لندن - ماريا طبراني
كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، عن رواتب الصحافيين الكبار العاملين لديها، الأربعاء، وهو ما كشف عن فجوة هائلة بين ما يتقاضاه الرجال والنساء، وأوضحت الهيئة، التي بدأت عملها قبل 95 عاماً، أن مقدّم البرامج الإذاعية والتلفزيونية كريس إيفانز الذي قدم موسمًا واحداً، يتصدر القائمة براتب يصل إلى 2.25 مليون جنيه إسترليني "3.3 مليون دولار أميركي" وفي المقابل، فإن المرأة الأعلى دخلاً في "بي بي سي"، هي مذيعة البرامج الترفيهية كلاوديا وينكلمان، التي جنت أقل من نصف مليون جنيه إسترليني نظير عملها في برنامج "ستريكتلي كوم دانسينغ" وغيره..
وتتعرض "بي بي سي" إلى ضغوط عدّة منذ سنوات للكشف عن أصحاب الأعلى دخلاً بين صحافييها، وكان التزامها نشر أسمائهم ضمن أحدث تسوية قانونية لها مع الحكومة وتستمر 10 سنوات
وأكذدت الناطقة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أنها سعيدة بقرار "بي بي سي"، بنشر رواتب كبار الصحافيين العاملين لديها، مشدّدة على ضرورة سد الفجوة في الأجور بين الرجال والنساء، ومنوّهة إلى أن ماي ترغب في أن تستمر "بي بي سي" في نشر المعلومات عن الأجور بعد تعرضها إلى ضغوط للكشف عن كيفية إنفاقها رسوم المشاهدة التي تتلقاها، "نحن مسرورون للغاية، لأن "بي بي سي" نشرت هذه المعلومات اليوم"، كما قال المدير العام توني هول، إنه "عرض معلومات مثير للاهتمام بما يتعلق بالفجوة في الأجور بين الجنسين والتي يرغب في معالجتها، كما إننا متفقون على أننا جميعاً نريد معالجتها ونعتقد أن النشر أداة مهمة للغاية لتحقيق ذلك".
وتلعب "بي بي سي" دوراً محورياً في الحياة العامة في بريطانيا، إذ تعرض حفلات الزفاف الملكية والأحداث الرياضية وتنقل الأخبار المحلية والمسلسلات الشهيرة على قنواتها التلفزيونية ومحطاتها الإذاعية ومواقعها الإلكترونية، وأشارت الهيئة إلى أن 96 من العاملين لديها يتقاضون حالياً رواتب تفوق 150 ألف جنيه استرليني “195555 دولارًا أميركيًا” سنوياً، الأمر الذي يساعدها في المنافسة على المواهب الصحافية الكبيرة مع منافسيها مثل قنوات "آي تي في سكاي"، وشركات مثل "غوغل" و"آبل"، وحوالي ثلثي الأعلى دخلاً في "بي بي سي" من الرجال، وكشفت رواتب كبار الصحافيين عن تفاوت مماثل، إذ يحصل مذيع النشرة المسائية الرئيسة على راتب أكبر من زميلته التي تقدم النشرة ذاتها بحوالي 200 ألف جنيه إسترليني، وقال هول "إننا هيئة بث عالمية ونريد توظيف النجوم، نريد توظيف أفضل المذيعين والمراسلين، إننا في سوق وهي سوق تنافسية".
ووعد هول بتحقيق المساواة في ظهور الرجال والنساء في برامج البث المباشر وفي الرواتب بحلول عام 2020، جدير بالذكر ان التقرير، الذي نُشر أخيرًا، يتضمن أي راتب يزيد على 150 ألف جنيه إسترليني سنوياً، وتصدر القائمة خلف إيفانز كل من غاري لينيكر براتب سنوي بلغ مليوناً و750 ألف جنيه إسترليني تقريباً، ثم غراهام نورتون بنحو 850 ألف جنيه إسترليني، ثم حل رابعاً جيريمي فاين براتب 700 ألف جنيه إسترليني، وفي المركز الخامس، جاء جون همفريز بنحو 600 ألف جنيه إسترليني سنوياً، ثم جاء سادساً هاو إدواردز براتب 550 ألف جنيه إسترليني تقريباً، قال المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية توني هول، إن النسبة تشير إلى الحاجة لاتخاذ "مزيد من الإجراءات وبوتيرة أسرع"؛ لمعالجة قضية المساواة بين الجنسين، لكنه شدد على أن ""بي بي سي" تسير بوتيرة أسرع من أي مؤسسة إعلامية أخرى".
وقالت وزيرة الثقافة البريطانية كارين برادلي، إن نشر رواتب نجوم "بي بي سي" الذين يتقاضون أكثر من 150 ألف جنيه إسترليني سنوياً سيضع "بي بي سي" "في مستوى الشفافية نفسه المطبق في هيئات الخدمة المدنية"، من الصعب ألا تشعر ببعض التعاطف مع هيئة الإذاعة البريطانية، لكن اظهار تلك الرواتب قد يثبت جدواها، فأي شخص يريد أن يفهم كيف يحرج الإذاعة الكشف عن الأجور في البي بي سي يجب ان يرجع إلى برنامج يوم الأربعاء، الذي بث قبل ساعات عندما حاول المدير العام، توني هول ان يفسر لميشال حسين، أن موضوع الرواتب كان معقد،
وأشار التقرير إلى أن الوظائف التي لا تلتزم بالتسلسل الهرمي الصارم تميل إلى زيادة الأجور ليس فقط على أساس الاداء ولكن عادة لأنها تميل إلى المنافسة، تعتبر الفجوة في الأجور بين الجنسين في هذا البلد هي 18.1%، وحتى عندما يكون العمال غير المتفرغين “الذين هم، مثل النساء في وظائف منخفضة الأجر، من النساء بأغلبية ساحقة”، فإن الفجوة تبلغ 9.4%، وتغيرت قليلا من الفجوة البالغة 10.5% قبل 5 سنوات، وقد قدر أحد الخبراء الاستشاريين أن الفجوة في الأجور لن يتم القضاء عليها حتى عام 2069 - أو بعد 99 عاما من قانون المساواة في الأجور، وابتداء من نيسان / أبريل الماضي، تشترط تشريعات الإبلاغ عن الأجور بين الجنسين على أرباب العمل الذين يتقاضون 250 موظفا أو أكثر أن ينشروا حسابات قانونية كل سنة تبيّن مدى الفجوة في الأجور بين موظفيهم من الذكور والإناث، وقال هول، الذي عيّن عددًا من النساء أكبر من الرجال في وظائف ذات أجور عالية في السنوات الثلاث الماضية، إنه ملتزم بسد الفجوة بحلول عام 2020.