ويلينغتون ـ عادل سلامه
كشّف بيت بيردل (40 عامًا)، الجندي السابق في الجيش النيوزلندي، عن شعوره بوجود شيء ما خطأ، عند زيارته إلى نادي "بروس ريفل" خارج مدينة دنيدن الجامعية في نيوزلندا، حيث كانت الأعلام الكنفدرالية تصطف في خط مستقيم مع الجدران، ويتجول الأعضاء في ملابس مموهة وشارات مرتبة، موضحًا أن ما شاهده كان مروعًا ما دفعه إلى حث الشرطة المحلية على ضرورة التحقيق بشأن وجهات النظر المتطرفة للأعضاء، إلا أن نصيحته لم تجدي شيئًا.
واتُهم برينتون تارنت (28 عامًا)، أحد أعضاء نادي "بروس ريفل"، بقتل 50 مسلمًا في مذبحة مروعة في مسجدين في كرايستشيرش، وفي حين أن نيوزلندا تتمتع بسمعة طيبة في التسامح الديني، إلا أن حادث إطلاق النار الجماعي، الجمعة، سلط الضوء على الاتجاهات المتطرفة في البلاد.
اقرا ايضا :
قادة الإمارات يدعون العالم للتكاتف ضد الإرهاب ردًا على حادث نيوزيلندا
ويقول كلارك جونز، خبير الإرهاب في الجامعة الوطنية الأسترالية، "كان الهجوم في طور التجهيز منذ بعض الوقت"، مشيرًا إلى أنه يوجد في نيوزلندا حوالي 70 مجموعة يمينية نشطة، وكشف بريدل أنه زار نادي "ريفل" مرة واحدة لحضور مباراة بندقية، موضحًا أن أعضاؤه تحدثوا بجرأة عن استعدادهم للقتال، واصفًا إياهم بالمهووسين أصحاب الميول الانتحارية، وقال أحد الأعضاء لبريدل أنه يرغب في حمل سلاحه حول الجامعة التي كان يدرس بها، قائلًا، "الناس يحملون ألواح التزلج، ما الفرق إذن؟"، وأضاف الرجل لبريدل أنه بحاجة إلى الاستعداد من أجل هجرة الشعب المسلم، وأنه سيتم نشر الجيش في شوارع دنيدن لحمايتهم من الهجمات المتطرفة المتزايدة للمسلمين.
وأوضح بريدل أن رجلًا آخر، تحدث بشغف عن قاتل 35 شخصًا في مذبحة بورت آرثر عام 1996، أسوأ حادث إطلاق نار جماعي في أستراليا، وأضاف بريدل، "كنت طفلًا في السابعة عشر من عمري عندما وقع الحادث وأعيش في فكترويا في أستراليا، ولن أنسى أبدًا ما حييت رجلًا كان يتحدث عن فقدان زوجته وابنه، وحينها كنت أبكي من هول الواقعة، أما الرجل الذي تحدث معي عن القاتل فتحدث عنه كما لو كان بطلًا".
وأضاف أنه غادر النادي في وقت مبكر، وشعر أنه يجب عليه فعل شيء ما حيال ما رآه وسمعه، حيث نشر في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، منشورًا على صفحة النادي عبر الـ"فيسبوك"، مع لقطات من تفاصيل المواجهات الغريبة التي صادفها مع بعض الرجال في الحدث، واختتم منشوره بجملة "شعرت بالخوف حقًا"، واستجاب الناس سريعًا، فيما شبّه بريدل أعضاء نادي بروس بحادث "أراموانا"، وهو آخر حدث إطلاق نار جماعي في نيوزلندا عام 1990، والذي أودى بحياة 14 شخصًا.
وأفاد بريدل أنه أعرب عن مخاوفه إلى ضابطة محلية في مركز شرطة دنيدن، مضيفًا، "نهرتني على الفور وأخبرتني أنهم مجرد مجموعة من المضحكين فقط في النادي"، ولم يستطع متحدث باسم شرطة "دنيدن"، التأكيد بشأن تقارير وسائل إعلام محلية كانت تحقق في مزاعم بريدل.
ويعتقد بريدل أنه ربما كان ممكنًا منع مذابح "كرايست تشيرش"، إذا أخذت مخاوفه على محمل الجد، مضيفًا، "شعرت بالرعب والحرج عندما سمعت الخبر، كان ينبغي علينا فعل المزيد"، فيما أعرب سكوت ويليامز، نائي رئيس نادي "بروس ريفل"، عن رفضه القاطع لمزاعم وجود نوع من القومية البيضاء بين أعضاءه، وأغلق النادي حتى مستقبل قريب، الاثنين.
وتعهد رئيس الوزراء النيوزيلندي، جاسيندا أرديرن، بالكشف عن إصلاحات قوانين الأسلحة في البلاد خلال 10 أيام من المذبحة، بينما يقول بريدل إنه تأخر كثيرًا، مضيفًا، "لا يمكنك توقيف الجنون، ولكن إذا أزلت أداة القتل فيمكنك إنقاذ الأرواح"، وكشّف بريدل أنه تخلص من كافة أسلحته بعد مذبحة الجمعة، قائلًا، "لقد خذلنا جميعًا الضحايا كمواطنين نيوزلنديين".
قد يهمك ايضا
مقتل 8 مزارعين إثر استهداف الطائرات لقريتين في مقاطعة تشابارهار