شركة "توتو" اليابانية

أحواض التنظيف الذاتي ، المياه التي تنظف كيميائياً المرحاض الذي يتخلله الجراثيم، والحمامات التي يمكن برمجتها لملئها أثناء عودتك إلى المنزل , هذه الحمامات في المستقبل تستخدم التقنيات المتوفرة اليوم، إذ تعتبر ثقافة "الحمّامات" في اليابان من بين الأكثر عصرية، ونظافة، وتقدمًا وتطورًا من حول العالم.

كانت الشركة اليابانية "توتو" في طليعة تكنولوجيا النظافة لعقود من الزمن , وفي المملكة المتحدة ، تشتهر بمنتجات Washlet الخاصة بها ، ومقصورة الدش الإلكترونية (أو مقعد بيديه ، كما هو معروف في بعض الأحيان) مع فوهة الغسيل والتجفيف الآلي. تتميز أحدث طرازاتها ، RX ، بغطاء يعمل بجهاز استشعار ومقعد مدفأ لتوفير راحة لا توصف أثناء استخدام المرحاض.

وتوفر الشركة  مرحاض "ذكي" يفتح آليا عند الاقتراب منه ويُنظف ذاتيًا مع كل مرة يُستخدم فيها , وينظف المرحاض الإليكتروني مستخدمه وهو في وضعية الجلوس بواسطة أنبوب يعمل بضغط الهواء يطلق ماء وهواء دافئين.

وعلى الرغم من أن سعر المرحاض الإليكتروني يصل إلى 9800 دولار، بيعت حوالي 40 مليون قطعة من الإصدار السابق له من إنتاج شركة نيورست للمراحيض , وتقول شركة "توتو" للمراحيض إن الحمام الإليكتروني الحديث لا زال قيد التطوير , وتعتمد آلية التنظيف الذاتي التي زُود بها المرحاض على خليط من مضاد للعدوى ومادة ملمعة تغطي قاعدة المرحاض من الداخل بعد كل مرة يستخدم فيها.

ويتميز بزجاج ناعم للغاية يمنع الجزيئات الدقيقة من الأوساخ والبكتيريا التي تتشبث بها ، بالإضافة إلي تصميم غير مائي، مثل الإعصار ، حول الوعاء , ويعني عدم وجود حافة أن هناك مكانًا أقل للجراثيم ، بالإضافة إلى أنه أكثر اقتصادًا باستخدام المياه ، وأكثر هدوءًا أيضًا.

يقول فلويد كيس، وهو قائد مشروع توتو في المملكة المتحدة ومدير العلامة التجارية "يجب أن يكون لكل مرحاض المعايير الأساسية للنظافة والأداء العالي والضوضاء المنخفض" ومع ذلك، يمكنك الارتقاء بالمقياس وتصبح التقنية أكثر تعقيدًا , بعض نماذج توتو سوف تطور المرحاض بالماء المعالج بالكهرباء ، والذي يمر عبره تيار يغير تركيبته الكيميائية ليعطيها المزيد من الطاقة كمطهر ، لتحطيم النفايات.

وتتميز بطلاء بهوتوكاتاليتيك وهو طبقة من ثاني أكسيد التيتانيوم التي تحلل الأوساخ , ولأن رد فعل الأوساخ لا يعمل إلا مع التعرض للضوء ، فإن  يتم اضافة شعاع للأشعة فوق البنفسجية داخلها عندما يتم إغلاق الغطاء , وتقترض هذه التكنولوجيا من الشركة الأوسع نطاقًا للشركة كواجهة تطوير للطلاء الصناعي ، والتي تستخدم على واجهات المباني للحفاظ على نظافتها. يقول كايس: "لقد أخذنا القليل من هذه التكنولوجيا ونضعها في المرحاض للمساعدة في قتل البكتيريا".

تمتلك معظم شركات الحمامات الراقية نسختها الخاصة من طلاء السيراميك النانوي الذي يخفف من العيوب الصغيرة ، والآن أصبحت العلامات التجارية متوسطة المدى مثل بريتون، ولا يمكن لهذه الطلاءات أن تقترب من مستوى التنظيف الذاتي الذي يمكن لطرازات Toto-and-whistles من توتو ، ولكنهما يحدثان فرقًا , يقول فريزر هولمز ، مدير العلامة التجارية في بريتون "طالما أنه يتم الاعتناء به بشكل منتظم ، فإن فرص البناء  تزداد".

يقول آدم لوجان ، مدير الخدمات الفنية في شركة منتجات الحمام Grohe ، إن "الناس أصبحوا الآن أكثر انفتاحًا على تجربة أشياء جديدة" , بينما يقوم عدد أكبر منا بتثبيت أجهزة متصلة بالإنترنت في منازلنا ، يقول لوجان إن Grohe "تركز بشكل كبير على سوق المنازل الذكية" ,و يمكن التحكم في نسختها الخاصة من مرحاض الحمام عبر تطبيق ، مثل دش AquaSymphony الضخم الذي يشبه الحمامات ، والذي يحتوي على تأثيرات مائية قابلة للتعديل وموسيقى وأضواء متغيرة الألوان.

وتنتج شركة يابانية أخرى تُدعى "ليكشيل" مرحاضًا مماثلًا تُطلق عليه اسم "ساتيس" من طراز "جي" , ولا تختلف مواصفات هذا المرحاض كثيرًا عن مواصفات سابقه، وإن كانت الشركة المنتجة له تطلق اسماً مختلفاً على الذراع الآلية المزود بها، كما أن سعره أرخص نسبياً، إذ يبلغ خمسة آلاف دولار أو نحو ذلك.

