باريس ـ مارينا منصف
تعتبر بلدة بوزيوس مدينة جغرافية فريدة من نوعها في المنطقة قبل حوالي مليوني سنة، حيث نشأت نتيجة التغيرات المناخية، واضطرابات درجات الحرارة العالمية مما أدى إلى انخفاض أجزاء من النهر وارتفاع أجزاء أخري منه, وقع البلدة في منطقة أفيرون جنوب فرنسا في جزء علوي على ارتفاع 300 قدم من الوادي الذي يبدو على شكل حدوة حصان، والمعروف محليًا باسم "لو ترو دي بوزيوس".
ونتيجة لخطورة موقع هذه البلدة لا ينبغي لك أن تتجول أو تتعثر فيها في وقت متأخر من الليل دون مصباح. حيث شيدت بوزيوس على هضبة من الحجر الجيري، تمتد من خلاله بشكل مستقيم على نهر دورديو دي كونكيز. وعلى مر السنين، أدى مد وجزر المياه إلى تآكل الصخور ببطء، وخلق نحت هائل في المنظر الطبيعي للمدينة، وجعل الموقع الجغرافي من بلدة بوزيوس معقل دفاعي طبيعي، وبفضل الطبقة الواقية من الأرض، بنى البشر مستوطنات في المنطقة منذ آلاف السنين، وذلك باستخدام الصخور الكلسية لإنشاء مساكنهم.
وللاستفادة القصوى من الطبيعة الدفاعية الطبيعية الذي يوفره الواد الضيق، تم بناء القلعة في القرن التاسع عشر، ولكن لم يتبقى منها اليوم سوي أنقاض. ويمكن الوصول إلى المدينة فقط من الجنوب، وكان هذا الطريق في العصور الوسطى مراقب على مدار 24 ساعة يوميًا من قبل برجين حراسة. وفي الوقت الحاضر، تعتبر كنيسة ستا فايستا التي شيدت في القرن الثاني عشر أشهر مباني المدينة، حيث شيدت على حافة الجرف فوق النهر.