رحلة بحرية في كرواتيا لاستكشاف مدينة أوبوزن

لا يحدث كل يوم أن يأتي سياح إلى مدينة أوبوزن الصغيرة في كرواتيا، هكذا قالت جوانا بوث، محررة السفر لدى صحيفة "غارديان" البريطانية، خلال زيارتها إلى إحدى المدن الصغيرة التي تقع في مقاطعة دوبروفنيك-نيريتفا في كرواتيا.

وذكرت "كانت اللجنة الترحيبية تنتظرنا على رصيف الميناء حيث سيستقر قاربنا، مع نغمات موسيقى جون دنفر على الأكورديون - بدأ حشد صغير من الناس في التجمع، وقد أوقف الأطفال دراجاتهم للتحديق بنا، ونهضت مجموعة من السيدات من كبار السن لمشاهدتنا.

وتقول بوث: "ما الفرق الذي يصنعه 50 ميلا.. هذه المدينة الصغيرة النائمة، الشهيرة بكونها مركزا لصناعة اليوسفي في كرواتيا، تقع على بعد ساعة ونصف فقط من ساحل مدينة دوبروفنيك".

وتضيف:"في لؤلؤة البحر الأدرياتيكي،  كان وقت ذروة السياحة، في العام الماضي، حيث رست حوالي 530 سفينة سياحية في دوبروفنيك، مما يصل إلى 10.000 زائر يوميًا في الشوارع الضيقة في البلدة القديمة التي تعود للقرون الوسطى خلال موسم الصيف، وقد أصبح الازدحام مشكلة تواجه رئيس البلدية الذي أعلن عن خطط للحد من أعداد السياح داخل المدينة القديمة، وخفض عدد سفن الرحلات البحرية والرحلات اليومية الجماعية إلى المدينة، لذلك قد يكون مفاجأة أن تقوم مجموعة إنتربيد ترافيل، بطل السياحة المستدامة والأخلاقية، برحلة بحرية في كرواتيا - لكنها تجادل باستمرار الرحلات البحرية إذا كانت السفن صغيرة، ويأخذ الزوار إلى أماكن أقل شهرة، وقد انضممت إلى واحدة من الرحلات الأولى، من سبليت إلى دوبروفنيك في سفينة إليغانزا الملكية التي تضم 31 راكبًا، لزيارة مزيج من أبرز الأماكن السياحية  غير المعروفة".

وأفاد داريل ويد، المؤسس المشارك لمجموعة إنتربيد جروب السياحية: "بأن الأمر يتعلق بتقديم بديل أكثر استدامة يخلق فرصًا وثروة للسكان المحليين، ويتيح تجربة أفضل للسياح"

. وأضاف: "بعد اختبار المياه عن طريق استئجار السفن الصغيرة في كرواتيا هذا العام، سوف تضيف إنتربيد العام المقبل دول اليونان وأيسلندا والبرتغال وإسبانيا والمغرب وتايلاند وفيتنام لبرنامج الرحلات البحرية. وتتمثل الخطط طويلة الأجل في بناء سفن مخصصة تستخدم أنواع الوقود البديلة والتكنولوجيا المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية. في هذه الأثناء، كل رحلة بحرية هو تعويض للكربون، يتم حظر البلاستيك و 90٪ من المواد الغذائية يتم شراؤها محليا".

وأوضح:" لدينا مرشدين سياحيين محليين أيضا، صديقنا ميلانو يقوم من خلال الشوارع المزدحمة في سبليت، بإضافة تعليقاته الطريفة للأماكن هنا، فعندما كان طفلا، كان يلعب كرة القدم داخل قصر دقلديانوس، ووصف خبراته في النمو خلال حرب البلقان. كما لدينا فرصة لاستكشاف المدينة ليلا".

وتابعت جوانا بوث: "في الصباح، استيقظ على صوت المحرك واندفاع الركاب إلى سطح السفينة العلوي لمشاهدة السفينة وهي تشق عرض البحر، من خلال ثلاثة طوابق فقط و 16 كابينة بسيطة ولكنها مريحة، لا توجد قاعات واسعة، غرف طعام، اوكازينوهات، ولكنها واسعة بما فيه الكفاية"."يمكننا ان نرسى على أي خليج نرجوه، وان نقفز مباشرة من سطح السفينة في البحر. كما يمكن مشاهدة الدلافين ونقضي نصف ساعة للعب معهم.. معظم الضيوف الآخرين هم مزيجا من البريطانيين والأمريكيين والأستراليين، ومعظمهم يقومون بهذه الرحلة لأول مرة".
الوجبات على متن السفينة طازجة وبسيطة ولذيذة، وعادة ما تشمل طبق كرواتي محلي، والمعجنات المليئة بالجبن - كجزء من البوفيه، ولكن معظم الوقت نتوجه إلى المطاعم المحلية للأسماك الطازجة، والمعكرونة محلية الصنع والحساء.

يمكن للسفينة إليغانزا أن ترسو في الموانئ الصغيرة، لذلك نحن رسينا على جزيرة هفار جميلة، لتسلق قلعة التلال التي تطل على بلدة الحزب أدناه، قبل أن نتوجه إلى الداخل لزيارة مزرعة اللافندر.

في شبه جزيرة بيليساك، نزور مصنعا للخمر صغيرا،  تم تجديده بعد أن سقط في حالة سيئة خلال الفترة الشيوعية، ذهبنا لتذوق النبيذ صغير الحجم، بما في ذلك الأرجواني، المصنوع من العنب بقيمة سبع مرات أكثر من مثيلاته، وذلك بفضل ظروف النمو المحددة الموجودة على المنحدرات الشديدة في المنطقة. وفي الحديقة الوطنية كركا، ذهبنا إلى الشلالات في وقت مبكر من صباح يوم من أيام الأسبوع، والذي يعطينا امتياز السباحة والمشي في هذه البقعة من الجمال الطبيعي مع عدد قليل من الناس الآخرين. وتم تقديم الرحلة الساحلية من سبليت إلى دوبروفنيك (أو العكس) من قبل شركة إنتربيد السياحية، لتتكلف 1.690 جنيه استرليني لمدة سبع ليال، باستثناء تذاكر الطيران.