فلاديمير بوتين

لا يشبه مرشح الحزب الشيوعي لانتخابات الرئاسة في روسيا سابقيه. إنه مليونير وفخور بذلك، ويرفض علنًا المبادئ الأساسية للشيوعية، حيث يأمل بافيل غرودينين، أول مرشح جديد للحزب منذ 14 عامًا، بتجديده وتوسيع قاعدة تقليدية من ناخبين مسنّين يحنّون الى الاتحاد السوفيتي.

وليست لدى غرودينين، أو أي مرشح آخر، فرصة تُذكر للفوز في مواجهة فلاديمير بوتين، في الانتخابات المرتقبة في 18 آذار (مارس) المقبل. فترشّحه، وآخرين، يُعتبر إلى حد كبير في مثابة حيلة يعتمدها الكرملين لتعزيز مشاركة الناخبين في انتخابات نتيجتها معروفة مسبقًا لمصلحة بوتين.
 
ويُعتبر الإقبال الضعيف على الاقتراع محرجًا للكرملين، وهذا ما يدفع الزعيم المعارض أليكسي نافالني، أبرز مناهضي بوتين الذي مُنع رسميًا من خوض السباق، الى حض مؤيّديه على مقاطعة الانتخابات وإبطال شرعيتها. لكن غرودينين يدعو الناخبين الى التصويت وإحداث تغيير في سياسة البلاد. ويفتخر بأنه يكافح الفساد، مثل نافالني، لكن “ليس فقط بالكلمات بل بالأفعال أيضًا، من خلال الامتناع عن دفع رشاوى”.

وفي حين يرفض الاعتراف بنافالني بديلًا لبوتين، يبدي غرودينين استعدادًا لتبنّي ما يعتبره مناسبًا من جدول أعماله السياسي. وتخرّج غرودينين (57 سنة) في معهد موسكو للهندسة الزراعية، وعمِل في قطاع الزراعة منذ ثمانينات القرن العشرين، ويدير الآن “مزرعة لينين” التي يمتلك 44 في المئة من أسهمها، مع 33 مساهمًا آخرين. ويفتخر هذا الشيوعي - الرأسمالي بإعادة استثمار الأرباح في أعمال تجارية أو تشييد مساكن والتعليم ومساهمات أخرى مفيدة للمجتمع.

وقال في حديث تلفزيوني: “لدينا كثيرون من البيروقراطيين ولا أحد مسؤول، فإذا طلبت من الأغنياء دفع ضريبة دخل أعلى هنا، بدل شراء يخوت، كما يفعلون في الخارج، ربما نعزّز الموازنة وتحديث التعليم والرعاية الصحية”. وسُئل عما إذا كان يشعر بإحراج لترشحه ضد بوتين، أجاب: “لا أقول إنني أعارض بوتين وأقف على طريق مختلف لتنمية البلاد”.

وعلى رغم انتقاده العلني للنظام السياسي في روسيا، شاكيًا من أن “الناس لا يثقون بالسلطات” ومن أن “الفساد استشرى”، بدا غرودينين حريصًا على تجنب لوم رجل قاد البلاد طيلة 18 عامًا، قائلًا إن بوتين هو مجرد جزء من النظام.