باريس -صوت الامارات
اتجهت الأميرة ديانا إلى المعالجين والغرفة الاستشارية السرية، عندما بدأ زواجها في الانهيار، وقضت سنوات تبحث عن إجابات، وتسعى جاهدة إلى الراحة. وجاءت الراحة من خلال جولة لا نهاية لها مع العلاجات التي أصبحت تشمل التنويم المغناطيسي، والوخز بالإبر، وتدليك الأنسجة العميقة، وكانت تستخدم الوخز بالإبر مرتين في الأسبوع، مع الدكتورة ليلي هوا يو، في عيادة "أكوميديك"، شمال لندن.
وقالت الطبيبة لو، البالغة من العمر 63 عامًا، والتي تحاضر في الطب الصيني: "أتذكرها تقول لي في أكثر من مناسبة أن الرجال لا يحبون النساء العصبية، وتمننت لو لم تكن عصبية، شعرت أن هذا هو السبب في فشل زواجها، قالت لي إنهًا غالبا ما تنفجر في البكاء وتفقد أعصابها إذا كانت لديها مشكلة، وعلى الرغم من ذلك، قالت إن الوخز بالإبر لن ينقذ زواجها إلا إذا كانت أكبر سنًا وأكثر حكمة.
واشارت الطبيبة إلى أن ديانا كانت تلعب الملاكمة، في محاولة منها لتخفيف توترها، حيث كان يزورها مدرب كل أسبوع. وكشف الأمير هاري، 32 عامًا، عن أنه كان يبحث عن طرق لمواجهة التوتر المستمر بعد موت والدته، فقام بالتدرب على تلك اللعبة، حيث كان يقول إنها وسيلة جيدة. وقال معلم العلاقات العامة، ديفيد وين مورغان": "تاثرت ديانا كثيرًا بالطريقة التي كانت تصورها بها وسائل الإعلام".
وقبل شهر واحد فقط من وفاتها، عام 1993 في سن الـ84، ذهبت جدة ديانا، روث فيرموي، وكانت شخصية موالية للملكية بشكل كبير، ومن أقرب الشخصيات للملكة الأم، إلى كل من الملكة والأمير تشارلز للاعتذار عن سلوك ديانا، وللاعتذار أيضًا عن فشلها في تحذير ونصح حفيدتها. وتلقت فيرموي خطابات، في وقت سابق، من الأمير تشارليز بشأن تدهور علاقته بديانا، وكتب لها أيضًا عن المشاكل التي تواجهها، لذلك يمكن للقارئ أن يفهم محنة ديانا وخوفها في هذا الجو الحساس الذي يمكن أن يعيد التاريخ العائلي نفسه فيه، فديانا، مثل والدتها، قد تفقد أطفالها بسبب الانفصال عن الأمير تشارليز، حيث إن والدتها، فرانسيس تشاد كيد، خسرت أبناءها ولم تستطع الاجتماع بهم حينما انفصلت عن جون سبنسر، والد الأميرة ديانا، وكانت ديانا تعلم أن فيرموي قدمت أدلة في المحكمة ضد ابنتها لصالح زوجها السابق، ساعدته على فصل أبنائه عن الأم، كما كانت تعلم أن تلك الجدة لا تمل من دعمها للعائلة الملكية.
وأشار تقرير لصحيفة "ديلي ميل" إلى أن الرسائل التي أعرب فيها الأمير تشارلز عن آلامه مع زوجته لجدة ديانا لن تظهر أبدًا، حيث طلبت الجدة من ابنتها أن تحرقها أمام عينيها قبل وفاتها. وقالت الابنة عن ذلك: "حافظت أمي على جميع الرسائل في مكان آمن في شقتها، وقبل أن تتوفى، في عام 1993، طلبت مني أن أحرقها، وهو ما فعلته". وفي الوقت الذي فقدت ديانا فيه التعاطف العائلي، لفت التقرير إلى مشاهد توديع جثمان أميرة ويلز الراحلة، وكيف كان جثمانها مغطى بالورود ومحمولاً بين حشود من المواطنين ويجوب شوارع لندن، حتى تم دفن الأميرة الراحلة، مؤكدًا أن الجميع شعر لحظتها بأن هناك شيئًا تم فقدانه، وكان المشهد بمثابة توديع لسنوات الأميرة ديانا التي أحبها الناس لدرجة أن عشرات الآلاف تقاطروا توجهوا إلى لندن لتشييع جثمان امرأة لم يروها وجها لوجه ولو لمرة واحدة، كما أضاف التقرير أن ديانا كانت في وقت ما تشكل خطرًا على الأسرة المالكة البريطانية، حيث إن شعبية الأسرة المالكة كان في أدنى مراحلها خلال السنوات التي خاضت فيها صراعًا مع ديانا، لأن المواطنين كانوا في الغالب في جانب الأميرة الراحلة.
وجدير بالذكر أن التسجيلات التي تذيع فيها الأميرة ديانا أسرارها كانت في الأصل حوارًا عن الجمعيات الخيرية التي شاركت في إنشائها ودعمها، ووفقا لصديقتها، سيمون سيمونز، التي سجلت معها تلك التسجيلات، تحول الحوار بعد ذلك إلى حياة ديانا ومحنتها في القصر الملكي، وفي حفلة عشاء في "بريدجواتر هاوس"، في سانت جيمس، كانت ديانا جالسة على طاولة مع سوزي مينكيس، من كُتَّاب الموضة، وسألتها: "هل أنت خائفة من ما فعلتيه؟"، فردت ديانا: "عندما تقول الحقيقة في الحياة لا ينبغي أن تخاف".