واشنطن - يوسف مكي
غادر الكاتب الصحفي الغاضب أورين جونز مناقشة تليفزيونية على قناة سكاي نيوز حول مجزرة نادي أولاندو لمثلي الجنس بعد العراك مع المضيف والضيف الآخر حول دوافع المسلح "عمر متين", حيث كان جونز يناقش إطلاق النار على ملهى "بالس" الليلي في أولاندو والذي تسبب في قتل 50 شخصًا و53 مصابًا على الأقل في إطار استعراض الأحداث على سكاي نيوز الليلة الماضية، لكنه غضب بشكل كبير بسبب اتجاه المضيف مارك ونغهرست والزميلة الضيفة جوليا هارتلي إلى استبعاد كون الهجوم على المثليين، فيما وصف جونز المعلق السياسي وناشط حقوق المثليين المجزرة بكونها هجوم إرهابي على المثليين فيما اختلف معه المذيع والضيفة الصحفية هارتلي.
وتصاعدت حدة التوتر بعد مقارنة الهجوم بالهجمات على قاعة باتكلان للحفلات الموسيقية في باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني ما أودى بحياة 90 شخصا وهو ما دفع جونز إلى خلع الميكرفون الخاص به ومغادرة المناقشة، وتبع الواقعة 57 شكوى إلى هيئة الرقابة الإذاعية اوفكوم بأن هارتلي كانت هجومية على قضايا المثليين على جونز، وكان الثلاثة يتحدثون عن التغطية الصحفية لهجوم الأمس عندما قالت هارتلي " من الواضح أن هناك سؤال حول ما إذا كان هناك جريمة كراهية أو أنه تم القيام بهذا الشيء باسم الدين"
وأضاف جونز " إنهم الإثنان على حد سواء على ما يبدو أن هذا الرجل رأي رجال يقبلون بعضهم البعض وغضب من ذلك فهناك أشخاص يغضبون من وجد مثلي الجنس وهاجمهم بما يحمل من تعصب وكراهية لأنه يكره مثلي الجنس، إنه يكره المثليين والمثليات وكان لديه سلاح وبسبب قوانين السلاح في أميركا استخدمه لقتل الأشخاص المثليين، لنكن واضحين إذا ذهب هذا الشخص إلى كنيسة يهودية وقتل اليهود كنا سنصف الواقعة بما هي عليه، ولكن هذا الشخص هو إرهابي كاره للمثليين، في قناة مثل سكاي نيوز وغيرها لم أرى الكثير من الأصوات المثلية، علينا أن ندرس أن المثليين لشاهدون ذلك في كل مكان، ويعد ذلك من أسوء الفظائع التي حدثت ضد المثليين والمثليات في العالم الغربي ويجب تسميتها بما هي عليه بالفعل".
والمتطرف عمر متين (29 عامًا) من بورت سانت لوسي في ولاية فلوريدا كان يضحك وهو يمطر وابلا من الرصاص على النادي المزدحم قبل أن يُقتل بواسطة فريق SWAT بعد ساعات من شن مجزرة مروعة ببندقية هجومية ومسدس تم شراؤهم بشكل قانوني، وعلى الرغم من أن المسؤولين الأميركيين لا يعرفون عما إذا كان الهجوم موجهًا من قبل داعش إلا أنه متين استوحى هجومه من التنظيم الغرهابي وقام مكتب التحقيقات الفيدرالية بالتحقيق مرتين في صلته بالإرهاب، وكان يحضر إلى نفس المسجد باعتباره انتحاري أميركي، وكشف والده صديق مير متين عن ضيق ابنه مؤخرا عندما رأى رجلين يقبلان بعضهما البعض في ميامي مشيرا إلى صلة ذلك بالهجوم.
