نيقوسيا ـ أ.ف.ب
يستعد القبارصة الذين يقلقهم الانكماش العميق المرتبط بالازمة اليونانية اكثر من تقسيم الجزيرة المتوسطية، لانتخاب رئيس جديد الاحد. ويعتبر نيكوس انستاسيادس (66 عاما) زعيم حزب التجمع الديموقراطي (ديسي) اليميني المعارض الاوفر حظا للفوز بهذه الانتخابات التي دعي الى المشاركة فيها 545 الف قبرصي. ويعتبر خبراء انه قد يفوز حتى من الدورة الاولى خصوصا اذا ما ارتفعت نسبة الامتناع عن التصويت. وستفتح مكاتب التصويت في الساعة السابعة (5,00 تغ) على ان تقفل في الساعة السادسة (16,00 ت غ)، اما النتائج فمن المتوقع ان تعرف في الساعة الثامنة والنصف (18,30 ت غ). وفي لقائه الانتخابي الاخير، قال انستاسيادس الذي يؤيد التوصل الى خطة انقاذ دولية حتى لو اضطرت البلاد الى تحمل عبء عمليات تقشف قاسية، "تحتاج البلاد الى الفوز من الدورة الاولى حتى انصرف ابتداء من الاثنين الى معالجة اخطار الديون". اما منافسه فهو وزير الصحة السابق ستافروس مالاس (45 عاما)، المرشح المستقل المدعوم من الحزب الشيوعي (اكيل) الحاكم. ويعد انستاسيادس الذي يتقدم على مالاس ب20 نقطة في استطلاعات الرأي، الشخصية القادرة على التفاهم مع الاتحاد الاوروبي، خصوصا حول موضوع انقسام الجزيرة. لكن الاولوية لهذه الانتخابات التي لم يترشح فيها الرئيس الشيوعي المنتهية ولايته ديمتريس كريستوفياس، هي التوصل الى اتفاق حول قرض دولي لمساعدة الجزيرة على مواجهة ديونها التي ارغمت الحكومة في اواخر كانون الاول/ديسمبر على الاستعانة بأموال التعويضات العائدة للمؤسسات شبه الرسمية لدفع رواتب الموظفين. ومنذ حزيران/يونيو 2012، تجري قبرص مفاوضات مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي، وتقدر انها تحتاج الى 17 مليار يورو منها 10 مليارات لتعويم مصارفها المكشوفة على الديون اليونانية. لكن المفاوضات تتعثر. فقد اختارت قبرص حتى الان خطة تقشف قاسية، لكن الرئيس رفض المطالب التي تدعوه الى الخصخصة. كذلك لم تقنع قبرص اي جهة بخوضها معركة تبييض الاموال. ويتضاءل قبول الناس بخطة التقشف يقينا منهم بأن الازمة الاقتصادية تتفاقم بشكل مخيف على ما يبدو. فالبطالة تضاعفت خلال سنتين وبلغت 14,7 بالمئة، وتراجع اجمالي الناتج المحلي 3,1 بالمئة في الفصل الاخير من 2012 بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وليس من المتوقع حصول انتعاش قبل 2015. ويأمل مالاس الذي يؤيد تخفيف تدابير التقشف في مواجهة انستاسيادس في الدورة الثانية. لكن شعبيته قد تراجعت لانه كان وزيرا ابان الرئاسة الشيوعية. واعلن المرشح الثالث جورج ليليكاس (52 عاما) المدعوم من الاشتراكيين، معارضته المساعدة الدولية، معتبرا انها ستغرق البلاد في مزيد من الكساد. وهو يعول على الغاز المكتشف قبالة السواحل القبرصية لانعاش الاقتصاد، حتى لو ان استثماره يحتاج الى سنوات. والرهان الاخر للانتخابات الذي بقي الى حد كبيرا بعيدا عن التداول للمرة الاولى منذ انعتقت قبرص من الانتداب البريطاني في 1960، هو اعادة توحيد البلاد المقسومة منذ الاجتياح التركي في 1974 على اثر انقلاب القبارصة اليونانيين. وتعترف المجموعة الدولية فقط بالجمهورية القبرصية التي تمارس سلطتها على القسم الجنوبي اليوناني من الجزيرة. وكان انستاسيادس اعلن تأييده خطة الامم المتحدة لاعادة توحيد الجزيرة خلال استفتاء في نيسان/ابريل 2004، لكن هذه الخطة التي وافق عليها القبارصة الاتراك رفضها القسم الاكبر من القبارصة اليونانيين. وكانت الجزيرة آنذاك دخلت منقسمة الاتحاد الاوروبي في الشهر التالي.