دور المرأة في الهند لتوصيل الإنترنت للمناطق الريفية

تتولى شيتال ذات الـ 32 عامًا تعليم النساء الريفيات استخدام الإنترنت في قرية "بوتولي" وما حولها بالقرب من "الوار" في راجستان، وتخرج شيتال كل يوم باستخدام "عربة الإنترنت" الخاصة تحتوي على اثنين من الهواتف الذكية التي تعتمد على الإنترنت واثنين من الهواتف اللوحية "تابلت" وتقود الدراجة أو العربة بين حقول القطن والبصل لتعطي النساء النحيلات التعليمات حول كيفية استخدام الإنترنت والدخول عليه.

وسبق واقتصرت تجربة النساء في "بوتولي" حول العالم  على رحلة إلى "الوار" وقطع 28 كم لرؤية الطبيب أما الآن يمكنهن الحصول على أول مذاق لهم لاتساع شبكة الإنترنت، وتقول شيتال مبتسمة "يمتلك زوجي هاتفًا نقالًا فقط أما أنا فأصبحت أعلمه كيفية التعامل مع البريد الإلكتروني وتحميل تطبيق واتساب"، وتمتلك شيتال "إنترنت ساثي" أو شريكة فيه وهي عبارة عن مبادرة أطلقتها شركة جوجل في الهند وصناديق تاتا في شهر مايو/آيار لمعالجة ما يمكن أن يكون أكبر تفاوت بين الجنسين في الهند ففي حقيقة الأمر يوجد 2% فقط من مستخدمي الإنترنت في المناطق الريفية الهندية هم من النساء.

ويزيد معدل استخدام الإنترنت في الهند بسرعة، وفي العام الماضي تخطت الهند الولايات المتحدة لتصبح ثاني أكبر دولة وقاعدة لاستخدام الإنترنت في العالم بعد الصين بمعدل 342 مليون مستخدم في شهر مارس/آذار من عام 2016، وسيزيد الاستخدام في المستقبل في المناطق الريفية بشكل أكبر كما تتوقع محجوعة بوسطن للاستشارات "إن مستخدمي الإنترنت في المناطق الريفية سيزيدون من 120 مليون شخص في عام 2015 إلى ما يقرب من 315 مليون شخص بحلول عام 2020، وتهدف حملة لشركة جوجل التي تساعد النساء على الحصول على الإنترنت لنقل المهارات الأساسية لاستخدام الإنترنت للنساء الريفيات في نصف القرى الهندية ويقدر عددهن بنحو 300 ألف امرأة وذلك خلال السنوات القليلة المقبلة وتقول سابنا تشاندا رئيسة قسم التسويق في شركة جوجل في الهند "استفادت أكثر من 1.2 مليون سيدة منذ شهر مايو/آيار الماضي من هذا البرنامج الذي انتشر في 40 ألف قرية".

وسيتم تعليم النساء الريفيات كيف أن الإنترنت يحسن من حياتهم وذلك من خلال الاستعانة بجيش من المدربين مثل شيتال، وفي نهاية المطاف قد يكسب البعض من هؤلاء النساء من خلال الإنترنت أي أن يكون مصدر رزق لهن وتقدم شركة جوجل الأدوات والتدريب بينما تقوم صناديق تاتا باستخدام روابطها وعلاقاتها مع المنظمات المحلية غير الحكومية للتعرف على "ساثيز" ورصد معدلات التقدم، وتتوافر عربات الإنترنت في القرى لمدة لا تقل عن يومين في الأسبوع على مدار 4 وحتى 6 أشهر، ولا تمتلك النساء في "بوتولي" شاشات تليفزيون حيث تقول نصيرة خان ذات الـ 40 عامًا قبل أن تطلب من شيتال أن تريها صورًا لتاج محل في الهند "رأيت رئيس الوزراء لأول مرة على التابلت كما رأيت مكة حلم حياتي لأول مرة" ولم يرد زوج خان أو ابنها أن يدعاها تمسك بهواتفهم، ويعد منع النساء من الإمساك بالهوتف المحمولة نوع من الثقافة المتحفظة في القرى الهندية حيث يخشى الرجال من أن تتحدث الفتيات مع الشباب ومواعدتهن عندما يستخدمن الهواتف ويخشون أيضًا من أن تنصرف المرأة المتزوجة عن أعمالها المنزلية إذا استخدمت الهواتف المحمولة، وتردد الرجال في القري في البداية بالسماح لزوجاتهم حضور الدورات التدريبية لكن بعد أن أدركوا أن الأمر غير ضار وتقول بعض النساء "ننتهي من أعمال المنزل بسرعة في الأيام التي يكون بها تدريب حتى لا يتذمر الرجال".

وتساعد شيتال النساء على الدخول إلى شبكة الإنترنت باستخدام لغتهن المحلية وإذا كان من بين النساء أميات فهناك نظام بحث صوتي على صفحة جوجل او عن طريق مقاطع الفيديو حيث علمتهن أن هناك الكثير من المعلومات على مواقع الإنترنت يمكنها مساعدتهن مثل التعرف على أسعار المحاصيل وغيرها، وتقول ريحانة بانو وهي إحدى النساء الريفيات "نحن نحصد البصل في الوقت الحالي ولا نبيعه للوسيط قبل أن نتأكد من السعر الذي يعرض به في الأسواق على الإنترنت" كما قالت امرأة أخرى إنها تقوم بتحميل نماذج لأوراق امتحانات لأطفالها، أما مديرة المشروع في صناديق تاتا برابهات باني "نحن بصدد إنشاء قاعدة من أعداد كبيرة من النساء الريفيات من خلال هذا التدريب ليكتسبن مزيدًا من المعرفة الجديدة لكن لديهن دخل، وسوف نضيف محتويات منسقة لمساعدتهن لكسب رزقهن مستغلين مهارتهن"، وتقول لاكشمي شارما "كنت أنا وزوجي على وشك شراء سلالة أجنبية من البقر لأن الجميع يقول إن هذا التنوع من البقر سيعطي المزيد من اللبن أكثر من هذا النوع الهندي ولكن بعد إجراء بحث حول هذه السلالة الأجنبية وجدت أن تغذية هذا النوع ستكون مكلفة للغاية وأنا في غاية سعادتي لأننا لم نهدر أموالنا" وقد طلبت لاكشمي هاتفًا ذكيا عن طريق الإنترنت وسوف يصل لأحد أقاربها عبر "الوار" وسوف يحضره لها في زيارته المقبلة، وفي موقف آخر تقول غاريبي وهي سيدة مسنة إنها عرفت أن مشاريع الغذاء المدعومة من الحكومة ستكون مفيدة لعائلتها وتقول سيدة أخرى إنها مستحقة للمعاش.