الحملة الانتخابية التركية

انتقد مراقبون دوليون الانتخابات البرلمانية التركية، مؤكدين أنها أجريت في مناخ من العنف والخوف، إلى جانب اعتقال نشطاء المعارضة والتضييق على وسائل الإعلام، الأمر الذي يخلق حملة انتخابية غير عادلة.

وأشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى أنه يستحق الاحترام من العالم كله بعد نتيجة الأحد، إلا أن البعثة الدولية لمراقبة الانتخابات أعربت عن قلقها الشديد في مؤتمر صحافي في أنقرة، الاثنين.

وأكّد الرئيس السويسري للبعثة التي تمثل الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، أندرياس غروس، أنّ الحملة الانتخابية كانت غير عادلة وتتميز بالكثير من العنف والخوف.
وناشد غروس، الرئيس التركي بالحد من الاستقطاب في أعقاب الانتخابات المثيرة للانقسام، وأوضح "عليه توحيد ما تم تقسيمه في الأشهر الماضية".


وفاز حزب "العدالة والتنمية"  الذي أسسه أردوغان  بـ 317 مقعدًا بقيادة رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، واستطاع استعادة الأغلبية المطلقة التي فقدها في انتخابات غير حاسمة في حزيران/يونيو. 

واعتبر أردوغان، الاثنين، أنّ الناخبين الأتراك صوتوا لصالح الاستقرار، وحث المجتمع الدولي على قبول نتائج الانتخابات، مضيفًا "العامل الحاسم في عالم السياسة لدينا هو الإرادة الوطنية التي فضلت الاستقرار، لماذا تهتم وسائل الإعلام العالمية بشكل كبير بتركيا وتتجاهل بلدانها، لماذا لا تحترم الإرادة الوطنية".

وأضاف "الإرادة الوطنية ستنتخبني بنسبة 52%، لم يحترموا هذه الحقيقة، والآن مع وجود حزب مدعوم بنسبة 50% يعتبر مصدر السلطة، ويجب على العالم أجمع أن يحترم هذا، ولكنني لم أر هذا النضح حاليا".

وأوضح تقرير بعثة المراقبين أنه في حين جرت الانتخابات بشكل احترافي وتنوعت خيارات الناخبين إلا أن العنف ضد المعارضة أعاق قدرتهم على متابعة الحملة في ظل اعتقال نشطاء من المعارضة الموالين للأكراد في الفترة التي تسبق التصويت.
وبيّن التقرير أن حرية الصحافة ظلت مصدرًا للقلق في إطار المحاكمات الجارية للصحافيين وإغلاق القنوات الإعلامية، ما يحد من قدرة المعارضة على تقديم وجهات نظرها للجمهور.

وتابع "أدت التحقيقات الجنائية مع الصحافيين ووسائل الإعلام واتهامهم بدعم التطرف وتشويه صورة الرئيس وحجب المواقع إلى تقليل فرصة الناخبين في بناء وجهات نظر عدة والحصول على المعلومات".

ومن المرجح عدم شعور مؤيدي حزب "العدالة والتنمية" بالقلق إزاء انتقادات البعثة الدولية، ويرى الكثيرون منهم نتائج الانتخابات باعتبارها توبيخًا للقوى الأجنبية ومعارضي أردوغان. ويشكك بعضهم في احتمال انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وما يصفونه بالنفاق الأوروبي بشأن أزمة اللاجئين السوريين.
وأفاد أونال كاكماك، الذي يؤيد الحزب في اجتماع حاشد، للاحتفال بالفوز في الانتخابات،

"أخذ رجب طيب أردوغان تركيا 100 عام إلى الأمام وغيرها للأفضل وجلب السلام للبلاد ونحن نريده أن يبقى في السلطة، لقد سئمنا من أوروبا وقائدنا هو أردوغان".
ودعا أردوغان إلى انتخابات مبكرة في مقامرة في إطار كسب حزبه 5 ملايين صوت تقريبا أكثر من الانتخابات الماضية في يونيو/ حزيزان، ويتمثل النصر في الدفاع عن شخصية مثيرة للانقسام حيث يتهمه المنتقدون بالتسلط والرغبة في تحويل تركيا إلى جمهورية رئاسية لتعزيز طموحاته.

وجرت الانتخابات على خلفية متسعة من العنف مع حدوث تفجير انتحاري مزدوج في أنقرة قبل أسابيع وهو أعنف هجوم شهدته الأراضي التركية. وتجددت أعمال العنف في المناطق ذات الأغلبية الكردية بين قوات الأمن وحزب العمال الكردستانى المحظور  بعد انهيار مباحثات السلام في الأشهر الأخيرة، ووصف الصحافيون المحليون المرحلة بأنها الأسوأ في تاريخ البلاد.