الداعية شودري

تمكنت الشرطة البريطانية من تطويق جماعات من أقصى اليمين المتطرف والحيلولة بينها وبين آلاف المسلمين أمام أحد أكبر المساجد في بريطانيا بعد صلاة الجمعة الماضي.

وأكد مصدر مطلع، أنَّ جماعة من رابطة الدفاع الإنجليزية "Edl" احتشدت أمام مسجد لندن المركزي لمعارضة الداعية الإسلامي المتطرف أنجم شودري، الذي كان مؤيدوه يوزعون منشورات تدعو المسلمين إلى عدم التصويت في الانتخابات العامة.

وأوضح المصدر أنَّ العشرات من أعضاء أبرز الجماعات اليمينية المتطرفة احتشدوا وسط لندن ملوحين بالأعلام البريطانية، وتجمعوا أمام المسجد المركزي والمركز الثقافي الإسلامي لمراقبة أداء صلاة الجمعة.

وأضاف أنَّ "القوميين أنصار "بريطانيا أولا" كانوا يلوحون بأعلام الاتحاد وسانت جورج وبعضهم كان يرتدي الحجاب كأقنعة رأس الخنزير، كما رددوا الخطابات المعادية للإسلام".

وأشار إلى أنَّ عددًا من أعضاء رابطة الدفاع البريطانية هتفوا بالغناء "أنها بلادنا، ونحن سنستعيدها مرة أخرى"، في حين صاح البعض فقط "حثالة".

وتابع "في حين ضمنت الشرطة بقاء بريطانيا الأولى ورابطة الدفاع البريطانية بعيدًا عن الخارجين من المسجد، ورغم ذلك حدثت مشاجرات صغيرة في وقت لاحق بعيدا عن مدخل على شارع بارك، مثلًا حادثة واحدة، تدخل ضباط لفصل مجموعة من أنصار رابطة الدفاع البريطانية عن شبان مسلمين، بما في ذلك رجل واحد كان يحمل لافتة ويغطي وجهه".

وبيَّن المصدر أنَّ "أتباع شودري الذين يرتبطون بعدد من البريطانيين الذين سافروا للانضمام لداعش في سورية والذي ادعى للصحافيين بأنَّه سيترك المملكة المتحدة للعيش في المناطق التي تسيطر عليها داعش، إذا أعادت السلطات إليه جواز سفره؛ وزعوا منشورات تدعو المسلمين بعدم التصويت في الانتخابات، حيث زعموا أنَّه ضد القيم الإسلامية".

ومن بين المشاركين في المحادثات الساخنة مع أتباع شودري كان أحمد دوغان، وهو مهندس معماري تركي الأصل، صرَّح بأنَّها "رسالة خاطئة تمامًا أنهم يصدرونها للناس".

واسترسل دوغان "إنَّها مسألة لا تصدق، الجماعتين على حد سواء تحتشدان على الجانب الآخر من الشارع، لماذا يفعلون هذا يوم الجمعة؟ من المهم بالنسبة لنا كمسلمين والمسيحيين واليهود يجب أن نكون معًا في يوم مثل هذا".

وأكد زعيم "بريطانيا أولا" بول غولدنغ، أنَّ جماعته تحتج ضد شودري كلما سنحت الفرصة، موضحًا "كنا هنا العام الماضي أيضًا، كنا نحن فقط في منتصف الآلاف من المسلمين الغاضبين".

وكان رد فعل معظم الناس في المنطقة يتسم باللامبالاة العامة، وكانت من بين المصلين عائلة مصرية في عطلة التقطت  صورًا مع حواجز الشرطة بينما هتف المتظاهرون بشعارات عبر الشارع.