زعيم حركة "الشباب" الصومالية المتطرفة أحمد عمر أبو عبيدة

حث زعيم حركة "الشباب" الصومالية المتطرفة أحمد عمر أبو عبيدة، المسلمين في شرق إفريقيـا على الانتفاض لنصرة أشقائهم المسلمين، وأكد على ضرورة "الهجرة إلى أراضي الجهاد" والبحث عن ساحات القتال في جميع أنحاء العالم، موضحًا "حرروا أرضكم من القوات الصليبية"، ورحب بالمنضمين إلى معسكرات تدريب حركة "الشباب" القادمين من إثيوبيا وجيبوتي وأوغندا وجمهورية أفريقيا الوسطى غير المستقرة.

 

وأصدر أبو عبيدة تصريحه العلني الأول منذ توليه زعامة حركة "الشباب" في أيلول/سبتمبر 2014، في أعقاب مقتل أحمد عبدي جودان خلال غارة جوية شنتها القوات الأميركية على أهداف للحركة، وبرر الهجمات التي تنفذها الحركة عبر الحدود مع كينيا بأنها تأتي انتقامًا "للقمع والإذلال" الذي يواجهه المسلمون في أمته، وبارك حادث الهجوم المتطرف الأكثر دموية الذي تبنته الحركة واستهدف إحدى الجامعات في كينيـا، ما أسفر عن مقتل المئات من الأشخاص الأبرياء، وهنأ المسلحين منفذي الهجوم قائلاً "استمروا في العمل الجيد ومواصلة ذبح الصليبيين وتنقية بلاد المسلمين من رجسهم".

ودعا زعيم حركة الشباب الصومالية المسلمين في بورما ممن يتعرضون للاضطهاد من قبل حكومتهم إلى "الجهاد" باعتباره الحل الوحيد لمواجهة الأنظمة المستبدة، مختتمًا حديثه باتهام "أعداء الله" من الغرب وقوات التحالف الذين يقاتلون الجماعة، بالتجسس على قادتها وإفساد الشباب المسلم، فضلاً عن تأجيج نيران الحرب بين القبائل المسلمة.

وأحدثت زعامة حركة "الشباب" التي تولاها أبو عبيدة، انقسامًا داخل الحركة بسبب رغبة القادة البارزين في تنصيب زعيم آخر وهو مختار رونو أبو منصور، وفي وقت سابق من هذا الشهر ذكرت مصادر من داخل الحركة الصومالية لـ"الميل أونلاين"، أن أبو عبيدة من ضمن القادة البارزين الذين يريدون مبايعة زعيم تنظيم "داعش" والمساعدة في امتداد الخلافة إلى شرق إفريقيـا.

وتبنت الحركة المتطرفة المتصلة بتنظيم "القاعدة" منذ تأسيسها عام 2006، ارتكاب مجازر بحق الآلاف من الجنود والمدنيين في الصومال ودولة الجوار كينيا، حيث أقدمت في أيلول/سبتمبر 2013 على قتل 62 شخصًا وإصابة 120 آخرين خلال هجوم مسلح على مركز "ويست غيت" للتسوق في المدينة الكينية نيروبي، ردًا على نشر قوات كينيية في الصومال. وفي الثاني من نيسان/إبريل نفذت حركة "الشباب" الصومالية هجومًا دمويًا هو الأعنف لها أودى بحياة 147 طالب في الجامعة الكينية، فضلاً عن اتخاذ المسلحين 700 طالب كرهائن.

ويعتقد بأن حركة "الشباب" تضم 9,000 مقاتل بينهم ما لا يقل عن 50 بريطاني، وتعتبر "الأرملة البيضاء" سامنثا لوثويت أخطرهم نظرًا لقيادتها جيش مرعب من النساء المقاتلات يصل إلى ما يقرب من 200 من المقاتلات اللواتي تدربن على تنفيذ هجمات انتحارية بحسب المعلومات الواردة لـ"الميل أونلاين" في أيار/مايو.

وتشير التقارير إلى أن سامنثا هي العقل المدبر للهجوم المتطرف الذي راح ضحيته 400 شخص، وانضم متطرف بريطاني آخر يدعي توماس إيفانز من باكينجهامشير إلى الحركة الصومالية، وكان يلقب بـ"الوحش الأبيض" لشراسته، ولكنه لقي حتفه خلال هجوم وقع في شهر حزيران/يونيو استهدف قاعدة عسكرية شمالي كينيا.

وتراجع المتطرفون المنتمون لحركة "الشباب" عن 20 من المدن الرئيسية منذ بداية 2015 بفضل الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة، فضلاً عن الهجوم البري من قبل القوات الصومالية والكينية، ما جعل وجودها ينحصر في المناطق الريفية.

ويأتي قرار الحركة الصومالية بالانضمام إلى "داعش" متزامنًا مع مقتل قادتها على أيدي القوات الخاصة والطائرات دون طيار، الأمر الذي أدى إلى فقدها السيطرة على الكثير من الأراضي ونفاذ ما لديها من أموال.