحية الجنوبية لفرنسا وبخاصة في مرسيليا. وأضافت صحيفة "أخبار اليوم المغربية" أن الموثق الفرنسي الشهير، أُخضع للتحقيق بعد شكوك بشأن علاقته بشخص كان يعمل سابقاً في مكتب التوثيق ويتعلق الأمر بـ"كريستوف سورماني"، الذي سبق وتم اعتقاله في تشرين الأول /أكتوبر 2010 من أجل الإتجار في المخدرات لصالح شبكتين، الأولى يقودها الهواري الرستاني و بدر الدين بريكي وتنشط في مدينة مرسيليا، أما الشبكة الثانية فيقودها فرانسيس كاسطولا، وهي الشبكة التي تنشط ما بين الشمال المغربي والجنوب الإسباني في نقل مخدر "الشيرا"، وأدى سقوط الشبكة الثانية إلى الإيقاع بمجموعة من المتاجرين المغاربة في المخدرات ضمة الشبكة. وأضافت الصحيفة أن "سورماني" كان يتقاضى 50 ألف يورو عن كل عملية نقل للمخدرات جواً، كما أنه اعترف بهذه العمليات أمام المحكمة الجنحية في مرسيليا، والتي طالب فيها ممثل النيابة العامة إصدار حكم لمدة 6 أعوام في حقه. وأفادت تقارير فرنسية بأن ما بين 3 إلى 4 شبكات دولية تعمل في تهريب المخدرات بين المغرب وأوروبا، انطلاقا من جنوب إسبانيا عبر طائرات خفيفة، بمعدل 3 رحلات أسبوعياً. وتمكن الحرس المدني الإسباني أخيراً من ضبط مافيا مخدرات دولية تنشط بين المغرب وإسبانيا، حيث تمت مصادرة مئات الكيلوغرامات من مخدر "الشيرا" و "الماريخوانا" وزوارق بحرية في التهريب من نوع "غوفاست" وعشرات السيارات تحمل لوحات تسجيل مزيفة ومعدات إلكترونية متطورة.  كما اعتقلت البحرية الملكية المغربية والحرس المدني الإسباني في الشهور الأخيرة عشرات المهربين والمتاجرين الدوليين في المخدرات ينحدرون من جنسيات مختلفة، أغلبهم من المغرب وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا ورومانيا. يشار إلى أن المغرب يحتل المرتبة الأولى عالمياً كأكبر مصدر للمخدرات، حيث أصبح مقصد الدول الأوروبية والمصدر الرئيسي لمخدر "الشيرا" والقنب الهندي والحشيش. وذكرت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات في تقرير لها أن المغرب لوحده صدَّر للعالم حوالي 82 في المائة من إجمالي المخدرات التي تم ضبطها في العام 2012 في أنحاء العالم. وسبق للنائب البرلماني نور الدين مضيان أن قَدَّم في وقت سابق أرقاماً صادمة حول زراعة القنب الهندي، حيث قال أن "حولي مليوني مغربي يعيشون من زراعة القنب الهندي"، مضيفا أن "مناطق بأكملها تعيش من هذه الزراعة مثل تطوان وتاونات والحسيمة والعرائش"، وأضاف أن هناك "أباطرة يسيطرون على زراعة المخدرات وهم المستفيدون الكبار من هذه الزراعة".