ويتسنى للمرء اختيار النمط الذي يفضله لتنظيف ذاته أثناء جلوسه عليه، من خلال تطبيق يحمل اسم "My Satis"، متوافرٌ على الهواتف الذكية , ويرتبط هذا التطبيق بالذراع الآلية الموجودة في جوف المرحاض عبر تقنية البلوتوث.

ولكن كان يتعين على الشركة المنتجة أن تضع في اعتبارها إمكانية تعرض هذه المنظومة لـ"قرصنة إليكترونية"، مثلها مثل أي منظومة أخرى تندرج في إطار ما يُعرف بـ"إنترنت الأشياء"، وهو مفهوم متطور لشبكة الإنترنت يحول الشبكة إلى وسيلة يتواصل من خلالها الكثير من الأجهزة والأشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية.

وهكذا كان على الشركة السعي لتهدئة خواطر من يخشون من أن يتحكم أحدٌ سواهم في الذراع الإليكترونية الخاصة بالتنظيف والتجفيف خلال جلوسهم على المرحاض.

ويقول مارتين ميزوتاني مدير قسم المنتجات الجديدة المُعدة للتسويق على مستوى العالم في شركة "ليكشيل ووتر تكنولوجي" بلهجة مُطمئِنة "هناك العديد من الخطوات الواجب إتمامها قبل التحكم عن بعد في أحد مراحيض 'ساتيس' , فتشغيل مرحاض من هذا النوع عبر هاتف ذكي، يتطلب استكمال عملية يُطلق عليها تكنولوجيًا اسم الاقتران، يجري خلالها إقامة اتصال ثنائي بين مرحاض 'ساتيس' وهاتف بعينه دون سواه."

ويتابع "ولا تفعل أي من الخواص المزود بها المرحاض إلا إذا كان غطاؤه مفتوحًا , وفي هذه الحالة، لا يمكن سوى لمستخدمٍ واحد في كل مرة تفعيل تطبيق يحمل اسم 'ماي ساتيس '، وهو ما يمنع أي طرف ثالث من الدخول على المنظومة التي يعمل بها المرحاض في ذلك الوقت".

وتحظى المراحيض التي تنتجها شركتا "توتو" و"ليكشيل" بالشعبية في اليابان , ووفقاً لما تقوله "ليكشيل"؛ فإن أكثر من 80 في المئة من الأسر اليابانية تستخدم هذا الطراز أو ذاك من طرز مقاعد المرحاض التي ينبعث منها الماء الدافئ للتنظيف ,لكن تبين أن إقناع زبائن من خارج اليابان باستخدام مثل هذا النوع من المراحيض، يشكل أمرًا أكثر صعوبة.

يقول كَيس إن من بين أسباب ذلك شعور بعض المستهلكين المحتملين بسخافة الفكرة برمتها، قائلاً: "لسنا معتادين كأوروبيين على غسل المناطق الحميمة في أجسادنا" , ومع ذلك، باعت شركة "توتو" - على مستوى العالم - أكثر من 70 مليون مرحاض مُزودٍ بذراعٍ آلية للتنظيف والتجفيف، وذلك بسعرٍ يبدأ من 1870 دولارًا.

ولا يقتصر استخدام تلك المراحيض على القصور الضخمة التي يملكها أشخاص شديدو الثراء، بل تحظى كذلك بالشعبية في الفنادق والمطاعم الراقية , ويقول كَيس إن تزويد الفنادق أماكن قضاء الحاجة فيها بمثل هذه المراحيض يشكل إحدى الخدمات القليلة المتبقية التي يمكن أن تجعل من الفندق مكانًا أكثر فخامة ورفاهية للإقامة فيه مقارنةً بالمنزل.

ويضيف أن استخدام الذراع الآلية للتنظيف والتجفيف يشكل تجربة "لا تنسى بحق". وضرب مثالاً على ذلك بالإشارة إلى أن تقييمًا نُشر أخيرًا لأحد الفنادق، اهتم بالحديث عن هذه التجربة بقدرٍ أكبر من اهتمامه بتناول جودة الطعام الذي يقدمه الفندق نفسه ,وربما يبدو ما سبق حديثًا عن مرافق صحية يشكل استخدامها ذروة الترف، غير أن ذلك لا ينفي أن ثمة حاجةً حقيقيةً وأكثر جدية للجوء إلى مراحيض مُزودة بتقنيات أكثر تطورًا وذكاءً. كما أن هذه التقنيات قد تفيد فقراء العالم وأثرياءه سواءٌ بسواء.

وتوفر السلطات في بعض المناطق الحضرية الهندية التي يشكل الفقراء غالبية سكانها، مراحيض عامة مجانية من نوع يُطلق عليه اسم "غارف تويلتس" أو (مراحيض غارف). وصُممت هذه المراحيض بحيث تكون قادرةً على تحقيق الاكتفاء الذاتي، فيما يتعلق باستهلاك الطاقة والتخلص من الفضلات، والصيانة كذلك؛ إذ أنها مُزودة بتقنيات ذكية من قبيل أجهزة استشعار، وشرائح لـ"تحديد الهوية من خلال موجات الراديو"، مُدمَجة فيها.