لندن ـ ماريا طبراني
ضربت عاصفة ثلجية ثقيلة، بعض المناطق في شمال بريطانيا، في حين ينتظر الجنوب غضب عاصفة أنغوس وهي العاصفة الأولى لهذا الفصل. وترى المنتجعات الأوروبية للتزلج هذا المسحوق الأبيض يبعث على المرح، ويتوقع سكان القارة أن يكون هذا الموسم هو الأفضل في التزلج في الكريسماس منذ سنوات ويعد فيربير واحدًا من منتجعات التزلج الرئيسية في سويسرا وهو ليس الوحيد الذي يتميز بالثلج، فعبر جبال الألب فإن الثلج الأبيض يتساقط بوفرة نادرة على غير العادة.
وتعاون سائقو الأجرة في مطار جنيف لعمل تجارة تنشيطية في وقت مبكر من الجمعة وقال أحدهم "الجميع يريدون الذهاب إلى فيربير" وأضاف "المسافة مدتها ساعتين ونصف بالسيارة وبعدها تجد الثلج وهذا الصباح بعد السادسة صباحًا أخذت 4 رجال قادمين من مطار جاتويك لقضاء عطلة نهاية الأسبوع فالطقس جيد للعمل".
وقالت فيرونيكا هاملتون مديرة مدرسة التزلج في المنتجع الفرنسي الراقي في فال ديزير "إن أمرًا لا يُصدق فإنها أفضل بداية للموسم حسبما أتذكر" وفي المجاورة تيغنز فقد فتحت الجبال الجليدية في الأول من أكتوبر وتلاها المنحدرات ويتم إعدادها الآن بإضافة الثلج الحقيقي أكثر من الأشياء الاصطناعية والتي يتوقع أن يكون استخدامها منخفض في هذا الوقت من العام، وفي أماكن أخرى من فرنسا فإن فال تورين ومونغينيفر وشاموني هي من بين المنتجعات التي بدأت مواسمها في عطلة نهاية هذا الأسبوع في وقت مبكر أكثر من المعتاد، حتى إن هذه المنتجعات تعد متأخرة مقارنة بأقرانها ففي الأسبوع الماضي كان يمكن التزلج لفترة زمنية محدودة وعدد محدود من الأشواط في أماكن مختلفة مثل فيلدبورغ في ألمانيا وزيرمات في سويسرا وسيناليس في إيطاليا ومنطقة أوبرغورغل في النمسا، وكان من بين الأوائل في موسم التزلج لهذا العام اسكتلندا وتمكن ليخت في سايرنغورمس من فتح ثلاثة ارتفاعات يوم الأحد الماضي.
وسيتذكر المتزلجون أنّه منذ عامين سقطت الثلوج في وقت مبكر ولكن لفترة طويلة ساد الدفء والجفاف الذي خيّب آمالهم في العودة إلى هذه المواسم التي لا تُنسى لدرجة أن العديد من المنتجعات الفرنسية الكبرى أغلقت أبوابها في يوم الكريسماس، وربما كان الموسم الماضي هو الأسوأ إذ كافحت الكثير من المنتجعات من أجل الثلج سواء كان حقيقي أو اصطناعي حتى منتصف شهر يناير/كانون الثاني حتى أن الصيف استنزف الخزانات لذا لم يكن هناك ذخيرة لمدافع الثلج.
وقال دان فوكس وهوالعضو المنتدب لموقع (skiweekends.com) والذي يعمل في هذا المجال من أكثر من 25 عامًا "ربما كانت بداية الموسم الماضي هي الأسوأ حسبما أتذكر"، وعلى النقيض من ذلك فإن موسم الصيف من العام الماضي كان أكثر رطوبة وانخفضت درجات الحرارة في نوفمبر/تشرين الثاني ، وهناك المزيد من التوقعات بمزيد من الثلوج خلال الأسبوعين المقبلين في أوروبا كما أنه هناك مقالب ضخمة بنهاية هذا الأسبوع على جزء كبير من جبال الألب.
