صور التقطتها الأقمار الصناعية

كشفت صور التقطتها الأقمار الصناعية، عن تدمير معبد قديم عمره 2000 في العام، وتحويله إلى أشلاه متناثرة على يد مقاتلى تنظيم "داعش" المتطرف الذي يختبئ وراء الدين، والتقطت أول صورة عبر الأقمار الصناعية في 26 حزيزان/ يونيو، والثانية في 27 آب/ أغسطس، بعد تدمير معبد "بعل شامين" بواسطة مسلحي "داعش"، ويمكن ملاحظة الهيكل المستطيل في الصورة الأولى والأنقاض الرمادية في الصورة الثانية.

وأكد المتحدث إينار باجورغو، أنّ الصور الملتقطة، تظهر نسف المعبد الشهير الذي يعد ثاني أهم معبد في مدينة تدمر القديمة، الذي أصبح متساويًا مع الأرض، وتعتقد وكالة أبحاث الأمم المتحدة (UNITAR) بأنه تم هدم المبنى الرئيس؛ إلا أنّ الأعمدة المحيطة به تبدوا أقل تأثرًا.

ووصف شهود محليون، الواقعة، بأنها خسارة كبيرة للشعب السوري والإنسانية، وأبرزوا أنّ التنظيم زرع المتفجرات حول المعبد منذ شهر؛ ولكن يُعتقد بأن متطرفوه المعروف عنهم تدمير الآثار القديمة في الأراضي التي يسيطرون عليها نسفوا المعبد، الأحد الماضي.

وتأتي هذه الواقعة، بعد قطع رأس عالم الآثار البارز خالد الأسعد (82 عامًا)، ونشر صورة جثته على شبكة الإنترنت، حيث أسر العالم على يد "داعش" مدة شهر، قبل قطع رأسه، وكان التنظيم المتطرف يأمل في الحصول على الرجل الذي كرس حياته لخدمه بلده في محاولة لمعرفة مكان الكنوز التي أخفاها عنهم؛ لكن الأسعد رفض إخبارهم، ودفع حياته ثمنًا لذلك.

وتقع سورية وآثارها القديمة تحت خطر التدمير من "داعش" الذي استولى على المدينة من القوات الحكومية في أيار/ مايو، وتوقع مدير مشروع في كلية الآثار داخل جامعة "أكسفورد" الدكتور روبرت بولي، بأن يتم هدم المدينة القديمة على يد "داعش"؛ لاستغلال جميع فرص الدعاية لأنفسهم من هذا الدمار.

وأشار بولي إلى إقدام التنظيم على تدمير مدينة تدمر المعروفة باسم "واحة الصحراء" نظرًا لتاريخها المعروف فيما يشمله من أطلال العصر اليوناني الروماني، مبرزًا المخاوف من أن يدمر التنظيم، تدريجيًا، المدينة، خلال الأسابيع المقبلة؛ لاستغلال ذلك في الدعاية لنفسه، ولهذا يتبع التنظيم نهجًا بطيئًا؛ لكنه مدمر في الوقت نفسه، حيث دمرت التنظيم تمثال أسد "اللات" كما استغل المسرح الروماني القديم وحوله ساحة لتنفيذ عمليات الإعدام الجماعية الوحشية.