القدس المحتلة – وليد أبوسرحان
تلجأ السلطات الإسرائيلية إلى سياسة الحبس المنزلي في حق أطفال القدس في إطار ملاحقتهم بتهمة المقاومة ورشق القوات الإسرائيلية بالحجارة.
ويعيش العشرات من أطفال القدس حاليا ضمن سياسة الحبس المنزلي حيث ممنوع عليهم مغادرة منازل أسرهم او الخروج للعب واللهو مع اقرانهم، بذريعة ان خروجهم يهدد الأمن العام الإسرائيلي، وذلك في اشارة إلى اقدام هؤلاء الاطفال على رشق قوات الاحتلال والمستوطنين بالحجارة.
وأوضحت مصادر مختصة أن فرض محاكم الاحتلال سياسة الحبس المنزلي على الاطفال والفتية المقدسيين، يترك عليهم أبعادًا نفسيةً واجتماعية واقتصادية عديدة.
ويتمثل الخطر الأكبر في تأثير هذا النوع من الأحكام على المسيرة التعليمية للطلبة، وسط تعهدات رسمية بتقديم المساعدة اللازمة لهم.
وتفرض سلطات الاحتلال الحبس المنزلي على الأطفال بعد اعتقالهم وإخضاعهم للتحقيق في مراكز شرطة الاحتلال كما حدث مع 5 أطفال من حي الثوري بالقدس وهم: محمد أيمن عبد الرزاق 12 عاما، وأشرف هاني غيث 13 عاما، ومحمد يونس عبد الرزاق 14 عاما ومروان عثمان علوات 14 عاما، ومعتز شويكي 13 عاما.
وقامت شرطة الاحتلال باعتقال هؤلاء الاطفال واجرت تحقيقا مطولا معهم استمر لساعات عدة بحجة رشقهم الحجارة على احدى مستوطنات القدس، وقررت فرض الحبس المنزلي عليهم، الامر الذي يهدد مستقبلهم التعليمي على غرار الكثير من اطفال القدس الخاضعين للحبس المنزلي بحجة رشق جيش الاحتلال ومستوطنيه بالحجارة.
وفي اطار محاولة التصدي لسياسة الحبس المنزلي وما تخلفه من أضرار على الأطفال ومسيرتهم التعليمية نظمت مديرية التربية والتعليم في القدس الشريف في قاعة جمعية الشابات المسيحيات في القدس، الثلاثاء، ندوة تربوية حول قضية اعتقال القاصرين وكانت بعنوان " اثر الاعتقال البيتي على الحالة النفسية والتحصيل الأكاديمي للطلبة في مدارس القدس الشريف" .
وأكد جبريل مدير التربية والتعليم في القدس سمير على أهمية طرح "سياسة الحبس المنزلي" خاصة انها تمس طلبة القدس بشكل مباشر ووحيد حيث انه لا يعاني الطلبة في المحافظات الفلسطينية الاخرى من الوطن من هذه القضية والتي تشكل انتهاكا سافرا لحقوق الاطفال في التعليم والحماية . واشار إلى تزايد حالات احكام الحبس البيتي ضد الطلبة في القدس مما يستدعي وقفة جادة لحماية الطلبة وضمان استمرار التحاقهم بالعملية التعليمية وعدم انحرافهم عنها .
وطالب جبريل مديري ومديرات المدارس بالتعاون مع هؤلاء الطلبة وتقديم كل وسائل العون والمساندة لهم حتى يتمكنوا من تخطي هذه التجربة بنجاح، مشيرا إلى قضية نقص البيانات والاحصاءات المتعلقة في قضايا الاطفال رهن الحبس المنزلي الامر الذي يجب على مديري ومديرات المدارس التعاون بشأنه ورفع اية حالة خاصة من الطلبة الى مديرية التربية والتعليم من اجل ضمان التدخل التربوي اللازم وايجاد الالية المناسبة لمساعدتهم في التعليم .
واشار رئيس قسم الارشاد في مديرية تربية القدس سمير الطرمان إلى الاثار النفسية المترتبة على تجربة الاعتقال للأطفال الفلسطينيين والتي تعتبر صادمة لهم نتيجة للممارسات التي يواجهها القاصر داخل المعتقل من تعذيب واهانة.
ووضح اهم الاثار النفسية الناتجة عن ذلك مثل فقدان التوازن، اللعثمة في الكلام ،كوابيس النوم، العصبية والاستثارة السريعة الامر الذي يؤدي في مجمله الى تشوه في الحالة النفسية والاجتماعية وقد يصل الى مرحلة الاكتئاب للطفل، مضيفا " لذلك يجب ان يكون هناك تدخل نفسي سريع ومختص للتعامل مع الطفل وحمايته".