مهاجريتحدى الموت

يصف سعيد، البالغ من العمر 16 عامًا، المحنة التي تعرض لها على أيدي تجار البشر قبل أن يصبح أحد الأطفال الأربعة الذين تمكنوا من النجاة والبقاء على قيد الحياة بعد الكوارث التي قضت على حياة مئات المهاجرين غير الشرعيين في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وأكد سعيد أن رحلته بدأت من الصومال قبل حوالي عام؛ لكنها لم تنته تمامًا، حيث يحاول أن يشق طريقه إلى النرويج، بعدما توقفت رحلته على شواطئ إيطاليا بسبب كارثة غرق سفينة المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط.

وأوضح أنَّه واحدًا من أربعة أطفال فقط تمكنوا من النجاة ليتحدثوا عن الكارثة التي أودت بحياة ما يصل إلى 950 مهاجرًا من أفريقيا يسعون للوصول إلى سواحل إيطاليا، مشيرًا إلى أنَّ والديه سلماه للمهربين في الصيف الماضي حتى يسافر إلى النرويج، منوهًا إلى أنَّ لديه خمس شقيقات وثلاثة أشقاء.

وأشار إلى أنَّ قصته بدأت برحلة عبر الصحراء حتى وصل إلى الحدود الليبية، حيث احتجزه المهربون المسلحون لمدة تسعة أشهر حتى تمكن والداه من دفع الجزء الأول من المصاريف المطلوبة للرحلة، لافتًا إلى أنَّ أطفالًا آخرين تواجدوا معه في المكان وشاهدهم يتعرضون لمعاملة سيئة، وبعضهم مات من الجوع والمرض.

وأضاف سعيد أنَّه ذهب إلى طرابلس بعد أن دفع والداه المال واستمرت الرحلة الصعبة ستة أيام وبمجرد وصوله إلى طرابلس، أصبح مجرد واحد بين آلاف المهاجرين الذين ينتظرون الرحلة الأولى إلى إيطاليا ثم الاتجاه إلى دول أخرى في أوروبا.

وبيَّن أنه في تمام الساعة 11:00 يوم 18نيسان/ أبريل ذهب على متن زورق مطاطي إلى قارب الصيد الذي تعرض للغرق منذ أيام، وأضاف أن الكثير من الأشخاص المنتمين إلى جنسيات مختلفة، بما في ذلك مالي وإثيوبيا وبنجلاديش وسيراليون والنيجر ونيجيريا والسودان والسنغال، كانوا أيضًا على متن القارب معه.

وأعرب سعيد عن أنه يأمل في استكمال رحلته إلى النرويج، على الرغم من أنه لا يملك المال، وغير متأكد من خطوته المقبلة.

وقال أحد الناجين إن ما يصل إلى 950 شخصًا كانوا على متن القارب، نجا منهم 28 شخصًا فقط، بما في ذلك قبطان السفينة، وأحد أعضاء الطاقم.

ويُعتقد بأنَّ حوالي 100 طفل من بين القتلى، وفقا لروايات الشهود التي جمعتها منظمة "أنقذوا الطفولة"، التي تركز على تلبية حاجات الأطفال المصابين بصدمات نفسية إثر الرحلة الغادرة.

وأفادت منظمة الإغاثة بأن 2500 من الأطفال قد يلقون حتفهم في البحر المتوسط بحلول نهاية العام الجاري إذا استمر الوضع كما هو عليه حاليًا.