دمشق - نور خوام
زعم الرئيس السوري بشار الأسد أن الضربات الجوية للتحالف في بلاده تجعل "داعش" أقوى وتزيد من التجنيد لصالح الجماعة، حيث وصف الأسد خلال مقابلة له في دمشق التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بكونه يدعم المتطرفين، مضيفًا أن السلام سيعم سورية خلال أشهر إذا توقف التحالف عن القصف.
وأشاد الأسد بالضربات الجوية الأخيرة لحليفته روسيا التي ضاعفت ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة، يث جاءت تصريحات الأسد بعد أن زعم الصحافي الفرنسي والرهينة السابق لدى "داعش" نيكولا هينان بأن التفجيرات تقود المزيد من الناس للانضمام إلى "داعش"، وظل هينان أسيرا لدى "داعش" لمدة عشرة أشهر، زاعمًا بأن الضربات الجوية على سورية هي فخ، موضحًا أن زيادة التفجيرات تدفع الناس للانضمام إلى "داعش"، كما دعا الغرب للانتصار على السوريين.
وأضاف السيد هينان "لماذا نرتكب العديد من الأخطاء بشأن المنطقة، نحن نغذى أعدائنا، والضربات ضد "داعش" هي مجرد فخ، وبمجرد أن يجد الناس حلا سياسيا ستنهار "داعش"".
وذكر الرئيس الأميركي أوباما أمس أنه لا سلام في سورية إذا بقي الأسد في السلطة، حيث تحدث الأسد للتليفزيون التشيكي قائلا "منذ بداية ضربات التحالف الذي تقود الولايات المتحدة وإذا كنت ترغب في الحديث عن الحقائق وليس الرأي، نجد أن "داعش" قد توسعت منذ بداية ذا التحالف وزاد تجنيدها للكثيرين من جميع أنحاء العالم".
وأجاب الأسد عند سؤال عما يجلب السلام إلى سورية "عندما تتوقف الدول المشاركة في التحالف ومنها فرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة ودول أخرى عن دعم المتطرفين، وفى اليوم التالي سيكون الوضع أفضل وخلال أشهر قليلة سيكون لدينا سلام شامل في سورية بالتأكيد إذا توقفوا".
ووصف الأسد الوضع بكونه محزن، موضحًا أن الطريقة الوحيدة التي تجعله يتنحى هي أن يخسر في الانتخابات المقبلة، مشيرًا فيما يتعلق بالعلاقات التركية الروسية وحادث إسقاط طائرة روسية قرب الحدود التركية السورية إلى أن الرئيس التركي أردوغان يلعب بالنار، مضيفا "أعتقد أن اسقاط الطائرة كان بنية حقيقية من أردوغان ، دعنا نقول أنه فقد أعصابه لأن التدخل الروسي غيّر التوازن على الأرض، لذلك فإن فشل أردوغان في سورية وفشل جماعاته المتطرفة يعنى موته السياسي".
وجاءت المقابلة في ظل حث وزير "الخارجية" الأميركى جون كيري حلف الناتو على تكثيف القتال ضد "داعش" في إطار قيادة واشنطن للحملة العسكرية ضد التنظيم المتطرف، لكنه أوضح أن جود الوساطة الدولية التي تضم روسيا وإيران كمؤيدين للأسد تدرك ضرورة المحافظة على الدولة السورية وخدماتها الأساسية مثل الصحة والتعليم.
وأضاف كيري خلال اجتماعه في بروكسل "دعوت دول حلف الناتو لتكثيف الدعم للقتال ضد "داعش" وضرب معاقل التنظيم في العراق وسورية"، وفى الوقت نفسه يحث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأربعاء البرلمان للموافقة على الضربات الجوية البريطانية ضد "داعش" في سورية، حيث يأتي هذا بعد أشهر من الجدل الدائر عما إذا كان دعم نواب حزب العمال يكفي لدعم العمل العسكريين ضد سورية.
وذكر كاميرون خلال بداية النقاش الذي استمر لمدة 10 ساعات "إن التهديد حقيقي جدا، ويصبح السؤال هل نعمل مع حلفائنا لتدمير هذا التهديد ونطارد هؤلاء المتطرفين في معاقلهم حيث يخططون لقتل الشعب البريطاني أم نجلس وننتظرهم حتى يأتوا إلينا".
وواجه كاميرون نقدًا من المعارضة في صفوف حزبه بعد التقارير التي أشارت إلى أنه حث حزب "المحافظين" في اجتماع خاص الثلاثاء بعدم التصويت مع زعيم حزب "العمال" جريمى كوربين وحفنة من المتعاطفين مع المتطرفين.