مدريد - لينا العاصي
أعلن السفير السعودي في إسبانيا الأمير منصور بن خالد بن فرحان، أن قرار الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بقطع علاقاتها مع دولة قطر كان نتيجة استمرار قطر في تمويل التنظيمات المتطرفة، وممارسة السياسات العدائية ضد جيرانها، وإيواء ودعم قيادات تنظيمات متشددة.
جاء ذلك في حديث لبن فرحان نشرته صحيفة "الموندو" الإسبانية مبيًنا أن هذا القرار لم يكن مفاجئا حيث بذلت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية جهودا صادقة على مدى سنوات مضت لإقناع قطر بإيقاف تمويلها للتنظيمات المتطرفة، وتغيير سياستها العدائية ضد جيرانها، وعدم إيواء ودعم قيادات تنظيمات متشددة. وأضاف أن قائمة الطلبات الأخيرة التي جرى تقديمها لقطر لم تكن تعجيزية كما تدعي، بل كان غالبيتها ضمن البنود التي التزمت قطر بتنفيذها ضمن اتفاق الرياض ولم تنفذها.
وأشار السفير السعودي إلى أن غالبية الأسماء المدرجة على لائحة الارهاب التي اعتمدتها الدول الأربع مدرج أيضا على لوائح الإرهاب الأميركية والأوروبية ومع ذلك لم تلتزم بها قطر. ولفت السفير إلى أن قطر لم تلتزم بمخرجات مؤتمر القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع زعماء 55 دولة إسلامية حول الالتزام والتعهد بالوقوف بحزم ضد الإرهاب ورعاته ومموليه.
وأعرب بن فرحان عن أسفه من الرد السلبي للحكومة القطرية على قائمة المطالب التي قدمتها الدول الأربع، مبينا أن ذلك يؤكد إصرارها التمسك بنهجها الحالي الذي هو مصدر الخلاف دون أي اعتبار لخطورة هذه السياسة على جيرانها ومنطقتها والعالم أجمع.
وحول وصف الحكومة القطرية قرار المقاطعة بالحصار، قال السفير السعودي إن "هذا غير صحيح فالأجواء القطرية ومطاراتها وموانئها مفتوحة على الرغم من قرار المقاطعة الذي يعد حقًا سياديًا ومشروعًا لأي دولة." وأضاف: "إن علاقات قطر وتمويلها لتنظيمات مصنفة في قائمة الإرهاب من بينها جبهة النصرة في سوريا، وتنظيم سرايا الدفاع عن بنغازي في ليبيا، وهو سلوك غير مقبول ويتعارض مع اتفاقيات مكافحة الإرهاب الدولي."
وأكد الدبلوماسي السعودي أن قطر تعمل على تمويل وسائل إعلام تبث الكراهية والتطرف والتحريض على العنف، مشيرا إلى أن ذلك لا يندرج ضمن حرية الإعلام بل يتعارض مع الأعراف الدولية ومع القوانين المحلية السائدة في كثير من دول العالم. وأفاد بن فرحان بأن قناة الجزيرة استضافت عددا من القيادات الإرهابية وصورتهم كالأبطال وهي تمارس التضليل الإعلامي وتمجيد المتطرفين.