واشنطن ـ يوسف مكي
انفجر الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعدم إبلاغه عن النجاح الذي حققه في قمة كوريا الشمالية عندما كان يتوجه إلى هلسنكي للاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونعت الاعلام بالكاذب.
وشكا الرئيس من أنه لم تكن هناك تغطية إعلامية إيجابية لعدم وجود صواريخ أطلقت خلال التسعة أشهر الماضية من الدولة المارقة، وظهرت مخاوف بشأن التنازلات التي قد يُقدمها إلى موسكو في اجتماع يوم الاثنين وكيف يبدو أنه لا يوجد جدول أعمال واضح للجلوس مع بوتين؛ لكن ترامب لم يعترف بالأسئلة التي يواجهها بينما كان يتنقل شرقًا عبر أوروبا، وبدلًا من ذلك تحدث عن النجاح الذي حققه في قمة حزيران/ يونيو في سنغافورة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، حيث قال "لم يكن هناك أى صواريخ أطلقت خلال 9 أشهر في كوريا الشمالية، ولكن لماذا لا تتحدث الأخبار عن هذه الحقائق الرائعة؟"، كما أنه يصف وسائل الإعلام على أنها "عدو الشعب".
وتأتي عاصفة ترامب أيضا في الوقت الذي ظهر فيه وزير الخارجية مايك بومبيو من اجتماعه مع مسؤولين كوريين شماليين الأسبوع الماضي من دون أي تفاصيل عن عملية لنزع السلاح النووي، ولم تظهر أي علامات على اتخاذ إجراء من بيونغ يانغ لتفكيك برنامجها النووي، وجاء ذلك في أعقاب تقرير أن المسؤولين الكوريين الشماليين لم يحضروا يوم الخميس لعقد اجتماع مع الأميركيين لمناقشة عودة رفات الجنود الأميركيين الذين قتلوا في الحرب الكورية، وفقا للمسؤولين.
وكانت إعادة الرفات إلى الوطن إحدى النقاط الرئيسية لاتفاق كيم مع ترامب في سنغافورة؛ حيث كان ينظر إليها على أنها واحدة من النقاط الملموسة القليلة في الاتفاق والأخرى التي تفاخر الرئيس بها مرارًا وتكرارًا، وكتب بومبيو أنه "في 16 تموز/ يوليو، من المقرر أن تبدأ الاجتماعات على مستوى العمل بين مسئولي الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية بتنسيق الخطوات التالية، بما في ذلك نقل رفات أعضاء القوات الأمريكية التي تم جمعها بالفعل في كوريا الديمقراطية".
ووصف ترامب في الأسبوع الماضي، "مذكرة لطيفة جدا" من كيم التي اقترحت أن يجتمع الزعيمان مرة أخرى ولكن لم يشر إلى عملية نزع السلاح النووي، وقال ترامب يوم الخميس "تم إحراز تقدم كبير" مع نسخ من المذكرة التي تظهر باللغتين الكورية والإنجليزية، وأشار الزعيم الكوري الشمالي إلى "اتخاذ إجراءات عملية" باعتبارها "عملية تاريخية" في رسالته إلى الرئيس الأميركي.
وأثيرت مخاوف من أن اتفاق سنغافورة يفتقر إلى متطلبات أي إجراءات محددة تتخذها كوريا الشمالية على طريق نزع السلاح النووي، وكانت هناك مخاوف مماثلة بشأن ما قد يحدث فى اجتماع ترامب مع بوتين يوم الاثنين. حيث يروج ترامب لنجاحه في اجتماعه الأخير مع زعيم عالمي واحد وهو يتوجه إلى هلسنكي بدون هدف واضح لجلوسه مع بوتين مع "توقعات منخفضة" في نتائجه، ولم تكن هناك جلسات تخطيط رفيعة المستوى لهلسنكي، حيث يجلس قادة العالم يوم الإثنين. بالإضافة إلى ذلك لم توافق الولايات المتحدة ولا روسيا على أي "نواتج تسليم" للخروج من اجتماع يوم الاثنين. فالرئيس أيضا لن يعطي أهدافه للقمة، حتى بعد اجتماع قادة العالم. وحين سألته شبكة سي بي أس نيوز عن أهدافه في جلوسه مع بوتين، رد ترامب قائلًا: "سأخبرك بعد الاجتماع" ، ووعدت بعدم وجود "نتاج سيء" سيخرج من القمة.
ويخشى خبراء السياسة الخارجية في جميع أنحاء العالم من أن ترامب قد يقدم تنازلات لبوتين عندما يقوم الزعيمان بمحادثتهما على انفراد مع أي شخص آخر في الغرفة ولكن المترجمين، وقد يتعهد ترامب بتخفيف العقوبات أو قطع العمليات العسكرية الأمريكية في أوروبا دون استشارة وزارة الخارجية أو البنتاغون. تخضع موسكو لعقوبات أمريكية ودولية بسبب الاستيلاء على شبه جزيرة القرم في عام 2014.
وفي هذه الأثناء، لم تصدر كوريا الشمالية بيانات عامة بشأن مستقبل برنامج أسلحتها النووية، وفي شهر مايو/ آيار، قام مسئولون كوريون شماليون بتفجير عبوات ناسفة في موقع أجرت فيه جميع التجارب النووية الستة حتى الآن ووصفوها بأنها تفكيك المنشأة. وهُدمت ثلاثة أنفاق في الموقع في بونغاي-ري، وهو موقع التجارب النووية الوحيد المعروف في كوريا الشمالية.
ويحذر الخبراء مع ذلك، من أنه لا يوجد موظفون في متناول اليد من الأمم المتحدة أو أي هيئة مستقلة للتحقق مما إذا كان الموقع قد دمر بالكامل أو ما إذا كان من الممكن إصلاحه في حالة استئناف كوريا الشمالية للاختبار. لكن تظل هناك أسئلة بشأن تنفيذ اتفاقية سنغافورة، التي تم انتقادها بسبب عدم وجود تفاصيل محددة ، وجدول زمني وتدابير المساءلة.