ويجلس أولاف أدامك والذي يدير مدرسة تعليم التزلج في مورزين في دي سوليه في فرنسا صباح السبت في مقهى في وسط المدينة يتأمل السماء فقد كان المطر الغزير يتحول بين عشية وضحاها إلى ثلج والمنحدرات بيضاء أمام عينيه، وقال إن منتجع أفورياز المرتفع عاليًا عن المدينة لأكثر من متر من الثلوج على منحدراته"ذهبت هناك نهاية الأسبوع الماضي مع أطفالي وكان الأمر جنونيًا وقام الجميع بجولة للتزلج هناك" وفقط على ارتفاع ألف متر يعد مورزين منتجعًا منخفضًا، ويضيف أندي غرين "لم يكن لدينا ثلوج أبدًا في هذا الوقت من العام" ويدير أندي سيارة أجرة مكوكية عند المطار لصالح موقع (skitransfers.com) كما يقول أيضًا "يمكنك أن تضمن أنه بنهاية هذا اليوم القيام بتوصيلة لأي مكان". ونادرًا ما تكون هناك حاجة لموسم أكثر قوة في هذا العام وفي الكريسماس ورأس السنة الميلادية يوم الأحد، أما بالنسبة للصناعة التي تعمل أساسًا من الأحد وحتى السبت فهذه هي المشكلة الحقيقية حيث إن عددًا قليلًا من الناس هو الذي سيرغب في السفر ليلة الكريسماس أو رأس السنة لكن الوعد بظروف استثنائية قد يغيّر رأيهم وأوضح فرانك ماكسكر وهو المدير التنفيذي لنادي تزلج بريطانيا العظمى "كان العامان الماضيان هما المروّعان من حيث الثلوج المبكرة" وأضاف "إذا كنا نبحث عن الذهاب للتزلج في ديسمبر أو في وقت مبكر من يناير فستكون هذه تجربة عظيمة إذا حدثت في عام واحد ويعتقد الناس أن هذا لن يتكرر مرة أخرى لكنهم شعروا بقلق شديد خلال عامين متتاليين، وسيعطيهم الذهاب للتزلج مرة أخرى دفعة هائلة من الثقة".
ونكشف من خلال نظرة سريعة بعض صفقات الشاليهات المعروضة حاليًا فقبل الكريسماس بأسبوع يمكنك حجز شاليه مقابل 500 جنيه إسترليني وذلك يشمل أسعار الطيران والوجبات، وندم مشغلو الشاليهات الذين باعوها خلال الصيف بقوة لحاجتهم لها في هذا الوقت وسيدفعون مقابل عطلتهم بالجنيه الإسترليني وهذا ما سيجعلهم يواجهون شللًا بسبب ارتفاع التكاليف وذكر السيد فوكس "لقد باعو الكثير خلال العطلات مقابل نسبة لا يستطيعون تحقيقها الآن، لذا سيفعلون أي شيء من أجل الحصول على المال" ويضيف فوكس "وآمل ألا يتحطم مشّغل هذا الموسم لكن الكثير من الشركات الصغيرة قد تقرر أن تطلق الأسعار اليوم مع نتائج زيادة تكلفة الشاليه في السوق" وكل هذا قبل مغادرة بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فقد كان معظم المسؤولين عن تشغيل التزلج في العطلات يعينون موظفيهم من بريطانيا وذلك بموجب القانون الأوروبي وقانون البلد التي يعملون فيها حيث كانوا يدفعون لهم الحد الأدنى للأجور التي تتوفق مع قانون المملكة المتحدة ودفع الضرائب فيها، لكن في عان 2014 أصرت سويسرا على دفع أجور جميع موظفي الشاليهات وفقًا للحد الأدنى للأجور في سويسرا بمتوسط 24 ألف جنيه إسترليني في العام للموظف ويقول فوكس "انخفض عدد مُشغلي الشاليهات في سويسرا بغض النظر عن الرجال الراقية" وتابعت النمسا نفس الإجراءات مع عواقب مماثلة.