السائق أنيس عبيد سردار

يواجه سائق سيارة أجرة بريطاني في شمال لندن، تهمة التورط بشكل مباشر في صناعة قنبلة أسفرت عن قتل رقيب أميركي بدورية في العراق عام 2007.

وأكدت النيابة العامة أنَّ السائق أنيس عبيد سردار البالغ من العمر 38 عامًا، متهم بقتل الرقيب راندي جونسون عمدًا ومن الدرجة الأولى أثناء أداء مهام عمله في العراق خلال أيلول/ سبتمبر من العام 2007.

وأوضحت النيابة أنَّ سردار صنع قنابل عدة قبل عودته إلى بريطانيا في تشرين الثاني/ نوفمبر  2007، وأظهر جواز سفره لدى وصوله إلى مطار هيثرو في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر آتيًا عبر مطار دمشق.

وأشارت إلى أنَّ سردار في وقت سابق اتصل بالسفارة البريطانية في دمشق للحصول على جواز سفر بريطاني جديد، حيث زعم بأنه فقد النسخة الأصلية، قائلًا إنَّه قد سافر إلى سورية لتعلم اللغة العربية.

وأضافت: "عندما تم تفتيش منزله في شمال لندن من قبل الشرطة قبل اعتقاله في أيلول/ سبتمبر الماضي، تم العثور على كتب تدل على أنه يفهم اللغة العربية بشكل متقدم، فضلًا عن دليل لصناعة القنابل مكتوب باللغة العربية".

وصرَّح وكيل النيابة ماكس هيل خلال الجلسة الافتتاحية للمحاكمة، بأنَّ "هذه محاكمة غير عادية، حيث معظم الأدلة تأتي من العراق، كما أنَّ المتهم هو مواطن بريطاني، يعيش ويعمل في البلاد لذلك فإنه من القانوني خضوعه للمحاكمة في لندن، على الرغم من أن الجرائم حدثت في العراق".

وطالب هيل، هيئة المحلفين بالتخلي عن الأفكار التي قد تشير إلى أنَّ المحاكمة عن حرب العراق أو الصراع الحالي في سورية، قائلًا: "تم العثور على عدد من القنابل محلية الصنع مدفونة تحت الطرق المؤدية إلى سجن أبو غريب في العراق عام 2007، وإنَّ واحدة من تلك القنابل انفجرت وقت مرور سيارة عسكرية أميركية على طول الطريق، ما أسفر عن مقتل الرقيب جونسون".

وبيَّن أنَّ اثنتين من تلك القنابل، كان عليهما بصمات أصابع سردار، مشيرًا إلى أنَّ اثنين آخرين كان عليهما بصمات رجل آخر يدعى سجاد عدنان، مؤكدًا أنَّ الأدلة العلمية تًبين أنَّ هذين الرجلين متورطان بشكل مباشر فيما حدث.

ولفت إلى أنَّ القنبلة التي قتلت الرقيب جونسون كانت جزءًا من سلسلة قنابل مزروعة قريبة من بعضها، و جزءًا من "جهد مشترك بين سردار، وعدنان وغيرهم"، موضحًا أنَّ عدنان، الذي لا يحمل الجنسية البريطانية، اعتقلته السلطات العراقية عام 2007، مؤكدًا أنَّ السلطات لا تعرف الموقع الحالي لعدنان.

وتابع هيل: "لم يتم العثور على بصمات أصابع سردار على الأجزاء المتبقية من القنبلة التي قتلت الرقيب جونسون، ولكن بصماته موجودة علي قنبلتين في المنطقة، حيث كانت السيارة التي استقلها الرقيب الأميركي جزءًا من قافلة مكونة من أربع سيارات تابعة لدوريات أمنية للجيش، وأصيب الجنود الآخرون في السيارة ولكن جروح الرقيب جونسون كانت مميتة".

وأبرز أنَّ القنبلة الأولى التي صنعها سردار تم العثور عليها سليمة يوم 19 آذار/ مارس 2007 من قبل قائد الفريق الأميركي المتخصص بالمتفجرات بروس بنسون، حيث كان مسؤولا عن فريق من ضباط المفرقعات في معسكر ليبرتي غرب بغداد وتعامل مع 325 قنبلة في عام 2007.

واستطرد: "خضعت القنابل لتحليل مفصل لتحديد طريقة تصنيعها والكشف عن أي صلات علمية بين أولئك الذين صنعوا القنابل وتم اكتشاف أن طريقة التصنيع مماثلة وتهدف إلى أقصى درجات الضرر والإصابات والخسائر في الأرواح"، مضيفا: "من وضعوا القنابل كانوا على دراية كاملة بما يفعلون، حتى لا يقتلوا أنفسهم عند التعامل معها"، وأنكر سردار كل هذه الاتهامات.