واتهم جونز هارتلي ونغهرست بمحاولة تشتيت عنصر كراهية المثليين في الهجوم موضحا أن ونغهرست لم يفهم الأمر لأنه ليس مثلي الجنس، وعندما قالت هارتلي " أعتقد أن المسلح كان سيهاجمني على قدم المساواة باعتباري إمرأة"، فيما رد جونز " أسف هذا أكثر شئ مدهش لي عن أي وقت مضى على شاشات التليفزيون، إذا ذهب المسلح إلى كنيسة يهودية وقتل الشعب اليهودي لن تقولين ما قلته الأن، كنت ستتحدثين عن الأمر بمثابة هجوم معاد للسامية، لقد كان هذا هجوما متعمدا على المثليين".
وعندما ذكر ونغهرست في وقت لاحق متحدث باسم جماعة حقوق المثليين ""ستونويل قائلا أن الناس يشعرون بالحساسية حيال الأمر أجاب جونز قائلا " سوف تسمح لصوت المثليين بالحديث عن الأمر، إنه أمر مثير للاهتمام"، فيما افادت هارتلي " أوين يأخذ الأمر على محمل الجد"، وحينها خلع جونز الميكروفون ووقف قائلا " لدى ما يكفي من هذا سأذهب إلى منزلي، أسف"، بينما واصل مقدم البرنامج المناقشة حول تغطية الصحف لحادث القتل دون جونز، وذكر متحدث باسم أوفكوم لجريدة ديلي ميل " سنقيم هذه الشكاوي قبل البت في التحقيق أم لا"، وأوضح جونز هذا الصباح أن قراره بمغادرة المناقشة كان رد فعل غريزي بسبب الموقف غير السار الذي تعرض له، مؤكدا في تغريدة على تويتر أن المجزرة كانت جريمة كراهية للمثليين بالإضافة إلى كونها هجوما إرهابيا، وطالب من أتباعه عدم توجيه أي إساءة لهارتلي، وكتب جونز " شكرا لتعليقاتكم الجميلة ولكنه كان في الحقيقة رد فعل غريزي عن الحالة غير السارة التي تعرضت لها ، حادث أورلاندو كان حادث إرهابي وهجوم بسبب كره المثليين وهذه هي الحقيقة وليست صعبة".
وأوضحت هارتلي في مناقشة لها الليلة الماضية على توك راديو هذا الصباح للمستمعين أنها استقبلت طوفان من الاعتداء على تويتر بعد انسحاب جونز من المناقشة، وأضافت هارتلي " كنت على سكاي نيوز الليلة الماضية أناقش الحادث مع ناشط حقوق المثليين البارز أوين جونز وهو شخص أعتبره صديق جيد وعملنا كثيرا معا، لقد أمضيت معظم الليلة في تلقي إساءات من الناس الذين وصفوني بأني كارهه للمثليين، وبالطبع هو هجوم مروع على المثليين ولكني لم استخدم الكلمات بشكل منضبط، ولكن هناك نقطة صغيرة هنا وهو أننا نعيش في بلد حر ولسنا نعيش تحت حكم الدولة الإسلامية، وأنا كامرأة يحق لي التحدث عن مذبحة قٌتل فيها بشر سواء كانوا نساء أم رجال أميركيين أو بريطانيين سود أو بيض أو أي شئ".
وتابعت هارتلي " سأستمر في قول ما أريد وما أعتقد ما دمت أتنفس، ولن يخبرني أحد بأنه غير مسموح لي قول ما أريد لأنني أتبع الجنس الخطأ أو اللون الخطأ أيا كان، لكني سأستمر في قول ما أعتقد لأنني أعيش في بلد غربي ديمقراطي حر ولا يلقون المثليين من أعلى المباني ولا يواجهون المثليين مجازر أو هجوم إرهابي مثل هذا، لطبع يشعر غالبية الناس بالرعب وحينها لن يخبرني أحدهم بما يمكنني أن أقول وما لا يمكنني أن أقول لأننا لا نعيش تحت حكم داعش".