واشنطن ـ يوسف مكي
قُتل عدد كبير من العاملين في وسائل اعلامية بطرق مختلفة. فقد تم اغتيال روبن بات، بإطلاق النار عليه خارج حانة مكسيكية. وأصيب ياسر مرتجى برصاصة من قناص في الجيش الإسرائيلي. وتعرضت فيكتوريا مارينوفا للضرب والاغتصاب والخنق. وقتلت سيارة مفخخة دافلي كاركونا في مالطا. وجميع هؤلاء كانوا صحفيين يعملون في مؤسسات إعلامية مختلفة.
أقرأ ايضًا الخارجية التركية تطلب من خليفة زيارتها لبحث مصير الخاشقجي
وذكرت صحيفة "يو إس أيه توداي" الأميركية، أن مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول، داخل القنصلية السعودية في أسطنبول، أثار غضبا دوليا، ولكن هناك ما يثير القلق العام أيضا، حيث تبين أن عام 2018، كان أسوأ عام على الإطلاق بالنسبة للعنف والإساءة ضد الصحافيين، وفقًا لتقرير نشرته منظمة "مراسلون بلا حدود"، يوم الثلاثاء.
وانضمت الولايات المتحدة للمرة الأولى، إلى صفوف الأماكن الخطرة على الصحافيين، مما شكل صدمة للأميركيين. ويكشف التقرير السنوي الذي أصدرته منظمة "مراسلون بلا حدود"، (هيئة رقابة إعلامية مقرها في العاصمة الفرنسية باريس، تدافع عن الحريات السياسية)، عن ارتفاع ملحوظ في العداء تجاه العاملين في وسائل الإعلام حول العالم. ووجد التقرير أن 80 صحفيا على الأقل قتلوا هذا العام، في حين يقبع 348 في السجن حاليا، 60 منهم محتجزون كرهائن. وقد أرتفع عدد القتلى من الصحافيين بنسبة 8%، منذ عام 2017، بعد تراجع النسبة لثلاث سنوات متتالية، علماً بأن المنظمة تصدر هذا التقرير السنوي منذ عام 1995.
وقال كريستوف ديلوار، السكرتير العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود": "تم تسجيل الأصوات الكارهة للصحافيين، وفي بعض الأحيان يتم الإعلان عن هذه الأصوات علانية، من قبل السياسيين عديمي الضمير، ورجال الدين، والأعمال، وكل ذلك له عواقب وخيمة على أرض الواقع، وعُكس ذلك في الزيادة المقلقة في الانتهاكات ضد الصحافيين."
وكانت أفغانستان من بين مناطق الصراع الأكثر فتكا وخطورة على الصحافيين في العالم خلال عام 2018، حيث قتل فيها 15 صحافيا. تليها سورية التي سجلت مقتل 11 صحافيا، أما المكسيك، 9 صحافيين، وهي أكثر الدول دموية بالنسبة للصحافيين خارج منطقة الصراع.
ومع ذلك، لأول مرة أدرجت الولايات المتحدة بين الأماكن الأكثر خطورة بالنسبة للصحافيين في العالم، بسبب إطلاق النار على خمسة من العاملين في صحيفة "ذي كابيتال غازيت"، وهي صحيفة محلية في "انابوليس" بولاية "مريلاند".
وضايق مرتكب الهجوم، غارودوس راموس، الصحيفة لمدة ست سنوات على موقع "تويتر"؛ لنشرها مقال ذُكر فيه اسمه، قبل أن يقرر الدخول إلى غرفة الأخبار، وإطلاق النار على من بداخلها، في يونيو/ حزيران. وكان هذا الهجوم هو الأكثر فتكا وخطورة في تاريخ الهجوم على وسائل الإعلام في الولايات المتحدة، في التاريخ الحديث. كما قتل مراسل تلفزيون محلي، ومصور أثناء تغطيتهما لأعصار "ألبرتو"، حيث سقطت شجرة عليهما. ومنذ عام 1992، قتل 11 صحافيا في الولايات المتحدة، أثناء تأدية عملهم، وفقا لـ"لجنة حماية الصحافيين"، كان ثمانية منهم مستهدفين.
وأساء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الى وسائل الإعلام، حيث في الغالب يهاجمها من على موقع "تويتر"، واصفا أخبارها "بالمزيفة وعدوة الشعب الأميركي".
واتهم مسؤولو الاتحاد الأوروبي، بأنتظام رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، وهو يميني متطرف، بتضليل وسائل الإعلام، ونشر معلومات مضللة، كما أشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الصحافيين منتقديه، بأنهم متطرفون. وفي الفلبين، وصف الرئيس رودريغو دوتير، الصحافيين بـ"الجواسيس".
ووصل عدد الصحافيين المحتجزين في العالم نهاية هذا العام إلى 348، مقارنة بـ 326 في هذا الوقت من العام الماضي، أكثر من نصفهم محتجز في خمس دول، وهي الصين وإيران، والمملكة العربية السعودية، وتركيا ومصر، وكما هو الحال تظل الصين هي أكبر سجن للصحافيين في العالم، وتحتجز حاليا 60 صحافيا.
ويبلغ عدد الصحافيين المحتجزين كرهائن 60 صحافيا، وهو أعلى بنسبة 11% مقارنة بنفس الوقت من العام الماضي، واحد منهم في أوكرانيا، وهو ستانيسلاف أسييف، والباقي في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا سورية والعراق واليمن.
واختارت مجلة "تايم" الأميركية الصحافي السعودي المغدور جمال خاشقجي، وموظفي ذي كابيتال غازيت، كشخصية عام 2018، نظرا للهجوم عليهم لمكافحتهم "الحرب على الحقيقة".
وقد يهمك ايضًا
تركيا تبدأ تحقيقًا رسمياً في قضية اختفاء خاشقجي على أرضها
"نيويورك تايمز" تكشف لمحتوى المكالمة التي اعتبرتها تركيا دليلاً في قضية خاشقجي