واشنطن - رولا عيسى
يزور الرئيس الأميركي باراك أوباما مدينة هيروشيما اليابانية هذا الشهر ليصبح أول رئيس أميركي يزورها من أسقطت الولايات المتحدة القنبلة الذرية التي أنهت الحرب على المدينة اليابانية عام 1945.وأعلن البيت الأبيض عن الزيارة هذا الصباح مما يؤكد الشكوك بأنك أوباما الذي جعل عدم انتشار السلاح النووي ركيزة سياسته الخارجية سيقوم برحلة جانبية خلال قمة G7 لاحقا هذا الشهر إلى اليابان، وأوضح نائب مستشار الأمن القومي للرئيس بن رودس هذا الصباح " نعتقد أن هذه هي اللحظة المناسبة للرئيس لزيارة هذه المدينة والضريح، وسيقف أوباما يوم 27 مايو/ أيار عند حديقة النصب التذكاري للسلام في هيروشيما لمشاركة ملاحظاته حول الحدث الهام الذي وقع هناك، ولم يتحدث أوباما عن استخدام القنبلة الذرية في نهاية لحرب العالمية الثانية لكنه بدلا من ذلك سيقدم رؤية استشرافية تركز على مستقبلنا المشترك".
وأضاف وزير الخارجية جون كيري خلال زيارة الموقع في أبريل/ نيسان " يجب على الجميع بما في ذلك الرئيس زيارة هذا الموقع التاريخي "، موضحا أنه سيحث أوباما لزيارته وأصبح كيري أرفع مسؤول أميركي اعترف بالمأساة عندما تشارك مع نظراءه في وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للقنبلة الشهر الماضي أثناء تأدية وظيفته بشأن قمة G7، وذكر كيري في مؤتمر صحفي بعد الزيارة " ما حصلت عليه هنا شعور مباشر بما حدث في هيروشيما وما سببه السلاح النووي ولاسيما فيما يتعلق بأنواع الدمار، ولذلك أتمنى أن يكون رئيس الولايات المتحدة من بين من يزورون هذا المكان".
وبيّن جوش أرنست المتحدث باسم الرئيس صراحة خلال المناقشات حول زيارة الرئيس المحتملة أنه لن يعتذر عن استخدام الولايات المتحدة للقنبلة الذرية خلال الحرب العالمية الثانية، وأضاف أرنست أنه ليس هناك توضيح أكثر قوة من هذا الالتزام من المدينة التي ضمت ضحايا أول استخدام لهذا السلاح، حيث أطلقت الولايات المتحدة قنبلتين نوويتين على هيروشيما في 6 أغسطس ونجازاكي في 9 أغسطس عام1945 في إطار سعيها لوضع حد للحرب العالمية وقتلت القنابل على الأقل 129 ألف شخص، وكان هذا الاستخدام الأول والوحيد للأسلحة النووية للحرب في التاريخ.
وتبنى أوباما كرئيس وقف انتشار السلاح النووي خارج الدول التسع المعروف امتلاكها لهذا السلاح وهي روسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين والهند وباكستان، ويعتقد أيضا أن إسرائيل لديها رؤوس حربية نووية، وأوضح أرنست الشهر الماضي أن العالم الخالي من الأسلحة النووية يعتبر هدف على المدى البعيد للرئيس وهذا هو السبب في بدئه استضافة القمة النووية السنوية، وأضاف مسؤول في البيت الأبيض " من غير المحتمل تحقيق هذا الهدف خلال فترة حياته ولكن بالتأكيد هناك تقدم يمكن إحرازه في السعي لتحقيق هذا الهدف".
وعملت إدارة أوباما بجانب أربعة بلدان أخرى بإصرار في المحادثات مع إيران والتي انتهت بالتوصل إلى اتفاق معها تضمن أوباما والحكومات الأجنبية يقضي بعرقلة البرنامج النووي لطهران، وأعرب العديد من النقاد داخل الولايات المتحدة بما في ذلك العديد من الجمهوريين في الكونغرس عن شعورهم بالقلق من الاتفاق، مع قناعتهم بأن كيري باعتباره كبير مفاوضي الولايات المتحدة لم يشرف على الصفقة الأفضل، وأشار البيت الأبيض اليوم أنه في زيارة هيروشيما سيسلط أوباما الضوء على الخسائر البشرية الهائلة والمدمرة للحرب.
وكتب رودس " مما لا شك فيه أن الولايات المتحدة ستبقى فخورة للأبد بقادتها المدنيين ورجال ونساء القوات المسلحة الذين خدموا في الحرب العالمية الثانية لتضحياتهم في أخطر الأوقات لبلدنا والعالم، لقد كانت قضيتهم عادلة ونحن مدينون لهم بالامتنان وسيقوم الرئيس بالاحتفال بذلك بعد الزيارة في اليوم التذكاري، وتقدم الزيارة فرصة لتكريم ذكرى جميع الأبرياء الذين فُقدوا خلال الحرب".