الداعية المتطرف المعتقل في بريطانيا أنجم شودري

يُعدُّ الداعية المتطرف المعتقل في بريطانيا أنجم شودري، القلب النابض لشبكة دولية متطرفة، حيث أن له اتصالات مع الحركات "الإرهابية" الإسلامية المعاصرة. وقد تم ربط شبكة شودري بما لا يقل عن 15 عملية إرهابية كبيرة، بالاضافة الى امتلاكها علاقات مع 500 "جهادي" يقاتلون لصالح تنظيم "داعش" في سورية.

وكان شودري، الذي دعا في وقت سابق الى رجم الزناة ، ووصف القوات البريطانية "بالجبناء"، يحتمي دائما وراء قواعد حرية التعبير كلما تمت مواجهتهه من قبل السلطات.

العديد من المتطرفين الذين تم توجيه اتهامات إرهابية خطيرة اليهم كانوا من المتأثرين بمحاضرات شودري وخطاباته. ولكن في حين أنه كان يتهرب بمهارة من الشرطة والأجهزة الأمنية، كان شودري يقوم بعملية غسل دماغ لمئات من الشبان الذين اشتركوا في رؤيته المشوهة للإسلام.

كان ابرز مساعدي شودري هم مايكل ادبالهو ومايكل ادبالو، اللذين قاما بقتل الجندي البريطاني، لي ريغبي بواسطة ساطور خارج ثكنة في "ولويتش"، جنوب شرق لندن. وبعد وقوع الحادث، قال شودري إن ادبالهو كان مسلماً ملتزماً وانه كان فخوراً به، لكنه نفى تشجيعه على تنفيذ الهجوم، مصرًّا على أنه كان يقوم بتوجيه طاقة الشباب من خلال المظاهرات والمسيرات.

وكان لشودري تلميذ آخر وهو سيدهارتا ذر قد تم وصفه "بالجهادي جون الجديد" وذلك بعد الاشتباه بقيامه بعملية اعدام مروعة في يناير/كانون الثاني الماضي. كان ذر قد تم اعتقاله مع شودري وميزانور رحمن في سبتمبر/أيلول 2014، ولكن تم اطلاق سراحه بكفالة وهرب من بريطانيا.

أما حارس شودري السابق، محمد رضا فقد تم الاشتباه به أيضاً بقيامه بإعدام سجناء في مقطع فيديو لـ"داعش" في يناير/كانون الثاني الماضي.

 

ايضاً، اصبح احد شركاء شودري عبد الوحيد مجيد، 41 عاماً، أول انتحاري بريطاني في سورية، وذلك بعد قيادته لشاحنة مدرعة مفخخة وتفجيرها عند بوابات سجن حلب في يناير/كانون الثاني 2014. ويًعتقد أن شودري قد تحول إلى الأصولية الإسلامية بعد تركه الجامعة.

وأشار زملاء الدراسة الى أن شودري كان يشرب "السيدر" ويمارس الجنس ويدخن القنب على الرغم من أصراره بأنه مسلم. ولكن عند انتقاله إلى لندن بعد انتهاء دراسته، التقى شودري بالمتشدد الاسلامي السوري، عمر بكري في مسجد في ولويتش، وسرعان ما تأثر به.

جاء بكري الى بريطانيا في ثمانينيات القرن الماضي حيث أقام محكمة الشريعة في المملكة المتحدة، وأصبح شودري مساعده، كما قام بكري بتشكيل جماعة "المهاجرون" في تسعينيات القرن الماضي.

وحاولت الحكومة مراراً وتكراراً حظر الجماعة، مما أدى بهم إلى تغيير اسمها عدة مرات بما فيها الغرباء، "مسلمون ضد الصليبيين" و"مشروع الشريعة"، ولكن كان لا يزال يشار اليهم بالاسم الأصلي. وأصبح شودري الرجل الأول لجماعة "المهاجرون" في عام 2005 بعدما هرب بكري من بريطانيا في أعقاب هجمات 7 يوليو/تموز الإرهابية، وذلك قبل أن يتم حظرها نهائياً في 2010.

كان محمد صديق خان، زعيم المجموعة المسؤولة عن تفجيرات 7 يوليو/تموز في لندن والذي أسفر عن مقتل 52 شخصاً، كان مرتبطاً بجماعة "المهاجرون"، كما أن المفجرين الأخرين، شهزاد تنوير، جيرمين ليندسي وحسيب حسين كانوا أيضا من أعضاء المجموعة.

وهاجم ثلاثة من اتباع المهاجرون منزل ناشر رواية مثيرة للجدل عن النبي محمد في سبتمبر/أيلول 2008. وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2014، قال شودري في مقابلة أن زعيم داعش، أبو بكر البغدادي هو "خليفة جميع المسلمين وأمير المؤمنين".

تم القاء القبض على شودري بعدها بأسبوعين إلى جانب ثمانية أعضاء من الدائرة المقربة منه، وهو يواجه الآن عقوبة السجن لدعوته دعم الجماعة الإرهابية.