نيويورك ـ مادلين سعادة
انتقدت السيدة الأولى ميشيل أوباما المرشح الرئاسي دونالد ترامب أمس الخميس، باعتباره رجلا جعلته ثروته ونمط حياته المترف، لا يشعر بالأميركي العادي، وبشأن تصريحاته عن المرأة والأقليات اعتبرت "إنه فقط لا يفهمنا، فالأبطال الذين يحبون هذا البلد كثيرا على استعداد للموت من أجلها، إنه فقط لا يراهم".
وتعرض ترامب لنقد شديد لقوله أن السيناتور جون ماكين، لم يكن بطل حرب، لأنه سقط أسيرًا خلال حرب فيتنام، وهاجم أيضًا والدا همايون خان، نقيب الجيش الأميركي، الذي قُتل في أعقاب غزو العراق عام 2004، وتابعت السيدة الأولى "ربما يكون من السهل عليه أن يسخر من ذوي الإعاقة، لأنه غير قادر على رؤية قوتهم وإسهاماتهم، ربما يكون هذا هو السب في إهانته للنساء، كما لو كن كائنات فقط للمتعة، وليسوا بشر يستحقون الحب والاحترام"، في إشارة إلى تصريحات ترامب بشأن امرأة تحدث عنها خلال تصويرAccess Hollywood عام 2005.
وتابعت أوباما "ربما العيش في أبراج عالية وقياس النجاح من خلال الربح والخسارة وعدد الأصفار في حسابك المصرفي، يجعلك تطور مجموعة قيم مختلفة"، وأشارت أوباما إلى نشأتها في شيكاغو والتي ذكرها ترامب بسبب ارتفاع معدل جرائم القتل فيها، حيث تعهد بأن يجعل مكافحة الجريمة بندا رئيسيا من إدارته، وأردفت "ربما لهذا السبب نصف مجتمع مثل الذي نشأت فيه بكونه جحيما، لأنه لا يمكنه أن يرى الأشخاص الذين يعملون باجتهاد مثل والدي، وربما عند تعرضك للقليل ممن يختلفون عنك، يكون من الأسهل الاستفادة من هؤلاء الذين يتمتعون بحظ أقل، وبالنسبة له معظم الأميركيين كذلك".
وألقت أوباما خطابا إنتخابيا لدعم هيلاري في ولاية اريزونا، وانتقدت ترامب باعتباره مرشحا ينقص رؤيته الأمل للبلاد، وذلك بعد يوم من المناظرة الرئاسية بين كلينتون وترامب، والتي ذكر فيها ترامب أنه سينتظر ليرى نتيجة الانتخابات أولا، قبل أن يحدد ما إذا كان سيقبلها أم لا، وذكرت أوباما "المرشح الجمهوري يهدد أن يتجاهل أصواتنا، الناخبون هم الذين يقررون من سيفوز ومن سيخسر، وعندما يهدد مرشح بتجاهل أصواتنا، ورفض نتائج هذه الانتخابات، فإنه يهدد بفكرة أميركا ذاتها، ونحن لا يمكن أن نقبل ذلك، وأنت لن تبقي الديمقراطية الأميركية معلقة للتشويق"، في إشارة إلى ما قاله ترامب أثناء المناظرة عندما سأله المذيع عما إذا كان سيلتزم بنتيجة الانتحابات حيث أجاب "سأبقيكم متشوقين".
وأرسلت السيدة الأولى إلى ولاية أريزونا من قبل حملة كلينتون في محاولة لاستمالة الناخبين المترديين، كما أظهرت الاستطلاعات وجود فرصة معقولة للفوز في الولاية، التي دعمت الجمهوريين تقليديا، وانتقدت أوباما ترامب باعتباره مرشحا "يخبرنا أن بلادنا بائسة وضعيفة وأن مجتمعاتنا في حالة من الفوضى التي تشكل تهديدا على المواطنين، إنه مرشح يدعونا أن ننقلب على بعضنا البعض وأن نبني الجدران وأن نخاف".
وأوضح ترامب ومؤيدوه، أنه يتم التلاعب بالانتخابات ضدهم بواسطة وسائل الإعلام والمؤسسة السياسية، وهو الاتهام الذي وصفته أوباما بكونه محاولة لتخويف الناخبين، مضيفة "يجب أن يفهم الناخبون أنهم يحاولون إبقائهم في المنزل، يحاولون إقناعك بأن صوتك لا يهم، وأن النتيجة محددة بالفعل، وأنه لا يجب أن تكلف نفسك عناء الإدلاء بصوتك"، وناشدت أوباما الناخبين بألا يسمحوا بإبعادهم عن العملية السياسية، قائلة "لا تدع نفسك تشعر بالإحباط أو الاشمئزاز من كل شيء، رأيته في هذه الحملة، يجب أن تتحلوا بالشجاعة".
وأشارت السيدة الأولى، إلى أنه بينما يرسم ترامب صورة من اليأس والقنوط، ويقدم رؤية ممزقة للانقسام يحكمها الخوف، ستكون رئاسة كلينتون واحدة من محاولات إدراج المساواة والعدالة للجميع، وتابعت "لقد سافرت حول العالم ولا زلت أقول أننا نعيش في أعظم دولة على وجه الأرض، لدينا كل ما يدعو للتفاؤل والأمل، تذكروا أننا لا نيأس في الأوقات الصعبة، نحن لا نستسلم ولا نتجاهل مثلنا العليا ولكن نرتقي حتى يكتمل اتحادنا، هذه هي قوة الأمل".