الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين

وصف الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعدم طرد دبلوماسيين أميركيين من روسيا، بـ"الخطوة الممتازة"، وفي خطوة دبلوماسية هائلة، خالف الرئيس الروسي جميع التوقعات بشأن طرد الدبلوماسيين الأميركيين استنادًا إلى مبدأ "المعاملة بالمثل" على غرار الحرب الباردة، ولم يرد على العقوبات التي أعلنتها واشنطن الخميس ضد موسكو لاتهامها بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بل تعامل مع الموقف برحابة صدر، فيما كتب ترامب في حسابه على موقع الرسائل القصيرة "تويتر"، قائلًا: "إن هذا المسلك يمثل اتجاهًا عظيما"، مضيفًا: "كنت أعرف دائمًا أنه رجل شديد الذكاء".

وانتقد بوتين، الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، متهمًا إياه بتقويض العلاقات الروسية الأميركية، وأعلن أن موسكو لن تطرد أحدًا وتحتفظ لنفسها بحق الرد على العقوبات بالنظر إلى سياسة الرئيس المنتخب دونالد ترامب دون أن تنحدر لمستوى إدارة أوباما.

وأوضح بوتين في بيان له على موقع الكرملين الالكتروني: "إننا لن نخلق مشاكل للدبلوماسيين الأميركيين، ولن نطرد أي دبلوماسي"، مضيفًا: "نعتبر الخطوات الأخيرة غير الودية من جانب الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها استفزازية، وتهدف إلى تقويض العلاقات الروسية الأميركية بشكل أكثر".

وتابع بوتن: " لن نمنع عائلات وأطفال الدبلوماسيين الأميركيين من استخدام أماكن الترفيه خلال عطلات الاحتفال بالعام الجديد"، مشيرًا إلى أنه تم توجيه الدعوة إليهم لحضور حفل بمناسبة حلول العام الجديد في الكرملين، وكان وزير الخارجية الروسي قد أقترح، في تصريحات إلى وسائل الإعلام المحلية، إعلان "31 دبلوماسيًا في السفارة الأميركية في موسكو و4 دبلوماسيين في القنصلية العامة الأميركية في سان بطرسبورغ أشخاصًا غير مرغوب فيهم" وإغلاق جميع المؤسسات الدبلوماسية الأميركية في روسيا.

ويأتي هذا في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الجمعة، أنه أمر بترحيل 35 دبلوماسيًا روسيًا من العاملين في أراضي البلاد، وإغلاق قنصليتين روسيتين في نيويورك وميريلاند، ردًا على ما وصفه بـ"الأعمال العدوانية الروسية".

وأضاف البيت الأبيض، في بيان رسمي، أن السلطات الأميركية أمهلت الدبلوماسيين الروس الـ35 مدة 72 ساعة لمغادرة أراضي الولايات المتحدة، وأوضحت أن عملية الترحيل تشمل موظفين في السفارة الروسية في واشنطن وكذلك قنصلية روسيا في سان فرانسيسكو، كما أعلنت وزارة المال الأميركية، في وقت سابق من الخميس، فرض عقوبات ضد 6 مواطنين روس، من بينهم إيغور كوروبوف، رئيس إدارة المخابرات العامة، وثلاثة أعضاء في رئاسة المخابرات الروسية، إضافة إلى 5 مؤسسات روسية، منها مصلحة الأمن الفدرالي وإدارة المخابرات العامة.
 
وأثارت تصريحات أوباما موجة غضب شديدة في موسكو، حيث هاجم العديد من المسؤولين الروس إدارة أوباما، واصفين إياها بأنها "انهت ولاياتها بمعاناة شديدة لروسيا". فيما وصفت الخارجية الروسية قرار أوباما بأنه "ضربة قاضية" لهيبة الولايات المتحدة وقيادتها.
وقالت ماريا زاخاروفا، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن "أوباما قد أهان شعبه وواشنطن تقوم بعمل مشين يحط من قيمتها". في حين وصفت السفارة الروسية في لندن هذه التصريحات بأنها "استعادة لأحداث الحرب الباردة"، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى تدمير العلاقات مع روسيا.