واشنطن - يوسف مكي
اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء، أن الحديث مع كوريا الشمالية "ليس الحل"، وذلك بعد يوم من إطلاق بيونغ يانغ صاروخا باليستيا حلّق فوق اليابان وأثار إدانة دولية، ووفقا لصحيفة الاندبندنت البريطانية، كتب ترامب تغريدة غداة إطلاق نظام كيم جونغ- أون صاروخا بالستيا فوق اليابان، قال فيها: "منذ 25 عاما، تتحدث الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية، ولا تتلقى سوى الابتزاز، الحديث ليس الحل".
ومنذ أيام مضت اتخذ النظام الكوري الشمالي خطوة لم يسبق لها مثيل من خلال إطلاق صاروخ فوق جزيرة هوكايدو اليابانية، وجاء هذا الإطلاق بعد عدة تجارب صاروخية أخرى، والتقدم السريع في التكنولوجيا العسكرية الكورية الشمالية في الأسابيع الماضية، وفي صباح الأربعاء، أعلنت وسائل الإعلام في كوريا الشمالية أن الإطلاق "خطوة أولى" تجاه العمليات العسكرية في المحيط الهادئ، و"مقدمة هادفة" لاحتواء الأراضي الأميركية في جوام، مشيرة إلى الجزيرة باعتبارها "قاعدة متقدمة للغزو".
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية بيونغ يانغ ان كيم جونغ الذي كان حاضرا أثناء المناورة العسكرية أعرب عن "ارتياحه الكبير" أثناء إطلاق الصاروخ، وتم تصويره كيم يبتسم ويضحك أثناء الاختبار، فيما كان ترامب قد هدد بتصعيد الغضب ضد كوريا الشمالية ردا على تجاربها السابقة، لكنه تخلى مؤخرا عن خطابه؛ ففي أثناء تجمع لحزبه الأسبوع الماضي، قال الرئيس الأميركي لأنصاره أن السيد جونغ أون "بدأ يحترمنا".
وأعلن متحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية الأربعاء أن الرئيس مون جاى، ورئيس الوزراء اليابانى شينزو ابي، يعتقدان الآن انه "يجب رفع الضغط على كوريا الشمالية إلى الحد المسموح به حتى تجتمع طوعا إلى طاولة الحوار"، كما دعا السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، إلى "حدوث شيء خطير" فيما يتعلق بالنزاع، فيما صّوت مجلس الأمن الدولي بالفعل لفرض عقوبات على نظام كوريا الشمالية المعزول بقيمة مليار دولار، غير أن آخرين قد التزموا ضبط النفس، حيث كانت تصريحات وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس تتناقض مباشرة مع تغريدات ترامب، قائلا لمسؤولين كوريين جنوبيين "إننا لا نخرج أبدا عن الحلول الدبلوماسية".
ووصف وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إطلاق الصاروخ بأنه "عمل استفزازي" لكنه قال إن الولايات المتحدة ستواصل البحث عن حل سلمي مع النظام الكوري الشمالي، وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل "حملة ضغط سلمية". والتعاون مع الحلفاء والعمل على جلب بيونغ يانغ إلى طاولة المفاوضات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، إن الصين شهدت أيضا فرصة لإجراء محادثات سلام بالرغم من أنها اعترفت بان الأزمة "تقترب من منعطف حرج"، كما وصف السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا خطاب السيد ترامب بشأن الوضع "بالمثير للقلق"، ويبدو أن كوريا الشمالية قد تركت الباب مفتوحا لحل سلمي، كما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الثلاثاء أن "جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ستواصل مراقبة السلوك الأميركي كما تم الإعلان عنه بالفعل وستقرر الإجراءات المستقبلية وفقا لما يتراءى لها".