فوز نادية مراد ولمياء عاجي بجائزة ساخاروف لحقوق الإنسان في أوروبا

حصلت امرأتان إيزيديتان، أخذا كبعيدتين لممارسة الجنس بواسطة تنظيم "داعش"، على جائزة ساخاروف المرموقة لحقوق الإنسان في أوروبا، بسبب عملهما على مناصرة النساء الإيزيديات. وأكد رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، أن منح الجائزة للنساء يعدّ قرارًا رمزيًا هامًا لدهم هؤلاء الناجين الذين وصلوا إلى أوروبا كلاجئين.
وألقي القبض على نادية مراد ولمياء العاجي بواسطة مقاتلي "داعش"، بعد أن شنت الجماعة هجومًا كبيرًا في شمال العراق عام 2014، وبيعت الأولى في إطار العبودية الجنسية، ونجت من وحشية قاسية لتصبح واحدة من أهم الأصوات المعبرة عن الطائفة اليزيدية، ووقفت مراد أمام الأمم المتحدة في نيويورك، وهي الأن سفيرة للناجين من الاتجار بالبشر لدى هيئة مكافحة المخدرات والجرائم التابعة للأمم المتحدة، وتمثل مراد قانونًا المحامية أمل كلوني، التي أدانت في خطابها تقاعس القادة عن اتخاذ موقف لما وصفته بالإبادة الجماعية التي ترتكبها "داعش".
وأعتُقلت الفتاة بشار بجانب مراد وهربت في مارس/ أذار، وأصيبت بإصابات في وجهها، إضافة إلى إصابة إحدى عيناها بالعمى، بعد أن مرت بلغم أرضي أثناء محاولتها الهرب من خاطفيها، وكانت مراد ضيف متحدث عن قمة تين براون للمرأة في وقت سابق من أكتوبر/ تشرين الأول، ووصفت كيف تغيرت حياتها تمامًا عندما نشرت "داعش" التمرد في جميع أنحاء شمال العراق. وأضافت مراد "كنت أعمل في مزرعة وكان لدي حياة بسيطة، كنا فقراء ولكن سعداء جدًا قبل أن تأتي داعش، وعندما جاءوا هاجموا الإيزديين وقالوا إنهم ليسوا من أهل الكتاب، وأنهم يريدون إبادتهم وهذا ما فعلوه، لقد قتلوا أكثر من 5 آلاف شخصًا وأسروا أكثر من 6 آلاف من النساء والأطفال".
وأعلنت "داعش" أنه سيتم أخذ النساء غير المسلمات وبيعهم كرقيق للجنس من قبل المقاتلين، ولا يزال في الأسر أكثر من 3 آلاف من النساء والأطفال اليزيديين، وتابعت مراد "كنت واحدة من الفتيات الذين أخذهم التنظيم وأعمارهم فوق 9 أعوام، وقالوا لنا إننا سنكون عبيد، وأخذونا إلى الموصل، وفصلونا هناك وارتكبوا ضدنا كل أنواع الاغتصاب، لقد أخذونا من أجل ذلك، والنساء الكبيرات عمرًا واللاتي لم يرغبن في ممارسة الجنس لقين حتفهن بما في ذلك والدتي، وأخذت بنات أشقائي وزوجاتهم كعبيد للجنس أيضا".
والتقت مراد العديد من اللاجئين الإيزديين الذين يعيشون في مخيمات في الدول المجاورة، وتعرفت على قصصهم في الأسر، موضحة أن لديهم تجارب أكثر وحشية من تجربتها، وتابعت مراد "قابلت العديد من الضحايا عندما كنت في مخيم اللاجئين في كردستان، وتحدثت مع الكثير من الضحايا الذين نقلوا معي إلى ألمانيا، وأبلغوني عن الجرائم التي شاهدوها والاغتصاب المتكرر لعشرات المرات، ولم أنسى عائلتي أبدا، ولن أنسى الجرائم التي ارتكبتها داعش ضدي، ولكن عندما استمعت إلى قصص هؤلاء النساء نسيت قصتي ، لأن ما تعرضوا له كان أكثر وحشية".
وتعدّ الطائفة اليزيدية واحدة من أقدم الأقليات الدينية في العراق، ويغلب عليهم العرق الكردي، وتعرض الإيزيديين للاضطهاد بواسطة "داعش" الذين اعتبروهم هراطقة، وقتل مسلحو داعش آلاف منهم ووقع الآلاف أسرى في يد التنظيم وبيع البعض كعبيد للجنس.