الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

كشف تقرير سري بشأن الجهود الروسية للتأثير على انتخابات الرئاسة الأميركية، أن الجواسيس البريطانيين أبلغوا وكالة الاستخبارات عن القرصنة، وكانت الاستخبارات البريطانية على علم بالمشاركة الروسية منذ خريف 2015، بعد فترة من إحباط هجوم مماثل استهدف الانتخابات العامة في المملكة المتحدة، وأفاد خبير في الإنترنت اطلع على نتائج التقرير لصحيفة نيويورك تايمز: "نجح البريطانيون في اكتشاف القرصنة وربما تعرضنا لمثل ذلك في نفس الوقت".


وحاولت مجموعة قرصنة روسية باسم Fancy Bears عام 2015 عرقلة الانتخابات العامة في المملكة المتحدة من خلال استهداف كل خوادم وايت وول بما في ذلك وزارة الداخلية ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع وكل محطات البث التليفزيونية، إلا أن تم إحباط هذه المحولة بواسطة GCHQ، وأطلقت نسخة غير سرية من التقرير بشأن الجهود الروسية للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية الجمعة، وأشار التقرير إلى تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحًا أن: "روسيا لديها ميل واضح لفوز ترامب في السباق الرئاسي ضد هيلاري كلينتون"، ووصف التقرير التدخل الروسي بكونه الأكثر جرأة حتى الأن، وتعد الانتخابات المسألة الرسمية التفصيلية الأحدث حتى الأن للجهود الروسية لاختراق حسابات البريد الإلكتروني للجنة الوطنية الديمقراطية والديموقراطيين الأفراد وبينم جون باديستا رئيس حملة كلينتون.
وأوضح التقرير أن الحكومة الروسية قدمت رسائل البريد الإلكتروني لموقع ويكيليكس على الرغم من أن مؤسس الموقع جوليان أسانغ نفى حصوله على الرسائل التي نشرها من الحكومة الروسية، وأوضح التقرير أنه ربما تم تمرير الرسائل من خلال وسطاء، وذكر التقرير "نحن نقيم بثقة أن وكالة استخبارات GRU الروسية نقلت المواد التي تم الحصول عليها من DNC وكبار المسؤولين الديمقراطيين إلى ويكيليكس"، واستخدمت روسيا الدعاية التي تمولها الدولة ودفعت للمتصيدين لكتابة تعليقات سيئة على وسائل التواصل الاجتماعية، ويعتقد مسؤولو الاستخبارات أن موسكو ستقوم بتطبيق الدروس المستفادة من أنشطتها في الانتخابات لوضع بصمتها على الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة والدول الحليفة، وكان التقرير العام ينقصه التفاصيلا لسرية التي شاركها مسؤولو الاستخبارات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخميس.


وتبين السبت وضع الروسية الشابة "أليسا شيفتشينكو" على قائمة العقوبات من قبل البيت الأبيض بسبب مساعدتها في التدخل في الانتخابات الأميركية، حيث تم توظيف شيفتشينكو، وهي من القراصنة المهرة بواسطة إحدى الشركات الكبرى لتعقب نقاط الضعف في مجالهم الأمني على الإنترنت، وكان مفاجئا إدراج شركتها ضمن لائحة العقوبات الصادرة عن الحكومة الأمريكية الأسبوع الماضي وسط جنون العظمة بشأن التدخل الروسي المزعوم في فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وجاء في التقرير أن " شركة ZOR قدمت للاستخبارات الخارجية الروسية بالبحث والتطور التقني"، فيما زعمت شيفتشينكو أنها لم تنفذ أعمال لصالح الحكومة الروسية منتقدة إدراج الشركة على قائمة العقوبات.

 


وأوضحت شيفتشينكو في رسائل البريد الإلكتروني للغارديان أنه ربما تم خداع البيت الأبيض من خلال التزوير لتأطير الشركة أو تفسير الحقائق بشكل خاطيء، وتأتي هذه الأخبار بعد حضور بوتين عيد الميلاد الأرثوذكسي في دير سانت جورج في منطقة نوفغورود، وتحتفل الكنيسة احتفالا دينيا تبعا للتقويم اليوليوسي، وأضافت شيفتشينكو " يبدو أن القرصانة الشابة وشركتها العاجلة خيارًا مثاليًا لهذا الهدف، لكني لا أحاول الاختباء وأسافر كثيرًا وأنا شخص ودود يحب التواصل، والأهم من ذلك أنه ليس لدي أموال كبيرة أو سلطة أو اتصالات ورائي لأتجاهل هذا اللوم، ولذلك ربما يكون أي شخص".


وسخرت شيفتشينكو من المستوى الجنوني من الهيستريا من قصة القرصنة الروسية، فيما تجاهل ترامب تقرير المخابرات الذي زعم أن بوتين أثر على الانتخابات لمساعدته على الفور، وأعرب عن رفضه بلهجة شديدة بعد 10 دقائق من لقاؤه قادة الاستخبارات لمناقشة التدخل من قبل الكرملن، وشكت كلينتون خلال حفل ما بعد الانتخابات في ديسمبر/ كانون الأول من أن بوتين لديه شكوى ضدها نتيجة انتقادها للانتخابات التي أتت به إلى السلطة.