لندن - كاتيا حداد
أكّد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن بلاده لا يمكنها استقبال المزيد من اللاجئين القادمين من بلدان الشرق الأوسط التي مزقتها الحروب، في أعقاب تصريحات تفيد أنّ المجالس المنتشرة في أنحاء البلاد على استعداد لاستقبال آلاف آخرين.
ويعلم رئيس الوزراء ووزيرة الداخلية تيريسا ماي، أن الحكومة ستواجه الكثير من الضغوط بسبب قضية اللاجئين، فور استئناف عقد جلسات البرلمان الأسبوع المقبل، ولكن بعض كبار نواب حزب المحافظين صرحوا بأنهم يتوقعون عدول كاميرون عن موقفه على خلفية الصور المؤلمة للطفل الغارق الذي قذفت به الأمواج على الشاطئ في تركيـا. وبيّن رئيس الوزراء البريطاني، في تصريحات صحافية على هامش زيارته إلى نورثهامبتونشاير، أن أفضل الحلول لمواجهة هذه الظاهرة يتمثل في إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن حكومته استقبلت عدداً من طلبات اللجوء الحقيقية ممن كانوا يقيمون في مخيمات اللاجئين السورية والتي مازالت قيد البحث.
ومع تصاعد حدة الأزمة والتوتر السياسي بشأن قضية اللاجئين، يواجه كاميرون نداءات لبذل المزيد أكثر مما قامت به الكنيسة الكاثوليكية وأحد المتنافسين على زعامة حزب العمال. وأبرز الكاردينال فنسنت نيكولز، رئيس الكنيسة الكاثوليكية في إنكلترا وويلز أن ترك هؤلاء اللاجئين
يموتون ونرى جثثهم علي الشواطئ يمثل وصمة عار في ظل كون أوروبا من الأماكن الغنية، وأضاف أنه من الضروري وجود تحرك سريع وليس مجرد وضع حلول طويلة الأجل.
واتهمت وزيرة داخلية "حكومة الظل"، المرشحة لرئاسة حزب "العمال"، إيفيت كوبر رئيس الوزراء بأنه يدير ظهره لأسوأ أزمة للهجرة منذ الحرب العالمية الثانية، وتطرقت في اتهامها إلى الحديث عن الأمهات اللائي يحاولن إنقاذ أطفالهن من الغرق عندما ينقلب بهن القارب أثناء عبورهن البحر المتوسط، وكذلك الأشخاص الذين يتركون حتى يموتوا خنقًا على متن الشاحنات بسبب عصابات تهريب البشر، والأطفال الذين ماتوا غرقاً وقذفت بهم الأمواج نحو الشاطئ.
وحثت كوبر، وزيرة الداخلية على عقد مؤتمر يجمع قادة المجلس للوقوف على عدد اللاجئين الذي تستطيع السلطات المحلية استيعابهم، وأرسل زعيم حزب المحافظين في كنغستون كيفن دافيز إلى 50 من المجالس التي يقودها المحافظون يطلب منهم الاشتراك فيما تقوم به وكالة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل المساعدة في توفير سكن خاص للاجئين لمدة عام.
وأبدى كاميرون صراحة رغبته في عدم الانضمام إلى أي برنامج يهدف إلى إعادة توطين اللاجئين في أوروبا، إذ يشعر بأنه إذا تورط في مخطط واسع النطاق، فإنه سيكون بمثابة نقطة جذب لمهاجرين آخرين، ومن ثم سيستحيل تحديد المهاجرين لأسباب اقتصادية عن هؤلاء اللاجئين الحقيقيين.
وأضاف أن بريطانيا تركز على تحقيق حالة الاستقرار وتحسين أوضاع البلدان القادم منها اللاجئون، منوهاً بما قامت به حكومته من إجراءات من أجل تحسين الوضع الأمني في ميناء "كالييه" الفرنسي.