الإعلامية والناشطة بثينة حمدان

أكدت الإعلامية الفلسطينية والناشطة النسوية بثينة حمدان، أن الإعلام الفلسطيني لا يقوم بواجبه تجاه محاربة ظاهرة جرائم القتل بحق النساء، التي تتم على خلفية ما يُسمى بـ"شرف العائلة". وجاء حوار "مصر اليوم" مع الناشطة بثينة حمدان، عقب الكشف عن جريمة قتل لفتاة معاقة جنوب الضفة الغربية على يد والدتها، وذلك في ظل تسريبات بأنها قُتلت بتهمة "الحمل غير الشرعي"، في حين يتواصل التحقيق في تلك الجريمة التي وقعت الخميس الماضي.. وإليكم تفاصيل الحوار:
- كإعلامية فلسطينية وناشطة نسوية كيف ترين دور الإعلام الفلسطيني في محاربة ظاهرة جرائم القتل على خلفية ما يُسمى "شرف العائلة"؟
* في الحقيقة دور الإعلام الفلسطيني في هذا المجال ضعيف جدًا، ولا يكاد يتعدى نقل الخبر، وأحيانًا كثيرة من دون تفاصيل أو بتفاصيل غير دقيقة، بينما يجب البحث أكثر في القضية، والتأكد من ماهيتها وأسباب القتل حين تكون واضحة، ومتابعة القضية، وهذا ما لا يحدث في فلسطين، لا يوجد متابعة لخيوط القضية أبدًا.
- ما هو تقييمك لدور وسائل الإعلام الفلسطينية في معالجة القضايا الاجتماعية؟
* لا يقوم الإعلام كما سبق وذكرت بدوره في القضايا الاجتماعية، فهناك القليل ممن يبحثون عن هذه القضايا رغم أنها مقروءة ومطلوبة من الجمهور، وتساعد في تغيير الكثير من الأفكار، لكن للأسف المؤسسات الأهلية سواء نسوية أو شبابية لا يوجد ضمن برامجها خطة لتفعيل هذا الجانب إعلاميًا.
- كيف تقيمين دور المرأة في العمل الإعلامي الفلسطيني وما هي نسبة مشاركتها؟
* هناك إعلاميات يقمن بأدوار عظيمةـ ويعملن ضمن مناصب قيادية، لكن ومثل كل المجالات، هن قليلات، ويعملن بشكل فردي وليس جماعي لدعم قضية المرأة، ولدينا رئيسات تحرير ومراسلات لأشهر الفضائيات يعملن في أصعب الظروف، ولدينا مخرجات برامج تلفزيونية وكاتبات بأقلام مميزة ومؤثرة، لكنهن قلائل، وكذلك الأمر بالنسبة للرجال رغم عددهم الكبير إلا أن المؤثرين والفاعلين منهم في صحافتنا المحلية على وجه الخصوص قلائل، وذلك لأن المناخ المحلي والإمكانات لا تدعم وجود إعلام قوي.
- ما هي حيثيات آخر جريمة قتل شرف وقعت في الأراضي الفلسطينية؟
* ليس لدي تفاصيل أكثر مما ورد في الإعلام، لكن من المؤسف أن يرتبط الشرف حتى مع إنسانة معاقة، ومن المؤسف أكثر أن جهد المؤسسات النسوية والحكومية لم تستطع رغم مرور عشرات السنين على إنشائها تغيير هذا الواقع وهذه الأفكار.
- إلى أين وصلت الجهود النسوية في دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إصدار قانون للحدّ من ارتكاب جرائم "شرف العائلة"؟
* الموضوع شائك، ومعلق لدى الرئيس، ومن جهة أخرى لم تقم المؤسسات النسوية بنشاط ضاغط حقيقي للضغط على الرئيس نحو التغيير، والموضوع عمل جماعي وليس فقط مؤسسات نسوية أو مسيرة هنا ومسيرة هناك.
- ما هي حصلية جرائم القتل في السنوات الأخيرة؟ وما هي الاحكام الرادعة التي صدرت بحق من ارتكبها؟
* حتى شهر أيار/مايو الماضي، هناك 16 امرأة قُتلت لأسباب جنائية أو غير معروفة خلال العام الجاري، خمس منهن في قطاع غزة، و11 في الضفة، منهن من قُتلت على خلفية ما يُسمى "شرف العائلة" او أخطاء طبية أو نزاع عائلي أو انتحار أو أسباب غير معروفة، حتى الآن يوجد 9 نساء قُتلن على خلفية قضية "شرف العائلة" منذ بداية العام الجاري، أي بمعدل قتل امرأة كل شهر، ولا يوجد أحكام رادعة، بل هناك قانون يُشجع على القتل، ويُخفف عن القاتل عقوبته، للأسف، جرائم القتل على خلفية "شرف العائلة" تتواصل بمعدل جريمة كل شهر والإعلام الفلسطيني لا يقوم بواجبه للمساهمة في وقف هذه الظاهرة الخطرة.
يُشار إلى أن بثينة عبدالمنعم محمد حمدان، كاتبة فلسطينية من قرية عنابة، قضاء مدينة الرملة لواء مدينة اللد، اهتمت بمشاكل المرأة فكتبت عشرات التحقيقات في صحيفة "صوت النساء" التي يصدرها طاقم شؤون المرأة، ومقره رام الله، وتوزع مع جريدة "الأيام" الفلسطينية، وكتبت عددًا من المقالات والقصص الصحافية في جريدة "الحياة الجديدة"،فلسطين، وجريدة "الحال" الصادرة عن معهد الإعلام في جامعة بيرزيت، وعلى شبكة "معًا"، وعملت مراسلة لجريدة "القبس" الكويتية في فلسطين في مجال القصص الصحافية والإنسانية، وحاليًا تكتب سلسلة مقالات تبحث في إنجازات الوزارات الفلسطينية، وأولها وزارة شؤون المرأة، كمحاولة للضغط أكثر لإنجاز بعض القوانين الخاصة بالمرأة، والتي لم ينجز أي منها على مدى 15 عامًا، ومحاولة لتحسين أداء المؤسسة الحكومية.