انتخب المجلس الوطني لحزب "التجمع الوطني الديمقراطي" بالجزائر ظهر اليوم الخميس عبد القادر بن صالح أمينًا عامًا مؤقتًا للحزب خلفًا لـ"أحمد أويحيى" المستقيل من منصبه. وجاء انتخاب بن صالح على رأس الحزب الذي يشكل القوة الثانية في البرلمان الجزائري بشكل مؤقت حتى عقد المؤتمر العام للحزب المقرر نهاية مايو/ آيار المقبل. والمجلس الوطني هو أعلى هيئة بالحزب، ويتكون من عدد من قياداته. وقدَّم رئيس الوزراء الجزائري السابق، أحمد أويحيى، مطلع شهر يناير/ كانون ثان الجاري استقالته من منصبه كأمين عام للتجمع الوطني الديمقراطي، ثاني أكبر الأحزاب في البلاد وشريك الحزب الحاكم في الحكومة الحالية. وقال أويحيى في رسالة وجهها إلى مناضلي الحزب، حصلت مراسل "الأناضول" على نسخة منها: "يشرفني أن أوافيكم، بخصوص الأزمة التي يمر بها حزبنا، بقرار الاستقالة من وظيفة الأمين العام للحزب ابتداء من 15 يناير/ كانون الثاني 2013". ولم يذكر رئيس الوزراء السابق في رسالته أسباب استقالته، إلا أنه قال "تمنياتي بعودة سريعة للهدوء والسكينة والمحبة داخل حزبنا". وعرف حزب التجمع الوطني الديمقراطي خلال الأشهر الأخيرة ميلاد حركة معارضة لقائده السابق أحمد أويحيى، تتهمه بـ"الانحراف" بخط الحزب وممارسة الإقصاء في حق قيادات مؤسسة له. وأعيد في 9 يناير/ كانون ثان الجاري انتخاب عبد القادر بن صالح رئيسًا لمجلس الأمة الجزائري (الغرفة الثانية للبرلمان) لفترة ثالثة تستمر 6 سنوات. ويعتبر بن صالح الرجل الثاني في الدولة بعد رئيس الجمهورية، حيث ينص الدستور الجزائري على أن رئيس مجلس الأمة هو الذي يتولى منصب رئيس البلاد في حال شغور المنصب لأسباب الاستقالة أو الوفاة. ويعد بن صالح (72 عامًا) من بين المقربين من دوائر صنع القرار ومن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث تم تكليفه بقيادة لجنة الحوار الوطني التي شكلها بوتفليقة للإشراف على مفاوضات الإصلاحات السياسية في البلاد منذ مايو/ أيار 2011، مع أكثر من 200 تشكيلة حزبية وجمعيات مجتمع مدني وشخصيات مستقلة.