تنظيم "داعش"

اختطف تنظيم "داعش" المتطرف، 230 من الرجال والنساء والأطفال السوريين وسط مخاوف من استغلالهم كعبيد للجنس أو إعدامهم بشكل جماعي.

واقتحم "داعش" بلدة القريتين المكتظة بالسكان والتي تبعد حوالي 50 ميلًا عن مدينة حمص في وقت سابق هذا الأسبوع، بعد أن استهدف الانتحاريون كمائن للجيش عند مدخل البلدة، وتم خطف 230 مسلمًا ومسيحيًا بينهم 45 امرأة و19 طفلًا وهناك المئات من المفقودين.

ويعتبر اجتياح بلدة في وسط سورية أمرًا مهمًا بالنسبة إلى التنظيم المتطرف منذ واقعة الاستيلاء على مدينة تدمر الأثرية في شهر أيار/ مايو، وبعد معارك عنيفة بين القوات الموالية للرئيس بشار الأسد ومقاتلي "داعش" تم سحق القوات الموالية للأسد وتمكن متطرفو "داعش" من السيطرة الكاملة على بلدة القريتين، كما نشروا سلسلة من الصور لمسلحيهم وهم يقفون على الدبابات عبر صفحاتهم على الـ"فيسبوك".

وأفاد مصدر مطلع بأنَّ 230 شخصًا رهن الاحتجاز بحوزة "داعش"، مشيرا إلى وجود 150 من الآشوريين المسيحيين بين هؤلاء المختطفين، وأكدت المتحدثة باسم المبادرة العالمية لحماية الآشورين والسريان والأقليات الأخرى في الشرق الأوسط "Demand for Actio" ديانا يعقوب ، هروب حوالي 300 أسرة من المنطقة وخطف حوالي 150 شخصًا.

وأضافت يعقوب إنَّ "المخاوف الرئيسية تتمثل في الاستعباد الجنسي والإعدامات الجماعية وقطع الرؤوس، خصوصًا أنَّ داعش تعرف بمعاملتها الوحشية للأسرى بما في ذلك إعدام من يرفضون اعتناق الإسلام واستخدام النساء كعبيد للجنس".

وجاء فى بيان مطرانية الأرثوذكس السورية في حمص وحماة وضواحيها: "لقد هاجم داعش بلدة القريتين وسيطر عليها بعد قتل بعض أفراد الجيش العربي السوري، ولقد استقبلنا العائلات النازحة في مقر المطرانية وقدمنا لهم الاحتياجات الأساسية والضرورية لأنهم خرجوا من منازلهم دون أخذ أي شيء معهم حتى الملابس، ونحن نعمل على توفير الملبس والمسكن والدواء لهم".

ولجأ العديد من المسيحيين إلى القريتين، بعد فرارهم من محافظة حلب شمال سورية، وبعد السيطرة عليها تمكن "داعش" من ربط المناطق الخاضعة لسيطرته حول مدينة تدمر والمناطق الواقعة في الريف الشرقي مثل القلمون في دمشق.

يُذكر أنَّ عدد سكان القريتين قبل الحرب كان يبلغ 18.000 بمن في ذلك المسلمين السنيين وحوالي 2.000 من السريان الكاثوليك والأرثوذكس.

ووفقا لمسيحيي سوري يعيش في دمشق ولكن أصوله من القريتين فقد انخفض عدد السكان المسيحيين في المدينة إلى 300 شخص فقط، وفي شهر أيار/ مايو اختطف ملثمون الكاهن السوري "Jacques Mourad" من دير السريان الكاثوليك في القريتين، وعُرف الكاهن مراد بمساعدته للمسلمين والمسيحيين، كما كان يقدم مساعدات للاجئين من مدينة تدمر.